authentication required

تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

نبدأ بالمقدمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1 - 2].

الزلزلة في اللغة: التحريك، والحمل بكسر الحاء ما يكون على الظهر، والحمل بفتح الحاء ما تحمله المرأة في بطنها.

والعرب تقول: امرأة مرضِع ولا حاجة لأن تقول: مرضعة، ويقولون: امرأة حامل؛ لأن الرجل أصلاً لا يرضع ولا يحمل، فلا حاجة لأن يضعوا التاء، لكن الله قال هنا: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) فأضاف التاء، ولا يمكن أن يكون إضافة التاء هنا لغير مقصد، بل لا بد من مقصد، لكن أنا أولاً أحرر الألفاظ قبل أن أجمع شتاتها، ولم يقل الله جل وعلا: وتضع كل حامل، قال: (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا).

فالمرضعة بالتاء هي من تلقم وليدها أو رضيعها الثدي، يعني: تباشر عملية الرضاعة، وأما المرضع فيطلق على كل امرأة قابلة لأن ترضع، فكل امرأة متزوجة قابلة لأن ترضع؛ لأن اللبن من الرجال من الأب من الزوج أب المولود، لكن الله قال هنا: مرضعة بالتاء، والمعنى حال كونها ترضع وتباشر الرضاعة.

وقال جل ذكره: (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ) أي: وقت أنها حامل ومباشرة للحمل، يعني: أن الجنين ما زال في بطنها، فهذا معنى قول الله جل ذكره: (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا).

(وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى) السكارى: هم من يتخبطون وهم مذهولون لا يدرون، وقول الله جل وعلا: (وما هم بسكارى) نفي لحقيقة السكر، أي: أنه ليس سكراً ناتجاً عن خمر.

ثم قال الله جل وعلا: (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) هذا مجمل ألفاظ الآية.

التفسير المعنوي لقوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

وأما جمع شتاتها فعلى النحو التالي: قال الله: (يا أيها الناس) وهذا نداء عام، ولا يسمى نداء كرامة، إنما نداء الكرامة في القرآن (يا أيها الذين آمنوا)، أما (يا أيها الناس) فهذا نداء لكل الخلق، فيدخل فيه كل أحد مؤمناً كان أو كافراً.

(يا أيها الناس اتقوا ربكم) تقوى الله هي الدين كله، ووقف صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء يوم حجة الوداع يقول: (يا أيها الناس اتقوا ربكم، وصلوا فرضكم) وذكر أموراً، لكن بدأها صلى الله عليه وسلم بتقوى الله، وجملة ما يمكن أن يقال في معنى تقوى الله: ألا يفقدنك الله حيث أمرك، ولا يرينك الله حيث نهاك، فمن وفق أنه لا يفقد في مكان أمره الله فيه، ولم يوجد في مكان نهاه الله عنه فقد أخذ بالتقوى من حيث العموم، وفسرت التقوى بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 387 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2015 بواسطة alisal214

عدد زيارات الموقع

2,409