تحدثنا كثيرا عن غياب الامن او الانفلات الامني بعد الثورة ،وكثيرا ما ربط المواطن المصري غياب الامن بالثورة والثوار وانبري يلعن اليوم الذي قامت فيه الثورة !،ولكن للاسف هذا مزج لا يليق بالثورة المباركة ولا نقبله فالانفلات الامني حدث في اول ايام الثورة مع انسحاب الشرطة في فترة احتقان المصريين من الداخلية والفساد المنتشر انذاك .. ولان الشعب المصري كاي شعب من شعوب العالم اذا احس بفقدان الحالة الامنية او ضعفها فتوقع منه اي شئ وانتظر اي خلل! وهذا ما حدث بين قريتي الحلافي وابو شندي احدي قري مركز الحامول بكفرالشيخ حيث تبادل اهالي القريتين المعارك بالزجاجات الحارقة والشوم والحجارة بالاضافة الي الاسلحة البيضاء علي مدار يومين متصلين بعد صلاة العشاء مما نتج عن ذلك اغلاق احدي الكباري الهامة والحيوية بمدينة الحامول وتعطلت حركة المواصلات لعدة ساعات وذلك لان اهالي القريتين انقسما الي فريقين كل فريق احتل جهة من الكوبري وتعذر مرور الاهالي علي الكوبري واصيب بعض الاهالي بحروق نتيجة تبادل الزجاجات الحارقة وتدخلت الشرطة في اليوم الاول ولكن تدخلهاكان بحذر لان المعركة ليست بين فردين ولكنها بين قريتين وبالرغم من وجود العديد من الاسلحة البيضاء والاسلحة النارية مع العديد من الاهالي الا ان الشرطة لم تعير التفاتا الي هذا الموضوع وركز رجال الامن في تهدئة الموقف بين الطرفين ،،وفي اليوم التالي تجددت المعارك علي غرار اليوم الاول وتدخل النقيب كمال المضني والمقدم شعبان مبروك من مباحث الحامول لفض المنازعات بين البلدين وبالفعل نجحا في التهدئة الي ان تدخل بعض رجال البلدة الذين يثق فيهم الاهالي منهم الحاج عبدالناصر ابوسعدة الذي استطاع ان يلم الشمل ويقنع الطرفين بالجلسة العرفية لتصفية وازالة اسباب الخلاف بين البلدين . وهنا نتسائل مهما كانت اسباب الخلاف هل يعقل ان نري مثل هذه المعارك ؟ وهل نرجع ضراوة وشدة المعارك الي الحالة الامنية؟ في حين اننا نري العديد من المواطنين يساعدون رجال الامن علي اداء عملهم  حتي تعود سيطرة الشرطة علي الشارع كما كانت الا ان هناك ايضا من يتجاهل دور الشرطة ويتعامل  كأن هذا الجهاز الامني غير موجود علي الاطلاق.والي هؤلاء نؤكد لهم ان رجال الشرطة اصبحوا افضل بكثير من ذي قبل سواء في التعامل مع الجمهور او في الفكر والثقافة . ومن الظواهر الايجابية التي استرعت انتباهنا قيام بعض شباب الحامول بتنظيف الكوبري بعد هذه المعارك من الزجاج المكسور  مما يدل علي تطور ثقافة المواطن المصري وتحضره.