موقع الشيخ علي النقيب

authentication required

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

يا معشر العشاق

 

 

 تَذَلَّلْتُ في الْبُلْدَانِ حِينَ سَبَيْتَنِي

وَبِتُّ بِأَوْجَاعِ الْهَوَى أَتَقَلَّبُ

فَلَوْ كَانَ لِي قَلْبَانِ عِشْتُ بِوَاحِدٍ

وَأَتْرُكُ قَلْبَاً فِي هَواكَ يُعَذََبُ

وَلَكِنَّ لِي قَلْباً تَمَلَّكَهُ الْهَوى فلا

العَيْشُ يَهْنَا لي وَلا الْمَوْتُ أَقْرَبُ

نصب الهوى شركا علي فصادني

فأصبحت في شرك الهوى أتقلبُ

كَعُصْفُورَةٍ فِي كَفِّ طِفْلٍ يَضُمُّهَا

تذوق سياق الموت والطفل يلعبُ

فَلاَ الطِّفْلُ ذُو عَقْلٍ يَحِنُّ لِمَا بِهَا

وَلاَ الطَّيْرُ ذُو رِيشٍ يَطِيرُ فَيَذْهَبُ

تَسَمَّيْتُ بِالْمَجْنُونِ مِنْ أَلَمِ الْهَوى

وَصَارَتْ بِيَ الأَمْثَالُ فِي الْحَيِ تُضْرَبُ

فَيَا مَعْشَرَ الْعُشَّاقِ مُوتُوا صبَابَةً

كَمَا مَاتَ بِالْهِجْرَانِ قَيْسٌ مُعَذَّبُ

 

 

 

 

لست انسى الاحباب

 

 

لَسْتُ أَنسى الأَحْبَابَ مَادُمْتُ حَيَّاً

مذْ نَأّوْوا لِلنَّوى مَكانَاً قَصِيَّا

وَتَلَوْا آيَةَ الوَدَاعِ فَخَرُّوا

خِيفةَ البَيْنِ سُجَّداً وَبُكِيَّا

وَلِذِكْرَاهُمُ تَسِيحُ دُمُوعِي

كُلَّمَا اشْتَقْتُ بُكْرَةً وَعَشِيَّا

وَأُنَاجي الإلَهَ مِنْ فَرْطِ وَجْدِي

كَمُنَاجَاةِ عَبْدِهِ زَكَرِيَّا

وَهَنَ الْعَظْمُ بالْبُعَادِ فَهَبْ لِي

رَبِّ بِاللطْفِ مِنْ لَدُنْكَ وَلِيَّا

وَاسْتَجِبْ فِي الْهَوى دُعَائِي فَإِنِّي

لَمْ أَكُنْ بِالدُّعَاءِ رَبِّ شَقِيَّا

قَدْ فَرى قَلبِيَ الْفِرَاقُ وَحَقّاً

كَانَ يَوْمُ الْفِرَاقِ شَيْئاً فَرِيَّا

وَاخْتَفى نُورُهُمْ فَنَادَيْتُ رِّبِي

في ظَلاَمِ الدُّجى نِدَاءً خَفِيَّا

لَمْ يَكُ الْبُعُْد بِاخْتِيَارِي وَلكِنْ

كَانَ أَمْراً مُقَدَّاراً مَقْضِيَّا

يَا خَلِيلَيَّ خَلِّيَانِي  وَوَجْدِي

أَنَا أَوْلى بِنَارِ وَجْدِي صِليَّا

إِنَّ لِي فِي الْغَرَامِ دَمْعاً مُطِيعاً

وَفُؤادَاً صَبَا وَصَبْراً عَصيَّا

أَنَا مِنْ عَاذِلِي وَصَبْرِي وَقَلْبِي

حَائِرٌ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عِتِيَّا

أَنَا شَيْخُ الْغَرَامِ مَنْ يَتَّبِعْنِي

أَهْدِهِ في الْهَوى صِرَاطاً سَوِيَّا

أَنَا مَيْتُ الْهَوى وَيَوْمَ أَرَاهُمْ

ذلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيَّا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحبة الفقرا

 

مَا لذّةُ العَيْش إلاّ صُحْبَةُ الفُقرَا

هُم السّلاطِينُ وَ السّاداتُ وَ الأُمرَاَ

فَاصْحَبْهُم وَ تَأَدَّب في مَجَالِسِهِم

وَ خَلّ حَظّك مَهمَا قَدّمُوكَ وَرَا

وَ اسْتَغْنِم الوَقْت وَ احْضُر دَائماً مَعَهُم

وَ اعْلَم بِأَنّ الرّضا يَخْتَصّ مَنْ حَضَرَا

وَ لازِم الصّمْتَ إلا إنْ سُئِلْتَ فَقُلْ

لا عِلْمَ عِندي وَكُن بالجهلِ مُسْتَتِرا

وَ لاتَرَ الْعَيْبَ إلا فِيكَ مُعْتَقِداً

عَيْباً بدَا بَيّناً لكِنّه اسْتَتَرَاَ

وَ حُطّ رَأسَكَ وَ اسْتَغْفِرْ بلا سَبَبٍ

وَ قُمْ عَلَى قَدَمِ الإنصَافِ مُعتَذِراً

وَ إنْ بَدا مِنكَ عَيْبٌ فَاعتَرِف وَ أقِم

وَجهَ اعتِذَارِكَ عمّا فِيكَ مِنْكَ جَرَى

وَقُل عُبَيْدُكُم أَوْلَى بِصَفْحِكُم

فَسَامِحُوا وَخُذُوا بِالرّفْق يا فُقَرَا

هُم بِالتَّفَضُّلِ أوْلَى و هُوَ شِيمَتُهم

فلا تَخَف دَرَكاً مِنْهُم و لا ضَرَراً

وَ بالتَّفَنّي على الإخوان جُدْ أبَداً

حِسّاً و مَعْنى و غُضَّ الطَّرْفَ إن عَتَرا

و رَاقِب الشّيخَ في أحوَالِه فَعَسَى

يُرَى عَلَيكَ مِن استِحسَانِهِ أثَراً

وقَدِّمِ الجِدَّ و انْهَضْ عِند خِدمَتِه

عَسَاه يَرْضَى و حَاذِر أن تَكُن ضَجِراً

ففي رِضَاهُ رِضَا الْبَارِي وطاعَتُه

يَرضَى عَلَيكَ فَكُن مِن تَرْكِها حَذِرَاً

و اعْلَمْ بأنّ طَرِيقَ القَوْمِ دَارِسةٌ مَتَى

و حَالُ مَن يَدّعِيها اليوم كيف ترى

متى أرَاهُم وأنَّى لمثلي أن يُزَاحِمَهُم

على مَوَارِدَ لَمْ ألْفِ بها كَدَرَا

أُحِبُّهُم و أُدَارِيهِم و أُثِرُهُم

بِمُهْجَتِي و خُصُوصاً مِنْهُم نَقَرَا

قَوْمٌ كِرَامُ السّجَايَا حَيثُمَا جَلَسُوا

يَبْقَى الْمَكانُ على آثارِهِم عَطِرَا

يُهدِي التّصَوّفُ مِنْ أخْلاقِهِم طَرَفا

حُسْنُ التّآلُفِ مِنْهُم رَاقَنِي نَظَرَا

هُمْ أَهْلُ وُدّي وَ أحْبَابي الذِينَ هُم

مِمّن يَجُرّ ذُيُول العِزّ مُفتَخِرَا

لا زَالَ شملي بِهِم في الله مُجْتَمِعاً

وَ ذَنبُنَا فِيه مَغْفُوراً وَ مُغْتَفَراً

ثُمّ الصّلاةُ على المُخْتَارِ سَيِّدِنَا

مُحَمَدٍ خَيرِ مَنْ أوْفَى وَ مَن نَذَرَا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الصلاة على المختار

 

ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ

خَيْرِ البَرِيَّةِ مِنْ بَاكٍ وَمُبْتَسِمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مُجْرِ الفُلْكِ فِي الظُّلَمِ

عَلَى عُبَابٍ مِنَ التِّيَارِ مُلْتَطِمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مُنْجِي المُسْتَجِيرِ بِهِ

إِذَا أَلَمَّ بِهِ ضُرّاً مِنَ الأَلَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ غَفَّارَ الذُّنُورِ لِمَنْ

بِالاِنْكِسَارِ أَتَى وَالذُّلِّ وَالنَّدَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ سَتَّارَ العُيوبِ عَلَى

أَهْلِ العُيُوبِ وَمُنْجِيهِم مِنَ النَّقَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِن نُطْقِي وَمْنِ خُلُقِي

وَشِينِ شَأْنِي وَمِنْ شَكْلِي وَمِن ...

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ سِرِّر وَمِنْ عَلَنِي

وَمِنْ تَقَلُّبِ قَلْبِي وَابْتِسَامِ فَمِي

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ سَمْعِي وَمِنْ بَصَرِي

وَمِنْ ضَمِيرِي وَمِنْ فَكْرِي وَمِنْ كَلَمِي

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ جُرْمِي وَمِنْ زَلَلِي

وَمِنْ كَبَائِرِ ... وَمِنْ لَلَمِي

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا قَدْ جَنَتْهُ يَدِي

مِنَ الخَطَايَا وَما قَدَّمْتُ بِالقَدَمٍ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا لَمْ تَكُنْ كَسَبَتْ

كَفِّي وَمَا اكْتَسَبْتُ فِي مَبْلَغِ الحُلُمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ نَفْسِي وَمْنِ نَفَسِي

وَخَاطِرِ وَخُطُورِ الوَهْمِ بِالتُهَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ طَبْعِي وَمِنْ طََبَعِي

وَمِنْ تَحَوُّلِ حَالٍ حَالَتِ السَّقَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلِي أَنَا وَمَنْ مَعِي

وَلِي وَعِنْدِي وَمِنْ ظَنِّي وَمِنْ قَسَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا لَسْتُ أَعْلَمُهُ

وَمَا عَلْمِتُ وَمَا حَرَفْتُ بِالقَلَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ نَوْمِي وَمِنْ سِنَتِي

وَيَقْظَتِي وَبِهِ مَا عِشْتُ مُعْتَصِمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا كَانَ فِي صِغَرِي

مِنَ الخِلاَفِ لِعُمْرِ الشِّيبِ وَالهَرَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ مَا هَبَّتْ يَمَانِيَّةٌ

وَسَحَّتِ السُّحُبُ فِي الأَطَام وَالأكَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مَا سَارَ الحَجِيجُ إِلَى

مَعَالِمَ شُرِّفَتْ بِالحِلِّ وَالحَرَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مَا لاَحَ الصَّبَاحُ وَمَا

تَغَنَّتِ الطَّيْرُ فِي الأَغْصَانِ بِالنَّغَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الحُرُوفِ وَمَا

فِي الذِّكْرِ مِنْ آيَةٍ تُتْلَى وَمْنِ حِكَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الهَوَامِ وَمَا

فِي الأُفُقِ مِنْ عَالَمٍ وَاَلأرْضِ مِنْ عَلِمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ النَّبَاتِ وَمَا

فِي البَحْرِ مِنْ نِّعْمَةٍ وَالبَرِّ مِنْ نِعَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الرِّيَاحَ وَمَا

تَجْرِي عَلَيْهِ مِنَ الأَقْوَاتِ والنَّسَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الكوَاكِبَ فِي

تَاجِ الغَيَاهِبِ مِنْ بَاكٍ وَمُكْتَتِم

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الرِّمَالِ وَمَا

يَنْهَلُّ فِي عَالَمِ الدُّنْيَا مِنَ الدِّيَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الخَلاَئِقِ مِنْ

إِنْسٍ وَجِنٍّ وَمِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ تِعْدَادَ الخَوَاطِرِ فِي

بُذورِ أُولِي النُّهَى وَالعِلْمِ وَالحِكَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ جَلَّ اللهُ خَالِقُنَا

مِنَ البَرَايَا وَمُحْيِ الأَعْظُمِ الرِّمَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ جَلَّ اللهُ رَازِقُنَا

المُنْعِمُ المُفضِلُ المَوْصُوفُ بِالكَرَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ جَلَّ اللهُ بَاعِثُنَا

مِنْ يَوْمٍ مُزْدَحَمِ الأَمْلاَكِ وَالأُمَمِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً

مِمَّا ذَكَرْتُ مِنَ الأَجْنَاسِ وَالقَسَمِ

ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ

خَيْرِ البَرِيَّةِ مِنْ بَاكٍ وَمُبْتَسِمِ

يا من يرى

يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَيَسْمَعُ

أَنْتَ الْمُعَدُّ لِكُلِّ مَا يُتَوَقَّعُ

يَا مَنْ يُرَجَّى لِلشَّدَائِدِ كُلِّهَا

يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى وَالْمَفْزَعُ

يَا مَنْ خَزَائِنُ رِزْقِهِ فِي قَوْلِ كُنْ

امْنُنْ فَإِنَّ الْخَيْرَ عِنْدَكَ أَجْمَعُ

مَالِي سِوَى فَقْرِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ

وَبِالإِفْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِي أَدْفَعُ

مَالِي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ

فَلَئِنْ طُرِدْتُ فَأَيَّ بَابٍ أَقْرَعُ

وَمَنِ الَّذِي أَدْعُو وَأَهْتِفُ بِاسْمِهِ

إِنْ كَانَ فَضْلُكَ عَنْ فَقِيرٍ يُمْنَعُ

حَاشَا لِمَجْدِكَ أَنْ تُقَنِّطَ عَاصِياً

اَلْفَضْلُ أَجْزَلُ وَالْمَوَاهِبُ أَوْسَعُ

بِالذُلِّ قَدْ وَافَيْتُ بَابَكَ عَالِماً

أَنَّ التَّذَلُّلَ عِنْدَ بَابِكَ يَنْفَعُ

وَجَعَلْتُ مُعْتَمَدِي عَلَيْكَ تَوكُّلاً

وَبَسَطْتُ كَفِّي سَائِلاً أَتَضَرَّعُ

وَبِحَقِّ مَنْ أَحْبَبْتَهُ وَبَعَثْتَهُ

وَأَجَبْتَ دَعْوَةَ مَنْ بِهِ يَتَشَفَّعُ

إِجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضَيْقٍ مَخْرَجاً

وَالْطُفْ بِنَا يَا مَنْ إِليْهِ الْمَرْجِعُ

ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ وَءَالِهِ

خَيْرِ الْخَلاَئِقِ شَافِعٌ وَمُشَفَّعُ

 

اللهَ قُلْ وذَرِ الْوُجُودَ وَمَا حَوى

إِنْ كُنْتَ مُرْتاداً بُلُوغَ كَمَالِ

فَالْكُلُّ دُونَ اللهِ إِنْ حَقَّقْتَهُ

عَدَمٌ عَلَى التَّفْصِيلِ وَالإِجْمَالِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ وَالْعَوَالِمَ كُلَّهَا

لَوْلاَهُ فِي مَحْوٍ وَفِي اضْمِحْلاَلِ

مَنْ لاَ وُجُودَ لِذَاتِهِ مِنْ ذَاتِهِ

فَوُجُودُهُ لَوْلاَهُ عَيْنُ مُحَالِ

فَالْعارِفُونَ فَنُوا وَلَمَّا يَشْهَدُوا

شَيْئاً سِوى الْمُتَكَبِّر الْمُتَعَالِ

وَرَأَوْا سِوَاهُ عَلى الْحَقِيقَةِ هَالِكاً

فِي الْحَالِ وَالْمَاضِي وَالْإسْتِقْبَالِ

فَالْمَحْ بِعَقْلِكَ أَوْ بِطَرْفِكَ هَلْ تَرى

شَيْئاً سِوى فِعْلٍ مِنَ الْأَفْعَالِ

وَانْظُرْ إِلى عُلْوِ الْوُجُودِ وَسُفْلِهِ

نَظَراً تُؤَيِّدُهُ بِالْإِسْتِدْلاَلِ

تَجِدِ الْجَمِيعَ يُشِيرُ نَحْوَ جَلاَلِهِ

بِلِسَانِ حَالٍ أَوْ لِسَانِ مَقَالِ

هُوَ مُمْسِكُ الْأَشْيَاءِ مِنْ عُلْوٍ إلى

سُفْلٍ وَمُبْدِعُهَا بِغَيْرِ مِثَالِ

 

 

فَإِذَا نَظَرْتَ بِعَيْنِ عَقْلِكَ لَمْ تَجِدْ

شَيْئاً سِوَاهُ عَلى الذَّوَاتِ مُصَوَّرَا

وَإِذَا طَلَبْتَ حَقِيقَةً مِنْ غَيْرِهِ

فَبِذَيْلِ جَهْلِكَ لاَ تَزَالُ مُعَثَّرَا

 

 

اللهُ رَبِّي لاَ أُرِيدُ سِوَاهُ

هَلْ في الْوُجُودِ الْحَيِّ إِلاَّ اللهُ

ذَاتُ الْإِلهِ قِوَامُ ذَوَاتنَا

هَلْ كَانَ يُوجَدُ غَيْرُهُ لَوْلاَهُ

 

 

تَضِيقُ بِنَا الدُّنْيَا إِذَا غِبْتُمُ عَنَّا

وَتَذْهَبُ بِالأَشْوَاقِ أَرْوَاحُنَا مِنَّا(1)

فَبُعْدُكُمُِ مَوْتٌ وَقُرْبُكُمُ حَيَا

فَإِنْ غِبْتُمُوا عَنَّا وَلَوْ نَفَساً مُتْنَا

نَمُوتُ بِبُعْدِكُمْ وَنَحْيَا بِقُرْبِكُمْ

وَإِنْ جَاءَنَا عَنْكمْ بَشِيرُ اللِّقَا عِشْنَا

وَنَحْيَا بِذِكْرِكُمْ إِذَا لَمْ نَرَاكُمُ

أَلاَ إِنَّ تِذْكَارَ الأَحِبَّةِ يُنْعِشْنَا

فَلَوْلاَ مَعَانِيكُمْ تَرَاهَا قُلوبُنَا

إِذَا نَحْنُ أَيْقَاظٌ وَفِي النَّوْمِ إِنْ غِبْنَا

لمَتُنْنَا أَسىً مِنْ بُعْدِكُمْ وَصَبَابَةً

وَلكِنَّ فِي المَعْنى مَعَانِيكُمْ مَعْنَا

يُحَرِّكُنَا ذِكْرُ الأَحَادِيثِ عَنْكُمُ

وَلَوْلاَ هَوَاكُمْ فِي الْحَشَا مَاتَحَرَّكْنَا

فَقُلْ لِلَّذي يَنْهَى عَنِ الْوَجْدِ أَهْلَهُ

إِذَا لَمْ تَذُقْ مَعْنى شَرَابِ الْهَوى دَعْنَا

إِذَا اهتَزَّتِ الأَرْوَاحُ شَوْقاً إِلى اللِّقَا

تَرَقَّصَتِ الأَشْبَاحُ يَا جَاهِلَ الْمَعْنى

أَمَا تَنْظُرُ الطَّيْرَ الْمُقَفَّصَ يافَتى

إِذَا ذَكَرَ الأَوْطَانَ حَنَّ إِلى الْمَغْنى

يُفَرِّجُ بِالتَّغْرِيدِ مَا بِفُؤادِهِ

فَتَضْطَرِبُ الأَعْضَاءُ فِي الْحِسِّ وَالْمعْنى

وَيَرْقًُصُ فِي الأَقْفاصِ شَوْقاً إِلى اللِّقَا

فَتَهْتَزُّ أَ�

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3674 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2012 بواسطة aliamar2012

ساحة النقاش

موقع الشيخ علي النقيب

aliamar2012
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,439