"ذكريات مقاوم"(1)
"ذات يوم كان المساء ممطرا"
والأرض تغطيها قطرات من أنوار حرب الشتاء..ونحن بين جلوس ووقوف..تعكس أضوائنا القناديل الذهبيه المتناثره ..بين كل أزقه المتارس والحيطان ..!!
هنا..وهناااك..تحت أصوات الرصاص والقذائف والمضادات..
المحادثات بيننا هادئه.."كما يشبه المناجاه لرب السماء".
وكأن بيننا خصام..
وصديقي يجلس بجانبي ..وحاضن أكتافه الى صدره من شده برد الشتاء..وكأنه."شمعه تذوب فوق طاوله" من شده الحزن والبرد...
متى ياصديقي ستنتهي الحرب؟
أجبته والحزن يكبتني....
وهامسته بكل خشوع...
عندما تذهب هذه الكلاب عن مدينتنا ..سنحتفل بالنصر.. ونطهر مدينتنا من أنجاسهم....وفجأه....!!!!
انفجر صراخ من ورائي !!!!
أما زلت هنا ياصديقي..أجبته نعم ..من أنت ...من أنت ...
وفي أقل من خطفه الخاطر لمحبوبه أدركت أنه .... معقب الليل.."قائدمجموعتي"أبو عزام..
"التفت الي كغمره الأمواج في البحر" وأندفعت اليه بقوه البارود؛.
ناسيا أني في المترس الأمامي بخط النار..
واذا بالقناص يضرب بشراسه الموت من كل الجهات....
'فررت تاركا ورائي كل اماره الصداقه' ..وتركتهم..
مع العلم . (لم يكن فراري للخلف..بل ... للأمام بأتجاه العدو.)
وكانت سبب هلاكي في تلك الليله..
أيقنت هلاكي يحلق بي في تلك الليله..
انتظرت قليلا...
ثم سألت صديقي بنوع من التحدي!!!
هل رأيت عظيما في حياتك لايحتجب خلف المتارس هروبا من صانع الموت اللعين؟
أجاب بصمت؛؛
"أنت العظيم اليوم الذي تمشي على الأرض"
وبما أنه كان خاطئا بذلك الاسم"العظيم" الذي ليس عظيما في الكون سوى الله .-
لكن...بما أننا نحن أهل الحق والحل لهذه المدينه في هذا الزمان... والذي لاينكره أحد...
اذا نحن العظماء الذين نمشي على أرض هذه المدينه"...#تعز.
"أراكم في خير"
المقاوم الحر.
هلال الحميدي 2015/12/2
تنبيه:
الحادثه قبل كتابه الذكريات بشهر.