حسن أمبيريك
ساعات الجد و المثابرة التي خصصها الرئيس السابق خلال أيامه لخدمة وطنه طيلة فترة حكمه، واكبتها عصابة الفساد الحالية بالتملق له علنا و حياكة الأباطيل ضده سرا، و هم معذورون من جهة بسبب النهج الذي قاده الرجل ضد سياسات النهب الممنهج التي شاب عليها جلهم ورضعت البقية عصارتها خلال أنظمة الفساد السابقة و حواضن القبلية والجهوية.
فأسسوا حملة شيطنة إعلامية كانوا يخدمونها و يسيرون تفاصيلها في الخفاء جاعلين من حلفاؤهم من أعداء الرجل العلنيين شماعة يعلقون عليها أوزارهم، فاستغلوا كل شاردة وواردة لفتق دلو الإنجازات لكن عيون الرقابة و المحاسبة كانت دائمة التربص بمكائدهم و كثيرا ما ارتدت عليهم نتائج أعمالهم.
ثابرت الثعابين و اشتد سعيها خلال المأمورية الثانية للرئيس إلى إيقاعه في فخ تغيير الدستور لتشويه صورته و تقديمه في ثوب الدكتاتورية، فكانت المطالبة بالمأمورية الثالثة نتيجة ذلك المخطط فارتفع سقف رهاناتهم على استجابة الرئيس لمطالبهم لكن رجل المفاجآت أجهض آمالهم و رمى الحصى في أعينهم الفارغة من نور البصيرة.
واصل الرئيس السابق المشوار الذي وضع كل تفاصيله على ميزان ضميره منذ دخوله القصر غير آبه بهتافاتهم و لا بروائحهم المنبعثة من أعماق نياتهم العفنة، فسلم السلطة في عرس ديموقراطي بهيج شكل نموذجا راقيا في القارة الافريقية و العالم العربي.
و لأن الأحقاد لا تنطفئ إلا بالثأر استجمعت العصابة كل قوتها و استغلت ضعف خلفه و غرروا به بسراب الإجماع السياسي و الأخلاق و عدم التدخل في القضاء، فشكلوا لجنة عبثية عمدت إلى التحقيق في عشرة مشاريع، نجّمت و بصّرت كثيرا لكنها لم تجد فيها ما يدين الرجل، حين أحسوا بفشل محاولتهم أوقدوا تحت قدر حملة الشيطنة الإعلامية و سوقوا ما تتمناه أنفسهم وتعجز عن إثباته تحقيقاتهم.
وصلوا ليلهم بظلام نهارهم محاولين هذه المرة تصديق أكاذيبهم فحاولوا تسويق تهمة كذبة جزيرة تيدرة و تلفيق تهمة الخيانة العظمى، وإرفاقها بمؤثرات إعلامية تمثلت في شائعات امتلاك القصور المزركشة بالياقوت و صناديق الدولار و كنوز الذهب و الفضة و حظائر الخيول المسومة و تقديم لوحات خيالية إبحارا بالمواطنين في عباب الخيال المحض.
لم يزل الفشل يرافقهم و يبتسم لهم عند كل باب يطرقونه، حينها قرروا أن "يغمضوا عيونهم و يسفوا" فتآمروا مع من يمتلكون القدرة على تنفيذ مبتغاهم وانقضوا على الرئيس السابق بقرارهم حصر أملاكه ونفخها وتضخيمها للتشهير به، تتذكرون يوم التصوير المشهود الذي قدموا فيه مقاطع فيديو بها سيارات و حاويات وقود و أرفقوا بها شائعة كشف الأمن لمحاولة من الرئيس السابق تهدد أمن الدولة واستقرار البلد، أزبد العملاء وأرعدوا و طغى أزيز ذبابهم الالكتروني لكن رجل المفاجآت مازال يحمل في يده نفس بخاخ الحقيقة الذي قتل به أحلام أعدائه خلال محاربته لفسادهم، فتحدث خلال مؤتمره الصحفي عن مصدر تلك السيارات الذي ختم السنتهم بسمع الصمت عن الموضوع إلى حد الساعة، وكيف يواصلون الحفر في موضوع له علاقة بسيد معبد السلطة الذي يقدمون إليه قرابين الولاء ؟!
بدأت وتيرة تخبطهم تتسارع ما أوصلهم إلى ارتكاب أخطاء ساهمت في كشف الستر عن هدفهم من كل الملف حتى اتضحت للرأي العام طبيعة الاستهداف الذي ينتهجون ضد شخص ولد عبد العزيز الذي قارع لوبيات الفساد حتى آخر أيام حكمه فلم يرحم قريبا ولا بعيدا واستل سيف المحاسبة ضد الجميع.
كانت كل خطوة يخطونها باتجاه إهانة الرجل والتنقيص من مكانته تنقلب صيحة عليهم ولنا في هدم وتكسير منزله مثال و في اعتقاله مثال و في وضعه تحت الإقامة الجبرية و حصاره بعصابات الترهيب مثال.
حفر القوم بأيديهم أعمق قليب سياسي واعلامي لجثث مكائدهم و أشعلوا فيهم نار التعرية فاليوم صار الكل يعلم جيدا أن عصابة التأزيم والتلفيق دبرت كل شيء للانتقام من شخص الرجل الذي حارب فسادهم وتهربهم من دفع الضرائب و بذلوا الغالي والنفيس في سبيل تشويه سمعته و تلطيخ صورته و محو تاريخه وانجازاته ولكن يأبى الله عن ظلم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه و أخلصوا عملهم للوطن.
خلال كل هذه الأحداث مازال ولد عبد العزيز واقفا في مكانه متحسبا لكل الاحتمالات و يضع يده على كل خيوط اللعبة يتحرك في مسار متأكد من نهايته و على كامل الجاهزية لخوض مطباته كجندي خبر جيدا تكتيكات أعدائه ومخابئ نفسياتهم لذلك يدير الملف بنفس طويل مازال يعتبر كل ما حدث مجرد تمارين إحماء للرجل الستيني الرياضي.
قال تعالى:
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)
ساحة النقاش