مؤهلات الداعية إلى الله تعالى
إخوتاه، إن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج إلى إعداد وتهيئة واصطفاء رباني وتربية، كما أن الدعوة تحتاج منا إلى سعي حثيث وعملا متواصلامتسما بالصدق والإخلاص إلى الله U، وانظر في تاريخ الأنبياء لتضع يديك على مدى أهمية الإصطفاء والرعاية الربانية لأنبيائه وأتباعهم، فقال تعالى في حق موسى u:
﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾طه..
﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾طه..
﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾طه..
﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾طه..
وقال لرسولنا r ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾الطور..
وقال لموسى u ﴿إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾القصص..
هذا هو التقدير الكوني الأول في اللوح المحفوظ منذ الأزل ثم كان التقدير الشرعي الديني حيث التكليفات، فالأنبياء أعبد الناس لرب الناس هم حملة الرسالة، هم أهل البلاغ والصبر والتمكين والنصر، وانظر إلى مؤهلاتهم ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾الأنعام...
1. الثبات العام: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾هود..
2. دوام الذكر والعبادة: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾الحجر..
3. ثبات الفؤاد: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾النجم..
4. ثبات البصر: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾النجم..
5. الدعاء:
الصدر المنشرح﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾طه
الأمر الميسر﴿وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي﴾طه
انطلاق اللسان بالحق﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي﴾طه
الرفقة الصالحة﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي﴾طه
وقبل ذلك العلوم الشرعية والمعجزات الإلهية وعوامل التخلية...
وهناك ستة مؤهلات أخرى هامة جدا:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾المائدة..
لابد للداعية إلى الله تعالى أن يحرك المياه الراكدة عند الناس لابد أن يعمل على زلزلة الفكر عند الذين اعتادوا حالة الجمود العقلي واكتفوا بظاهر النص وكانوا سببا في تأخر هذه الأمة قرونا طويلة..
لابد للداعية إلى الله تعالى أن لا يكتفي بمجرد الثقافة الدينية فرق بين الثقافة والتربية، فنحن نريد تربية الأجيال المسلمة على النسق الأول، لابد للداعية من صناعة الرجال..وإني لأتساءل:
أين الرجل الذي يزن اليوم ألف رجل؟
أين الرجل الذي به تفتح قلوب العباد والبلاد؟
أين الأخت التي تعمل لله وبالله ومع الله؟
أين الداعية التي تفجر ينابيع الحب في الله؟
أين المسلم الذي شعاره: ﴿قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾طه..
أين الداعية التي تنطق بقلبها ولسان حالها: ﴿قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾الأنعام..﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾غافر..﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ﴾الشورى..
نسأل الله الهداية لأمة الإسلام...
الفقيرة إلى عفوه/ أم هشام…
ساحة النقاش