هناك مَن غيّروا أفكارهم وركّزوا على النجاح.. لكنهم لم يُحقّقوا شيئا.. لماذا؟
لأن الكسل قد منعهم الحركة!
وهناك مَن وضعوا الأهداف ورسموا الخطط، غير أن خططهم لم تصل إلى حيّز التنفيذ أبدا.. لماذا؟
لأن الكسل قد تغلّب عليهم!!
فالكسل قد يقف حائلا بينك وبين المجد.. وعليك أن تقهر آفة الكسل المدمّرة قبل أن تقهرك، فدون حبات العرق المتساقطة على جبهتك تبدو أفكارك بلا معنى، إن المؤثرين في الحياة تتشابه قصصهم في أنهم بذلوا غاية جهدهم لتحقيق أهدافهم العليا ومبادئهم السامية، وكأنهم يطبّقون نصيحة الشاعر العربي القائل:
بقدر الكدّ تكتسب المعالي.. ومن طلب العُلا سهر الليالي
ومن رام العُلا من غير كدّ.. أضاع العمر في طلب المحالي
فإذا كنت تسعى نحو المجد بعزيمة صادقة.. فخذ بأسباب الهمة العالية، ولا تتردد في بذل أقصى ما عندك من طاقة وعافية؛ فالطاقة الحيوية يمكنك أن تحافظ عليها بأن تبتعد عن مبددات الطاقة الضارة؛ مثل السهر والسكر وغيرهما.
لكنك لا تستطيع أبدا أن تدخر تلك الطاقة للشهر القادم أو العام القادم!!
فالطاقة متجددة، ومن صفاتها أنها متضاعفة، فكلما مارست نشاط أكثر زادت قدرتك على ممارسة النشاط والتحرّك بحيوية.
عضوية نادي الكسل العالمييعتقد البعض أن الكسل هو أن تنام في سريرك بلا حركة أو فِكر من أي نوع، وهذا الاعتقاد بالطبع صحيح لكنه ناقص، فوقوفك في مكانك بلا حراك هو أقصى درجات الكسل والخمول، وأشدّ أنواعها فظاظة ووضوح، لكنه ليس النوع الوحيد.
فكل فعل لا يحقق لك منفعة أو كان نفعه أقل من ضرره؛ فهو نوع من أنواع الكسل؛ مثل:
- البقاء منشغلا بمشاهدة التليفزيون؛ خاصة مباريات كرة القدم.- الجلوس خاملا لسماع الموسيقى.- التفرّغ للعب الورق أو البلاي ستيشن. إننا نفعل هذه الأشياء وغيرها ونحن نظن أن قيامنا بها يعني ممارستنا لفعل، ولكن هذا وَهْم؛ فخطورة هذه الأفعال وما شبهها إنها تحببنا في الكسل وتجعله عادة ملازمة لنا، ويوما وراء آخر نجد أنفسنا منضمين إلى نادي الكسالى العالمي، ذلك النادي الوحيد الذي يمكنك أن تكون عضوا فيه مجانا في بادئ الأمر، ولكنك مع الأيام تكتشف أنك تدفع ثمنا باهظا في تلك العضوية اللعينة.
تحتاج إلى بعض الطمعالكسل قد يأتي لنا في صورة نصيحة أمينة تحذرنا من أن الأغنياء طامعون، والطمع يضيع ما جمع ولو فكرت في الاستثمار قد أخسر كل شيء وأعود أفقر من ذي قبل، ولا أكسب سوى التعب والمشقة، والتنازل عن الاستمتاع بالراحة اللذيذة والجلوس طويلا مع الأهل والأصدقاء.
إن من أبشع صور الكسل هو ربطه بالرضا والقناعة، والتصور أن اجتهادنا وعملنا المتواصل هو نوع من الطمع غير المحمود، فإذا ما اجتهدنا وحققنا بعض النتائج المرضية شعرنا بتأنيب الضمير، وكأننا أجرمنا، وسارعنا بهدم ما بنينا، وعدنا مرة أخرى للتدثر بلحاف الكسل، معلنين توبتنا عن فعلتنا النكراء.
لكن من أراد السير نحو النجاح ومعاندة التيار الذي دائما ما يحاول جرّنا إلى الخلف عليه أن يتمتّع بشهوة الطمع المشروع التي تعني التطلّع للمزيد من الأوضاع الجيدة لنا، دون الجور على حق الآخرين، والتي لن نصل إليها إلا بالنشاط والحيوية.
ساحة النقاش