- تذكر أن الحياة ليست حالة طوارئ:

ويقول المؤلف في هذه الجزئية إن الحياة ليست حالة طوارئ دائمة، كما يعتقد معظم الناس، لذلك لا تتردد في أن ترتاح أو تأخذ هدنة، ومع الأسف هناك من يعللون سلوكهم العصبي باعتقادهم أنهم إذا لم يعملوا ثمانين ساعة أسبوعيا فإنهم لن يوفوا بكل ما عليهم، وبالطبع هذا اعتقاد خاطئ؛ لأنك مهما عملت ستتبقى أشياء لن تنجز، وعليك أن تؤجلها لتنجزها في وقت لاحق، لذلك امنح نفسك بعض الراحة والهدوء، ويضيف المؤلف: "لم أقابل في حياتي شخصا لم يجعل من الأمور البسيطة حالات طوارئ بما في ذلك أنا نفسي، فإننا نأخذ أهدافنا بجدية زائدة عن اللزوم، وننسى أن نمرح قليلا أو نعطي أنفسنا بعض الراحة، إننا ننظر إلى الأشياء البسيطة التي نحبها ونعتبرها شرطا لتحقيق سعادتنا الشخصية، وإلا فإننا نلوم ونعاقب أنفسنا إذا لم نتمكن من تحقيقها، مما يحولها من أشياء تسعدنا إلى أشياء قد تكدر صفو حياتنا".


ولذلك ينصحنا المؤلف بأننا إذا أردنا أن ننعم بالسلام الداخلي فعلينا أن  نعترف بأننا في غالب الأحيان نحن الذين نخلق لأنفسنا حالات الطوارئ، فإن الحياة سوف تسير بشكل طبيعي حتى إن لم تسر الأمور حسب ما هو مخطط لها، ويفيدنا كثيرا أن نُذّكر أنفسنا دائما بهذه العبارة "الحياة ليست طوارئ متواصلة".


2- فكر في شخص يستحق أن تشكره:
وعن هذه الجزئية يخبرنا د. ريتشارد كارلسون أن القيام بمثل هذا الأمر لن يستغرق أكثر من عدة ثوان، ولكنه يعتبر أحد أهم العادات التي يجب أن تحاول ممارستها، وحاول أن تبدأ يومك بالتفكير في شخص ما يمكن توجيه الشكر إليه، حيث إن الامتنان والسلام الداخلي شيئان متلازمان، فكلما شعرت بالامتنان العميق من أجل الحياة كلما أشعرك ذلك بالسلام الداخلي.


وبينما أنت تفكر في الأشخاص الذين تشعر بالامتنان تجاههم فتذكر أن هذا الشخص قد يكون ساعدك على عبور الطريق، أو قد يكون ساعدك في فتح الباب، أو قد يكون طبيبا أنقذ حياتك... والهدف من كل هذا هو توجيه انتباهك نحو الامتنان، وإبعاد انتباهك عن أي شعور بالجحود أو الغضب من أي موقف قد مررت به، ومن المفضل أن يكون أول شيء تبدأ به يومك في الصباح.

ويضيف المؤلف أن هذا التمرين يذكّرك دائما بأنه يتوجب عليك أن تركّز على الجوانب الخيرة في حياتك، وبمجرد أن تبدأ في التفكير في شخص ما يستحق منك الامتنان، تأتي إلى مخيلتك صورة شخص آخر يستحق الامتنان أيضا ثم آخر وآخر... وستجد نفسك بسرعة تفكر في أشياء أخرى يجب عليك أن تشعر بالامتنان من أجلها كالصحة، أو بيتك، أو تعليمك، أو وظيفتك وغيرها الكثير.

 

ابتسم في وجه الغرباء


3- ابتسم في وجه الغرباء:
ويخبرنا المؤلف هنا بأن التواصل مع الآخرين شيء مهم جدًا سيضفي البهجة والخبرات عليك وعلى شخصيتك، فهو لا يقصد هنا أنه ينصح بالانفتاح ويكره الانطواء، أو أنه يتوجب عليك استنفاد كل طاقتك محاولا أن تسعد الآخرين وتضيء لهم حياتهم، أو إنه يتوجب عليك أن تتظاهر بالود والصداقة، ولكن المقصود هو أنك إذا اعتبرت الآخرين أناسا مثلك وعاملتهم ليس فقط باحترام وعطف، ولكن بالابتسامة والتواصل معهم، فإنك لا بد ستلاحظ أن هناك بعض التغيرات الطيبة تطرأ على شخصيتك، وسوف تلاحظ أيضًا أن الناس يصبحون لطفاء وممتنين لك عندما تكون أنت الذي تحافظ على تواصلك معهم، وعندما تدرك أن الناس جميعا متشابهين فهنا سوف ترى البراءة في عيون الناس جميعا.


4- خصص وقتا للهدوء:
وفي هذه الجزئية يوضح لنا المؤلف أهمية الحصول على قدر من الهدوء يوميًا، وينصحنا بأن نخصص وقتًا خلال اليوم للهدوء ولا شيء غيره، ويقول: "لم أعرف شخصا واحدا يتمتع بالسلام الداخلي دون أن يحتجز لنفسه كل يوم وقتا للهدوء وسواء كان هذا الوقت مع الطبيعة أو الاستمتاع بحمام".


فإن احتجاز هذا الوقت جزء مهم جدا في حياتك، وهذه الفترة من الهدوء مثلها مثل قضاء بعض الوقت منفردا؛ حيث يساعد على إحداث الاتزان في كمية الضوضاء والارتباك التي تتسلل إلينا طوال اليوم، وحاول في طريق عودتك إلى المنزل أن تتوقف على جانب الطريق، وتقضي بعض الوقت لتنظر إلى مشهد طبيعي أو تغلق عينيك مثلا وتأخذ نفسا عميقا؛ حيث إن هذا كثيرا ما يعطي الشعور بالهدوء والتركيز والامتنان.


5- تخيل الناس حولك أطفالا أو شيوخا:
قد أفلح هذا الاسلوب كثيرا وأثبت نجاحا في تخليص الشخص من مشاعر الضيق نحو الآخرين.. فحاول أن تفكر في شخص ما يضايقك ويجعلك تشعر بالغضب، والآن أغمض عينيك وحاول أن تتخيل أن هذا الشخص طفل صغير، تخيل ملامحه الصغيرة وبراءة عينيه الصغيرة، واعلم أن الأطفال لا يمكنهم أن يقدموا مساعدة، ولكنهم يخطئون، واعلم أيضا أننا جميعا كنا ذات يوم أطفالا صغارا، والآن حرّك عقارب الساعة مائة عام للأمام، وتخيل نفس هذا الشخص إنسانا مسنا قارب الموت..

 

وانظر إلى عينيه الشاحبتين، وإلى ابتسامته الهادئة التي تنم عن قدر من الحكمة والاعتراف بالخطأ الذي وقع فيه يوما ما، واعلم أيضا أن كلا منا سوف يبلغ ذات يوم المائة عام.. لذلك حاول أن تسامح وتغفر ولا تحمل نفسك بالكره والبغضاء لأحد، وهذا حتى تشعر بالسلام الداخلي والرضا عن الحياة وعمن حولك.

وبهذا نكون قد انتهينا من الجزء الخامس من عرض الكتاب، مع وعد منا باستكمال بقية الأجزاء في الأسابيع المقبلة بإذن الله، في انتظار مشاركاتكم واقتراحاتكم.

alfaresmido

أنا مسلم .. أعتز بديني

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 417 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2011 بواسطة alfaresmido

ساحة النقاش

الفارس أحمد عطا

alfaresmido
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

110,094