نظرة نقدية على الأدب العربي

مما لا شك فيه بأن الأدب ابن البيئة ، يتفاعل معها سلبا وإيجابا ،،ولعل الأدب العربي قد مر بأطوار كثيرة أوصلته إلى القمة حينا وهوت به إلى القاع أحيانا أخرى .
إن الأدب في أي مجتمع وتحت اي ثقافة كان يحتاج إلى رعاية ينمو ويترعرع في ظلها ، ولقد كان العصر العباسي سيما الأول منه وقسما من الثاني أرضا خصبة لذلك النمو والتطور للأدب العربي الذي أوصله إلى مكانة كان فيها يتربع على عرش الآداب حيث تطور الشعر والخطابة وفن كتابة الرسائل وتاريخ الأدب وقواعد اللغة العربية والنقد الأدبي تطورا كبيرا عكسه تطور الدولة العباسية وعنايتها بتلك العلوم ، بيد أن هذا التطور بدأ يأخذ منحى تنازليا منذ أواخر العصر العباسي الثاني إلى اليوم فهو تارة يترنح بين صعود وهبوط ،،،

وهنا قد يتم استقصاء بعض مظاهر نهو الأدب العربي من كبوته إلا أنها كلها تتمحور في نهوض المجتمع العربي والعودة إلى الجذور في كل مناحي الحياة مما يغني عن ذكر تلك المظاهر التي هي التابعة لذلك النهوض العام ،،،

وإلى ذلك الحين ، سيبقى الأدب العربي يراوح مكانه تارة ويهبط تارات وقد يصعد صعودا خجولا .