الدولة الفاضلة

الكرامة - الحرية - العدل - الأمن


الدولة الفاضلة تستند الى الدستور الإسلامي و هو الذي يحقق التقدم الدائم للأمة الإسلامية في إطار تقدم البشرية وليس على حساب سائر البشر، وشعاره هو الكرامة, وعماد كرامة الإنسان هو استقلالة عن الطاغوت وتقدمه في تسخير ما في الدنيا للتخلص من آفات الزمان من الفقر والمرض والنكبات, ولن يتحقق الاستقلال ولا التقدم إلاّ من خلال ثلاث قيم هي بالترتيب: الحرية والعدالة والأمن.
فالأمن وسيلة تحقق العدل، والحرية هدف العدل، وهي بدورها وسيلة الكرامة. وليس من الصحيح جعل الأمن الهدف الأساسي للدولة إذ أن اعتزاز الإنسان بكرامته يفوق حاجته إلى الأمن، وهو يضحي بأمنه من أجل كرامته. وأما العدالة فهي لا تتحقق إلاّ بالحرية.
يمكن ان تتحقق هذه القيم المثلى فى الدولة الفاضلة بما يلى
أولاً: الكرامة
إن الكرامة تتصل بروح الأمة وثقافتها التي يبثها فيها الرواد الحضاريون من الحكماء والعلماء والحركات الاجتماعية المخلصة. ومن هنا فالمطلوب من أولي البصائر والوعي في الأمة أن يقوموا بعمل كبير من أجل بلورة إحساس الشعب بكرامته.
ثانياً: الحرية
وتتصل الحرية أساساً بتحسس الفرد بحريته، واستعداده للدفاع عنها، وبقناعته أن حريته إنما تصان في ظل حرية الجميع، ومن هذا المنطلق فان حرية الفرد تتكامل أبداً مع احترام حقوق الآخرين.
وتتصل الحرية أيضاً في النهاية بالدستور الذي ينظم علاقات الناس ببعضهم، وبقيمتي العدل والأمن أيضاً.
ثالثاً: العدل
وأهم ما يحقق العدالة في المجتمع ليس وضع الأنظمة التي تأمر بالمساواة, وبرفع التمييز تماماً, وبثقافة احترام حقوق الآخرين، وإنما تتصل العدالة بما هو أهم من ذلك وهو إستقلال القضاء وإعطائه الأهمية اللائقة به، وذلك من قبل أركان النظام ومؤسساته . وإنما القضاء الحق هو الذي يقدر على أخذ حق الضعيف من القوي, بل وعلى الانتصاف لأبناء الأمة من السلطة.
رابعاً: الأمن
حينما يتحرر البشر من عقدة الخوف من غير الله سبحانه، وحينما يتعالى على أسباب الفشل، وحينما يتسلح بالشجاعة من أجل تحقيق كرامته، وحينما لا تكون ذاته أكبر همومه، وحينما يستعد لدفع فاتورة الاستقرار، هنالك يستحق الأمن.
إن الأمن مسؤولية مشتركة بين الأمة والدولة، وهو يتصل بقيمتي الحرية والعدل، فلا أمن لمن لا حرية له، ولا أمن لمن لا يشمله العدل.

تهدف الدولة الفاضلة الى ان يكون مصدر السيادة هو الأمة الاسلامية، انطلاقاً من مبدأ الكرامة والحرية اللتين منحهما الله تعالى للإنسان من أجل تسامي الناس إلى حيث الكرامة البشرية التي يقول عنها ربنا سبحانه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)

المصدر: الدولة الفاضلة
  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 701 مشاهدة

ساحة النقاش

الدولة الفاضلة

alfadelh
هى اول دولة افتراضية الكترونية تمتد عبر شبكة الانترنت وهى ليس لها حدود وليس لها مكان على الخريطة وهى محاولة الى تحقيق ما كان يسعى الية افلاطون والفارابى وابن رشد وابن خلدون فى اسطورة المدينة الفاضلة التى لم تتحقق على ارض الواقع الا فى عهد الرسول صلى الله علية وسلم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,415