هو الوسيلة التي يتصل بها الإنسان مع بيئته فهو لا يستطيع ان يأكل إلا اذا أدرك بطريقة ما ان ثمة ما يؤكل موجود في بيئته ، ولا يستطيع ان يحافظ على حياته وان يستمر في الوجود إلا إذا أدرك وجود الأخطار التي تهدد حياته من عدم وجودها . ولا يستطيع أن يعيش مطمئنا إلا إذا استطاع ان يعرف إخوانه الأوفياء من أصحاب السوء الماكرين الضامرين له أسوء الشر
وهذه العملية لا تقتصر على الإنسان دون الحيوان . ولكن يشترك فيها كل منهما . وهي عامة لدى جميع أفراد الجنس البشري على مختلف أعمارهم ومستويا تهم الثقافية والتعليمية . غير أن الله سبحانه وتعالى قد خص الإنسان بوظيفة ادراكية أخرى هامة يتميز بها على الحيوان ألا وهي العقل ، الذي به يستطيع الإنسان أن يعلو بإدراكه عن الأشياء المحسوسة ، فيفكر في المعاني المجردة كالخير والشر . والفضيلة والرذيلة والحق والباطل فبالعقل مثلا يستطيع الإنسان أن يستدل على وجود الخالق وقدرته سبحانه وتعالى
ويتميز الإدراك الإنساني بأنه لا يدرك الأشياء المحيطة من حوله كما هي ولكنه يضفي معنى عليها . فحواسنا الخمس من سمع وبصر وشم ولمس وتذوق . تنقل إلينا أنواع مختلفة من الإحساسات نقوم بعد ذلك بخلع معنى عليها أو إعطاء تفسيرات لها وتلك العملية هي ما نسميه بالإدراك . ولذلك فإن عملية الإدراك ليست حسية فقط بل هي عملية حسية وعقلية وانفعالية ، وهي معقة وليست بسيطة أي ليست مجرد استثارة أعظاء الحس المختلفة
شروط الإدراك :
يقوم الكائن الحي باستمرار عملية الإدراك للأشياء والموضوعات الموجودة في البيئة من حوله ، ففي كل لحظة يستطيع أن يشم ويدرك المشمومات ، ويستطيع أن يسلم يرى ويدرك المرئيات ، ويستطيع أن يسمع المسموعات ، ويستطيع أن يلمس ويدرك الملموسات ، كما يستطيع أيضا التذوق ويدرك المتذوقات ، ولكن بشروط يجب توافرها ، وهذه هي الشروط:
أولا:وجود الأشياء والموضوعات التي يقوم الفرد بإدراكها بصورة واضحة في نطاق حواس الفرد الخمس .
ثانيا: وجود الشخص الذي يقوم بعملية الإدراك وان تتوافر فيه الصفات اللازمة لعملية الإدراك كسلامة الحواس وعدم الاضطراب العقلي لكي يستطيع إدراك هذه الأشياء والموضوعات على نحو سليم ودقيق
مراحل الإدراك :
المرحلة الفيزيقية: وهي التي تصل فيها التأثيرات الفيزيقية إلى أعضاء الحس الخارجي
( العين ، الأذن ، الأنف ، الجلد ، اللسان )
2 المرحلة الفسيولوجية: وفيها ينفعل عضو الحس بهذه المؤثرات ، ثم ينقل هذا التأثير بواسطة الأعصاب الناقلة إلى المراكز العصبية في القشرة المخية .
3 المرحلة النفسية : وفيها يتحول التأثير الواصل إلى المراكز العصبية في المخ إلى شعور بالإحساس . ولا شك أ، سلامة الحس شرط أساسي لعملية الإحساس وبالتالي بالإدراك
الفرق بين الإحساس والإدراك :
ان الإحساس مصطلح يطلق على الإدراك الأولى للموضوعات التي نحس بها عندما يثأر عضو من أعضاء الجس المختلفة . مثال تلك الألوان والأصوات والمشمومات والدفىء والضغط والخشونة والنعومة . وتنقسم الإحساسات إلى نوعين هما خارجية تنقلها الينا الحواس الخمسة ، وإحساسات داخلية مثل إحساس الفرد بالجوع أو العطش والتعب ، النعاس وغيرهما ومن ثم فالإحساس هو العملية التي تسقط فيها موضوعات العالم الخارجي على حواسنا المختلفة موجات أو مثيرات معينة . أما الإدراك هو تفسير المحسوسات واعطاء مدلول ومعنى لها ومن ثم فالإدراك ليس هو مجموعة من الإحساسات فقط بل أن الإدراك كما يرى *ديوبولد فاندالين * هو فن الربط بين ما يجسه المرء ببعض خبراته الماضية لكي يعطي للإحساس معنى . ومن ثم فالإدراك ما هو إلا إحساس مضافا اليه تأويل الإحساس في ضوء خبرة الفرد السابقة ودوافعه واتجاهاته ومن ثم يختلف من فرد لأخر . ولا يمكن بذلك أن يوحد احساس بدون ادراك ، أو ادراك بدون احساس ولكن يمكن القول بأن الإحساس سابق على الإدراك .
كيف ندرك :
أي كيف تتحول الإحساسات المختلفة السمعية والبصرية والشمية والذوقية واللمسية الى مدركات
الكون الذي نعيش فيه ملئ بالعديد من المثيرات أو الأشياء والموضوعات التي تجذب انتباه الفرد . ولكن لا يستطيع الإنسان أن ينتبه إليها جميعا في نفس الوقت أو بنفس الدرجة . لذلك يختار موضوع أو مثير واحد دون غيره من هذه الموضوعات والمثيرات فينتبه اليه ويستجيب له ، وتبرز هذه المثيرات والموضوعات التي ينتبه اليها الفرد في المجال الإدراكي على شكل صيغ أو وحدات تنتظم معا .
يحدث الإدراك عادة من اصطدام تموجات خاصة . تصدر من الأجسام الخارجية ، بأطراف الأعصاب وتقوم الأطراف العصبية بنقل أثار الاصطدام بالمخ ، ومن ثم يحدث الإحساس ، والواقع أن الجسم الإنساني مهيأ من الداخل ومن الخارج بمئات من هذه الأطراف العصبية غير أن لكل احساس خاص مجموعة معينة من الأطراف العصبية التي توجد إما موزعة على أنحاء الجسد المختلفة مثل الإحساس بالحرارة ، أو مركزة في عضو خاص كالإحساس السمعي ، وهذه الإحساسات متنوعة ومختلفة

المصدر: بوابة الفيوم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 344 مشاهدة
نشرت فى 24 إبريل 2016 بواسطة alenshasy

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,396,231