اتصل بي قبل فترة من الزمن أبٌ لطفل كفيف يبلغ من العمر خمس سنوات. لأقدم له اقتراحات حول هدية كان ينوي شراؤها لابنه الكفيف الذي كان يعيش مع أمه في ولاية أخرى، ونادراً ما يراه.
كان يريد لهديته أن تكون تذكار مميز وفي نفس الوقت مناسبة لابنه الكفيف.
هذا الأب لم يكن هو الوحيد. فأنا أعتقد بأننا جميعا مّمن يوجد في حياتهم طفل كفيف يعرفونه ويحبونه.
سواء أكُنتَ أباً أو أماً أو صديق للعائلة معلمة أو جد أو جدة أو أي صلة أخرى،
الكلُّ يفكر بأن تكون هداياه خاصة ومميزة. هدية يستخدمها الطفل لفترات طويلة. ويشعر بالحنين لها بعد أن يكبر.
لو استثنيت كتب برايل، وبعض الألعاب مثل الألواح (البزل). ستجد ألعاباً مناسبة تماماً في المتاجر المحلية. أو في أي مصدر آخر وتكون متاحة للجميع.
مع بعض الاعتبارات الخاصة نفس المبادئ التي تستخدمها لشراء الألعاب للأطفال المبصرين نستخدمها لشراء الألعاب للأطفال ذوي الإعاقة البصرية.
مثال ذلك:
فالألعاب التي تلبي حاجاتهم وميولهم وقدراتهم هي بالنسبة لهم موضع ترحيب.
ومن الضروري أن تنمي للطفل بعض المفاهيم العامة، والمفاهيم الاجتماعية، وتعمل على مساعدته في تنمية عضلات يديه وتنسيق حركاته.
ومن المفيد أن نلجأ إلى استشارة احد المتخصصين في التعليم للمساعدة في اختيار الألعاب التعليمية المناسبة.
ومن الضروري أيضا أن يعرف الطفل ما هي الإمكانيات وما هي الحدود التي تسمح بها الميزانية لشراء الألعاب. وربما تكون مشاركة الآباء أبنائهم للعب أهم من وجود اللعبة نفسها. فعندما لا يكون المال متوفراً مثلا، قد تكفي رحلة إلى حديقة حيوانات. أو متنزه. من المهم النظر إلى قيمة اللعبة وليس إلى ثمنها. 1- الألعاب يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل، ولمقدار نضجه. 2- يجب النظر إلى شخصية الطفل وميوله، فقد يكون الطفل ميّالا إلى الألعاب الميكانيكية أو الفنية أو المسرحية أو الرياضية أو قد يكون من المهتمين بالعلوم كباقي الأطفال الآخرين. 3- الألعاب يجب أن تكون لها قيمة تعليمية إضافة إلى قيمتها الترفيهية 4- أيضا يجب أن نختار الألعاب التي تنمي الخيال والتفكير والتي لا تمنع الطفل من الإبداع والمشاركة النشطة. 5- من الضروري جدا الأخذ بعين الاعتبار القدرات المالية. والالتزامات.
والآن لنأتي إلى الاعتبارات الخاصة،
ولعل من أوضح هذه الاعتبارات أن تحاكي الألعاب الحواس الأخرى غير البصرية كالسمع والرائحة والطعم واللمس.
أثبتت بعض الدراسات والاختبارات أن بعض الآباء يعتقدون بأن ابنائهم يفضلون الألعاب التي تصدر مثيرات سمعية. وقال بعضهم أن أبناؤهم يفضلون الألعاب التركيبية (كالليجو) جمع وشم الطوابع والكتب من الأمور الشائعة.
بعض الأطفال يحبون الألعاب البدنية و الكرة سواء أكانت داخل أو خارج القاعات الرياضية، التزلج (ألعاب السكوتر) إلى آخره. وهذه الألعاب فقط هي التي يعتمدون عليها.
وبعضهم يفضلون الألعاب التي تعتمد على الخيال. كالدمى الحقيقيّة والأزياء الخاصة بها، السيارات والشاحنات، ألعاب أدوات الطبخ كطقم الشاي وغيره.
يجب علينا ألا نهمل أو نرفض الألعاب التي تحفز حاسة البصر. فمعظم المكفوفين يمتلكون بقايا بصرية لذلك هم سيجدون المتعة والفائدة من هذه الألعاب.
كما علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن تكون المواد واضحة وذات ألوان لا تعكس أو تمتص الضوء. هذه الاعتبارات يجب أن نأخذ بها عند اختيارنا لكتاب يحتوي على رسوم أو الألعاب للأشخاص الذين يمتلكون بقايا بصرية. كلما تعرفت أكثر على قدرات ابنك البصرية ومشاكله مع الضوء أو العتمة كلما تمكنت أكثر من اختيار اللعبة المناسبة له.
لا تتجنب الألعاب الغير مكيفة تماماً للطفل الكفيف. لأن بعض الألعاب يمكن تكييفها بشكل يدوي باستخدام البرايل أو الرسم البارز في البيت.
هنا استخدم خيالك أو اسأل أصدقائك المكفوفين لتأخذ منهم بعض الأفكار. وأيضا يمكنك اللجوء إلى بعض الأماكن التي توفر كتب عن خط برايل أو مختصين بمواءمة الألعاب للكفيف.
ملاحظة: حول النقطة الرابعة في الاعتبارات الخاصة بشراء لعب الأطفال.
الألعاب يجب أن تشجع ولا تقتل الإبداع أو الخيال ويجب أن تكون تفاعلية. فغالبا لا يتشجع الأطفال للألعاب البدنية أو التفاعلية. وذلك لخوفهم من إيذاء أنفسهم.
من الخطأ السماح لهم بأن يقدوا كل وقتهم في سماع الموسيقى والكتب المسجلة.
والسماح لهم أيضا بالابتعاد عن الألعاب التعليمية والانخراط بالأنشطة التفاعلية والبدنية والتي تساعد على نمو العضلات الصغيرة والكبيرة نمواً صحيحاً.
فالأطفال المكفوفين يمكنهم أن يتمتعوا بجسد قوي ونشيط كباقي الأطفال المبصرين، إذا ما أعطوا التشجيع والتدريب والأدوات المناسبة لهم.
إذا كان طفلك قد قرر أن الاستماع للموسيقى والمواد المسجلة هو الطريق الوحيد لجعله سعيدا عليك بإقناعه فوراً بضرورة ممارسة الألعاب البدنية الحركية والتفاعلية لأهميتها.
فحدد له وقتاً للاستماع، وأحضر له الألعاب التي تجمع بين الاستماع والألعاب البدنية الحركية،، وشاركه اللعبَ في هذه الألعاب.
هذه هي فقط بعض الطرق التي تدفع ابنك لتكرار هذه الألعاب.
أخيراً، يجب عليك أن تنظر للأهداف التي ستشتري لابنك اللعب من أجلها . وأن تنظر للأمور بعقلانية، .
فلا تجعل سبب شرائك للألعاب هو إحساسك بالذنب اتجاه إبنك الكفيف لأنه كفيف،
فالتفكير اللاعقلاني قد يؤدي بك لتصرفات غير عقلانية.
كأن تشتري الألعاب غالية الثمن والتي لا يمكنك تحملها. أو تلك التي لا يحتاجها ابنك.
التفكير المنطقي هو الطريق الوحيد الذي يجعلك مرتاح دائماً.
أمّا الشعور بالذنب وشراء ما لا يلزم قد يريحك لبعض الوقت. ولكنه قد يضرك ويضر الطفل على المدى البعيد.
فقبل كل شيء هذا التفكير لن يعيد للطفل إبصاره.
أنت بالتأكيد عملت كل ما في وسعك لتفادي حدوث الإعاقة. والطفل بطبيعته دقيق الملاحظة وهو سيشعر بإحساسك بالذنب وسرعان ما سيبدأ باستغلال هذا الإحساس. ويمكن أن يؤدي هذا إلى أن يصبح الطفل لحوحاً وأنانياً.
فبكاء الطفل يجب أن لا يدفعك لإرضائه. عليْك أولا فحص إمكانياتك والتصرف وفْق هذه الإمكانيات.
وليكُن الهدف من شرائ اللألعاب هو: أن يلعب الطفل ويشعر بالمرح وفي نفس الوقت يتعلم. وما نحتاج إليه هو تحقيق هذا الهدف.
المصدر: الكاتب: by Barbara Cheadle
ترجمة: خولة مصلح
نشرت فى 10 إبريل 2016
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,407,858
ساحة النقاش