<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

أكّد د. علي جمعة، رفض الإسلام لحبس المرأة في البيت وحرمان المجتمع من جهودها، كما أكّد اعتراف الإسلام بحق المرأة في العمل السياسي ودخول البرلمان، ومشاركة الرجل في صناعة القوانين المنظمة للمجتمع، لكنه طالب بإعداد المرأة العربية والمسلمة لهذه المهمة بعيداً عن المجاملات، أو المتاجرة السياسية بإلقاء المرأة في مجالات عمل لا تجيد العطاء فيها.

وأوضح د. جمعة حماية الإسلام لحقوق الإنسان ودعمه الكامل للحريات المسؤولة، لكنه حذر من الانسياق وراء مفاهيم خاطئة وارتكاب سلوكيات مرفوضة باسم الحرِّية والديموقراطية.

وطالبباستعادة القيم والأخلاقيات الإسلامية "لضبط" سلوكيات الكبار والصغار، بعد أن انتشر العنف وشاع الانفلات الأخلاقي في المجتمعات العربية.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجري معه:

وإذا كان هناك خوف من ضياع حقوق المرأة في ظل نفوذ الإسلاميين في دول الربيع العربي، فيجب أن يطمئن الجميع بأنّ المرأة لن تهدر حقوقها ولن تُحبس في البيت، فقد انتهى عصر حبس النساء في البيوت، فالكل يعرف أنّ المرأة شريك أساسي في المجتمع ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتجاهل دورها في النهضة، فقضية المرأة هي من الركائز المهمة، التي نؤكد عليها دائماً، باعتبارها الركن الركين في بناء المجتمع، كما أنها تمثل المجتمع ككل، حيث إنها تشكل نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، ويجب أن يكون لها النصيب الأكبر في صناعة النهضة وبناء الحضارة، والإسلام حينما جاء قضى على كل أنواع التمييز، التي من بينها التمييز ضد المرأة، وأعطى لها ما أعطى للرجل من تكليفات وحقوق وواجبات، وشاركت عبر التاريخ الإسلامي بدور عظيم لا ينكره أحد عليها.

- الحرِّية المسؤولة:

كما حققت الثورات العربية انجازات غير مسبوقة في مجال الحرِّيات، جاءت ببعض النتائج السلبية حيث انفلت عيار القيم والأخلاق والمباح والمحظور لدى بعض الشباب، وأصبح يعتقد أنّ الحرِّية التي يعيشها بعد الثورة تعني أن يفعل ما يشاء وفي الوقت الذي يريده، كيف ينظر الإسلام إلى الحرِّية الشخصية، وهل يجوز أن يرتكب شاب أو فتاة سلوكاً مرفوضاً شرعاً باسم الحرِّية الشخصية؟ (سؤال وجه الى الدكتور علي جمعة) وجاء الرد كالآتي:-

هذا مفهوم قاصر للحرِّيات والحقوق لا تسانده شريعة ولا يؤيده نظام ينشد العدل والاستقرار، فحرِّية الإنسان في أي تصرف تقف عند حدود الشرع، وعند حدود حقوق وحرِّيات الآخرين، لذلك لا يفعل الإنسان ما يحلو له إلا في ظل الفوضى وغياب القوانين المنظمة لحياة الناس وتلاشى القيم والأخلاق الضابطة لحياتهم.

والحرِّية في نظر الإسلام تعني الالتزام بالمرجعية والشرعية ولا تعني التفلت واتباع الأهواء، فديننا الحنيف يدعونا إلى الحرية عبر طريق الأخلاق الحميدة، والآخر يدعو إلى التفلت عبر طريق إراقة الدماء، وهما طريقان متباينان في البداية وفي النهاية. والعاقل خصيم نفسه، لذا أطالب الجميع بالالتزام بالحرِّية التي تعني الأخلاق الحميدة واحترام المسافات الموجودة بين بعضنا البعض، ومراعاة الآداب والسلوكيات القويمة في الحوار، وأحذر شبابنا الواعي من الانسياق خلف الفوضويين الذين يجرونه إلى سلوكيات مرفوضة شرعاً وعقلاً وعرفاً.

من وجهة نظر د. علي جمعة: لماذا انتشر العنف داخل مجتمعاتنا العربية وكثرت الجرائم والانحرافات السلوكية حتى داخل محيط الأسرة؟

السبب يعرفه الجميع وهو غياب القيم والأخلاقيات الإسلامية، وخاصة قيمة الرحمة التي اختفت من حياة كثير من الكبار والصغار، وقيمة الرحمة من أخلاق الإسلام التي مدحها الله ورسوله في الكتاب والسنة، وهي من الأخلاق التي يترتب عليها كثير من الخير في الحياة الدنيا بمجالاتها المختلفة، كما يترتب عليها كثير من الثواب في الآخرة وقد رحمنا الله رحمة بالغة عندما أعلمنا أنه رحيم سبحانه تهدئة لروعنا، فبعد أن أخبر أنّه الرحمن الرحيم أخبر بأنّه كتب على نفسه الرحمة ليطمئن عباده وأمر الله عباده بالتخلق بهذا الخلق القويم، لاسيما مع أصحاب الحقوق علينا كالوالدين إذ يقول سبحانه: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء/ 24).

والنبي (ص) يحث كل أبناء الأُمّة على التخلق بخلق الرحمة، لما لها من تأثير على حياة الناس واستقرار أحوالهم فيقول "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء"، كما ورد عن رسول الله (ص) أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق وقد حذر رسول الله (ص) أُمّته بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد يستوجب غضب الله يوم القيامة، وقد حث النبي الكريم (ص) على الرحمة مع كل الخلق، بل وحث على الرحمة مع الحيوان في موقف قل من يتذكر الرحمة فيه وهو موقف ذبح الحيوان فقد ثبت في سنته (ص) أنّ رجلاً قال للنبي (ص): إني لأذبح الشاة وإني أرحمها أو قال: إني لأرحم الشاة إذا ذبحتها فقال: "إنّ الشاة إن رحمتها رحمك الله مرتين".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي (ص) قال: "بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له" قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: "في كل ذات كبد رطبة أجر".

وقد طبق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية في كثير من مؤسسات الخير ليس فقط في المستشفيات ودور الإيواء للإنسان، بل امتدت إلى كل مجالات الحياة.

والخلاصة أن أخلاقيات الإسلام تحمى سلوكيات المسلمين من الانفلات السلوكي وتعيد إلى حياتهم الأسرية والاجتماعية والطمأنينة والاستقرار فعلينا أن نحتمي بها، ونجعلها منهجاً دائماً لحياتنا.

- حفظ أسرار الزوجية:

رذيلة كشف أسرار غرف النوم انتشرت بين كثير من الرجال والنساء في المجالس الخاصة والدردشة عن طريق الهاتف أو غرف دردشة الإنترنت، بل للأسف انتقلت عن طريق بعض الأزواج والزوجات إلى بعض البرامج الفضائية من دون خجل أو حياء أو شعور بالعيب، كيف تنظرون إلى مخاطر هذه الرذيلة؟

كثيراً ما حذرنا من هذه الرذائل، ولابدّ أن يدرك الأزواج والزوجات مخاطرها وتداعياتها الاجتماعية والتربوية والدينية الخطيرة، فمن الناحية الدينية الإسلام يدين بشدة هذا السلوك الشاذ ويحذر منه، فالعلاقات الخاصة بين الزوجين لها حرمتها وقدسيتها ولا يجوز الكشف عن تفاصيلها لأحد أو الحديث عنها بشكل مكشوف كما نرى الآن، فهذا سلوك أحمق يجلب لصاحبه غضب الله وعقابه، ورسول الله (ص) وصف من يفعلون ذلك بأنهم أشر الناس في قوله الشريف: "إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتقضي إليه ثمّ ينشر سرها"، وروي عنه صلوات الله وسلامه عليه في حديث صحيح أنه بعد أن صلى إماماً بجمع من الرجال والنساء ذهب إلى الرجال أوّلاً وسألهم: هل منكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره، ثمّ يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا وكذا؟ فسكت الرجال ولم يجب أحد منهم، فذهب (ص) إلى النساء وسألهنّ: هل منكن من تحدث: فقالت امرأة: أي والله إنهم ليتحدثون وأنهنّ ليتحدثن، فقال عليه الصلاة والسلام: "هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ إن مثل مَن فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون".

هذا هو حجم التنفير الإسلامي من هذه الجريمة الأخلاقية البشعة، أما النفور الاجتماعي منها فهو لا يقل عن النفور الديني، حيث ينظر كثير من الناس إلى أنّ الحديث في هذه الأمور وكشف تفاصيل ما يحدث داخل غرف النوم يدخل في نطاق العيب.

من هنا تجب مواجهة هذا التبجح من جانب الرجال والنساء والتوقف عن كشف أسرار غرف النوم في المجالس الخاصة والفضائيات ومواقع الإنترنت، حرصاً على ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة، وفي مقدمتها قيمة الحياء والتعفف في القول، وحرصا على القيم التربوية والأخلاقية في نفوس الكبار والصغار، وقبل كل ذلك حرصاً على سمعة وشرف بيوتنا.

المصدر: د. علي جمعة

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,406,254