<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
لما كانت الانفعالات من المؤثرات النفسية والجسمية على كيان الإنسان ،حيث ترتبط إلى حد كبير بالخلل والاضطراب الفسيولوجي الذي يعاني منه المرء ، ومن ثم فإن الانفعالات الشديدة تسهم إلى حد كبير في إصابة الفرد بالأمراض السيكوسوماتية ونعني بها الأمراض النفسجسمية أي الأمراض الجسمية ذات المنشأ النفسي أو الأصول النفسية مثل قرحة المعدة و الاثنى عشر وضغط الدم العالي والربو والحساسية والصداع النصفي والأمراض الجلدية والإمساك المزمن ، والإسهال المزمن ، اضطرابات الشريان التاجي في القلب ، والاضطرابات الجنسية لدى الرجل والمرأة كالعجز الجنسي لدى الرجال ، والبرود الجنسي لدى النساء .
ويتطلب الانفعال دائما قدرا من التنفيس والتصريف أو الفضفضة بهدف انسياب الطاقات الحشوية الداخلية و التغيرات الفسيولوجية الخارجية لتؤدي وظائفها المنوطة بها في يسر وانسجام ، أما إذا تعطلت هذه الطاقات الحشوية والتغيرات الفسيولوجية عن عملها بسبب العوائق والسدود والحواجز ، كان يكف الإنسان عن أي إصابة ، أو ضرر تعرض له من شخص آخر ، فإذا حدث ذلك فنحن أمام طاقات معطلة أصابها وابل من الخلل والاضطرابات والكمد والهم المقيم ، إن مثل الأسباب المثيرة للإنفعال قد تستمر ردحا طويلا من الزمن في حالة إعاقة وكف بسبب الكبت والقمع فتصبح " مزمنة " chronic مما يؤدي إلى ظهور أو حدوث الأمراض النفسجسمية التي أشرنا إليها من قبل . وتكثر وتنتشر هذه الأمراض لدى الرجال وتقل كثيرا لدى النساء حيث يصاب رجال الأعمال ، ورجال المهام الصعبة والرؤساء والقادة البارزين ، ورجال الإدارة العليا وذوي الطموحات البعيدة وبعض المفكرين ، والعلماء وأساتذة الجامعات . وبعد ... وما العلاج ؟ ..يكمن العلاج الناجح في : اللجوء الله . والتوبة ، والاستغفار والتضرع إليه ،والتوكل عليه والأنس به ، وإخلاص النية له ، وحسن عبادته ، والصلاة وتلاوة القرآن الكريم ، ومساعدة والمحتاجين ، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين ، والصبر على الضراء ، والشكر عند الابتلاء ، والزهد في الدنيا ، وعدم الحزن ، ونبذ الهموم الدنيوية التي تجلب الأسى والأحزان ، وفي هذا الصدد يردد شاعر قديم قوله :
ميلوا عن الدنيا و لذاتها
فإنها ليست بمحمودة
واتبعوا الحق كما ينبغي
فإنها الأنفاس معدودة
فأطيب المأكول من نحلة
وأفخر الملبوس من دودة
ويلعب انفعال " الحزن " دورا كبيرا في الإصابة بالأمراض النفسية و السيكوسوماتية حيث أن الحزن أخطر الانفعالات إضطرابا ، وأكثرها إنتشارا ، و أشدها وطنا ومرارة . ومن بعض الآيات البينات التي جاءت في القرآن الكريم بشأن " الحزن " ومشتقاته :قوله تعالى جل شأنه :
ـ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " (التوبة الآية 40 )
ـ "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " ( آل عمران الآية 139 )
ـ "فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا " ( مريم الآية 24 )
ـ " لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة " ( الأنبياء الآية 103 )
ـ " فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( البقرة الآية 38 )
ساحة النقاش