<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أيهما أكثر سعادة – أو ربّما تعاسة – المتزوجة أم العزباء؟ تبدو الإجابة عن هذا السؤال في غاية الصعوبة، إذ يحتاج الأمر إلى تفصيل كل حالة على حدة، والدخول في تكهنات كثيرة، ولكن من الشائع أنّ الكثير من العازبين (رجالاً ونساءً) يتمنون لو كانوا متزوجين، وأنّ الكثير من المتزوجين (رجالاً ونساءً) يتمنون لو أنهم لم يضحوا بحرِّياتهم من أجل الزواج. وفي المجتمعات الغربية تشير بعض التقديرات إلى أنّ الرغبة في العودة إلى "الحرِّية" تمثل واحداً من أسباب اللجوء إلى الطلاق، كما أنّ الرغبة في عدم التضحية بالحرِّية يعد واحداً من أهم أسباب العنوسة التي باتت أمراً إختيارياً في أغلب الأحيان.
ولم تعد كلمة "عانس" أو كلمة "مطلقة" تثير أي معان سلبية في المجتمعات الغربية المنفتحة، باستثناء بعض المجتمعات القروية التي ما زالت تحتفظ بعوالق الماضي. ومع ذلك فإنّ الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات، وتشير إحدى النساء في مدونتها إلى أنها لاحظت تغيّر نظرة الجيران إليها بعدما انفصلت عن زوجها، إذ وصفها أحدهم بالفاشلة.
غير أن لقب مطلّقة يظل أقل وقعاً من لقب عانس، بحسب كثيرين، ويؤكد خبراء في الطب النفسي أنّ الفتيات أصبحن يفضّلن لقب مطلّقة عن أن تحمل الواحدة منهنّ لقب عانس، مشيرين إلى أنّ الفتاة في سبيل ذلك ترتضي بأي عريس أو زواج يخلصها من لقب عانس ويمنحها فرصة الأمومة، حتى وإن لم تتوافر الشروط التي تطلبها في الزوج.
وأكّد الخبراء بحسب موقع "ميد نيوز" أنّ الفتاة تعتقد أن زواجها ولو لفترة قصيرة وإنجابها طفلاً أفضل من بقائها عزباء، حتى وإن عانت خلال فترة الزواج القصيرة الخلافات الزوجية الخطيرة، فإنّها تكون قد نالت من الزواج ما أرادته. ويقول الخبراء: إنّ البحث عن علاقة الإنسجام مع الشريك لم تعد من الأمور ذات الأولوية عند الفتاة، حيث تغيرت معايير الزواج بفعل ضغوط المجتمع وأصبح لسان حالها يقول: "أهم شيء أن أتزوج" بصرف النظر عن مدى وجود التوافق النفسي بينها وبين الشريك.
أمّا الأقلية من الفتيات فقط فهي التي تمتلك الفرصة الكافية حتى تتأكد من مدى ملاءمة العريس الذي يتقدم إليها على كافة الصعد النفسية والفكرية والثقافية، إضافة إلى ملاءمة الظروف المادية والإجتماعية، وهي أقلية أصبحت محدودة، لا يمكن القياس عليها.
هل تنتابك الشكوك والهواجس إزاء ما إذا كان الطرف الآخر مخلصاً لك عاطفياً؟ هل تعتقد أحياناً أنّه ربما يخونك، ولديه علاقة عاطفية خارج الزواج، أو أنّه على الأقل مستعد لمثل علاقة الخيانة تلك؟ هل تنتابك أحاسيس الندم والذنب لأن لديك علاقة عاطفية خارجٍ الزواج؟ إن كنت خالياً من تلك الهواجس، فلك أن تحمد الله على الطمأنينة التي تنعم بها، والتي قد تعكس بالفعل حالة من الهناء الزوجي في بيتك. ولكن الوضع ليس كذلك في أمريكا والمجتمع الغربي عموماً، كما أشارت دراسة نشرت نتائجها قبل فترة ليست ببعيدة في الولايات المتحدة.
فقد بينت الدراسة أن أكثر من 60 في المئة من الرجال ونحو 40 في المئة من النساء لديهم الإستعداد للخيانة بمبررات مختلفة. وأشارت الدراسة إلى أن ما نسبته أعلى من ذلك لدى الجانبين تنتابهم الهواجس وتغرقهم الشكوك بشأن وفاء الطرف الآخر وإخلاصه.
الخبيرة الأمريكية هيلين روثستشايلد، المتخصصة في العلاقات الزوجية، التقطت تلك النتائج المخيفة وعلَّقت عليها بمقال على "شبكة المرأة" بدأته بحقيقة تقول إنّ الحب وحده لا يصنع الإخلاص الزوجي، وإنّ الأمر بحاجة إلى الكثير من الشروط. وتشير هيلين إلى أنها خلال عملها في معالجة المشكلات الزوجية على مدى 27 عاماً، كثيراً ما سمعت إعترافات هامسة من أزواج يعيشون سعادة زوجية، قالوا فيها إنهم على علاقة مع شخص آخر. وبعض أولئك لم يبرحوا شهر العسل إلا منذ فترة قصيرة.
وتخلص الكاتبة إلى التأكيد على أنّ للخيانة توصيفات عديدة، لكن أهم توصيف لها يتمثل في أنّها "عارض من عوارض الإضطراب الزوجي". وترى الكاتبة أن من الخطأ إعتبار الخيانة كأنّها السبب للخلافات الزوجية فقط، أو أنها النتيجة فقط؛ إنّها عارض لتلك الصعوبات التي يواجهها الزوجان. ومن وجهة نظرها فإن إنتشار الخيانة بهذا الشكل المخيف يجعل من الضروري التعامل مع المعضلة بشيء من الحكمة، وأن يتخلى المتضررون عن أحكامهم الحادة، وأن يلجؤوا بدلاً من ذلك إلى إستثمار العارض من أجل العلاج وليس مواجهة المشكلة بمشلكة أكبر منها.
ساحة النقاش