<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( ص ) قال : (( حجبت النار بالشهوات و حجبت الجنة بالمكارة )) أخرجه البخاري و مسلم و الترمذي .
هذا الحديث من جوامع كلمة ( ص ) و بديع بلاغته في ذم الشهوات وان مالت إليها النفوس و الحض علي الطاعات و أن كرهتها النفوس و شق عليها و المراد بالمكارة هنا ما أمر المكلف به بمجاهدة نفسه فيه فعلا كالإتيان بالعبادات علي وجهها و المحافظة عليها و الصبر علي أدائها في وقتها و امتثالا قولا و عملا و من جملتها الصبر علي المصيبة و المحن و التسليم لأمر الله فيها لهذا أطلق عليها المكارة لمشقتها علي الإنسان و صعوباتها علية .
و المراد بالشهوات ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع عن تعاطيه من شهوات حقيرة و أهواء شيطانية توقع الإنسان فيما حرمة الله فكان الرسول قال : لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات و لا يوصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات التي ينخدع بها من عميت بصيرته عن طريق اليقين و الهدي النبوي ذلك لان الأعمى عن التقوى الذي قد أخذت الشهوات سمعه وبصره يري الشهوات البراقة لاستيلاء الجهالة و الغفلة علي قلبه فهو كالطائر يري الحبة داخل الفخ لغلبة شهوة الحبة علي قلبه تعلق باله بها .
فليتبصر الإنسان عاقبة أمره و لا يتهاون بالصغائر التي تسرقه إلى الوقوع في الهاوية .
نعمة البلاء
سنة الله في خلقة أن الحياة الدنيا تعيش بين البسط و القبض و العطاء و المنع و الغني و الفقر و الحرب و السلام و أمام هذه المتناقضات امتحان رهيب لا يجتازه إلا المؤمن العاقل و القلب المؤمن بدليل قوله تعالي ( أم حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هو لا يفتنون و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )) و يقول الحق ( و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبلو أخباركم ) و الفتن لها صور و ألوان يذكرنا بها القران فيقول ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) و يقول ( و جعلنا بعضكم لبعض فتنة ) و يقول ( و جعلنا بعضكم لبعض فتنة ) و يقول ( و لنبلوكم بالشر و الخير فتنة ) و يقول ( و لنبلوكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات ) كل هذه فتن و هي لا تحصي و الرسول الكريم يعلمنا أن الناس أمام الفتن أصناف فيقول في حديثة ( أن الله تعالي يجرب عبدة بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز لا يربصن و منهم من خرج اسود محترقا ) و من هذا الحديث نري صنفا من الناس لا تزلزله الإحداث فهو الصابر و المحتسب فان داهمه البلاء رجع إلى الله صابرا محتسبا و التجأ إلية .
و أن عزة النعماء قد تعرض صاحبها عن المنع و في أعراضه معيشة ضنك و يحشر يوم القيام اعمي و يقول الحق فيه ( كلا أن الإنسان ليطغي أن رأه استغني )
و هناك صنف يتظاهر بالثبات فإذا توالت علية المحن و المصائب و طرقت الأحداث بابه تبدلت شخصيته فهو كالمعدن المغشوش يخرج من النار اسود محترقا و أن أصابه خير اطمأن به و أن أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا و الآخرة هذا الإنسان لا يستحي أن ينحرف عن قيمة الحق مع وضوحه يقول عنه الحق في قوله ( و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) هذا الصنف المهتز أمام المحن هو عار علي الإنسانية حيث انه يري الحياة مغنما و لو رجع إلى صوابه و علم أن ذل البلاء فيه لجوء إلى الله و في عزة النعماء أعراض عنه فيعيش بين قلق الهموم و حسرة الليل أن الحياة الدنيا ليل و نهار فاجعلوا من الليل قياما لتجدو الفجر و اجعلوا من النهار عملا لتحكموا علي العصر و اذكروا قول الله تعالي ( و العصر أن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا و عملوا الصالحات و تواصلوا بالحق و تواصوا بالصبر ) اللهم اجعل في ذل البلاء توحيدا له و في عزة النعماء شكرا و ثناء علية .
فضل الجهاد في سبيل الله
ذكر أن رجلا حبشيا جاء إلى رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله أنا كما تراني دميم الوجه منتن الريح غير ذاكي الحسب فأين أنا أن قاتلت حتى اقتل ؟ قال ( أنت في الجنة ) اسلم الرجل ثم قال : عندي غنم فكيف اصنع بها ؟ قال : ( وجهها إلى المدينة ثم صح بها فإنها سترجع إلى أهلها ) ففعل ذلك ثم اقتحم القتال فاقتتلوا فلما تحاجز القوم قال النبي ( تفقدوا إخوانكم ) ففعلوا فقالوا : يا رسول الله ذلك الحبشي قتيل في وادي كذا فقام النبي ( ص ) معهم فلما اشرف النبي علية قال : ( اليوم حسن الله وجهك و طيب ريحك و زكي حسبك ) فبكي فاعرض عنه فقالوا : رأيناك أعرضت عنه فقال ( و الذي نفسي بيده لقد رأيت أزواجه من الحور العين ابتدرن حتى بدت خلاخيلهن ) .
وصية الرسول
عن أبى ذر رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي ( ص ) بخصال من الخير : أوصاني إلا انظر إلى من فوقي و أن انظر إلى من هو دوني و أوصاني أن اصل رحمي و أن أدبرت و أوصاني أن أقول الحق و أن كان مرا و أوصاني أن اكثر من قول :لا حول و لا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة .
حديث في فضل الدعاء
قال رسول الله ( ص ) : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها أثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل الله له دعوته و إما أن يدخر له ثوابها و إما أن يكف عنه من السوء بمثلها .
موعظة
رأي بعض الصالحين في المنام رجلا يطلب غزالا و خلفه أسد فقتلة الأسد قبل أن يلحق الغزال ثم رأيت رجلا آخر يطلب الغزال فأدركه الأسد فقتلة قبل أن يدرك الغزال و هكذا إلى تمام المائة و كما قتل الأسد واحدا وقف الغزال عند رأسه فتعجبت من ذلك فقال الأسد لا تعجب أنا ملك الموت و الغزال هي الدنيا و هؤلاء طلاب الدنيا أقتلهم واحد بعد واحد .
فعلينا أن نأخذ من الدنيا منا ينفعنا إلى الآخرة و لا تأخذنا شهوات الدنيا بما يدفع بنا عن عبادة الله و طاعته .
وصايا عشر
يقال عشر خصال تبلغ العبد منزله الأخبار و ينال بها اعلي الدرجات :
أولها : كثرة الصدقة .
الثاني : كثرة تلاوة القران .
الثالث : الجلوس مع من يذكره بالآخرة .
الرابع : صلة الرحم .
الخامس : عيادة المريض .
السادس : قله مخالطة الأغنياء الذين شغلهم غناهم عن الآخرة .
السابع : كثرة التفكير فيما هو صائر إلية .
الثامن قصر الأمل – و كثرة ذكر الموت .
التاسع :لزوم الصمت و قلة الكلام .
العاشر : التواضع و لبس الدون و حب الفقراء و المخالطة معهم و قرب اليتامى و المساكين و مسح رؤوسهم .
ساحة النقاش