<!--<!--<!--<!--

هناك العديد من الاجتهادات التي حاولت أن تقدم وجهة نظر الإسلام في الصحة سواء متسمدة من كتاب الله وسنة الرسول الكريم منها :

ـ محاولة مصطفى الشرقاوي فيكتابه الصحة النفسية1987 م .

ـ محاولة علاء الدين كفافي في كتابه الصحة النفسية الطبعة الرابعة ، 1997 م . ومحاولة علماء في مختل التخصصات الدينية نذكر منها :

ـ محاولة عبد الكريم الخطيب 1979 في كتابه " الإنسان في القرآن الكريم من البداية إلى النهاية دار الفكر العربي ، القاهرة . عبد الله ناصح علوان " 1983 " في كتابه محاضرة في تكوين الشخصية الإنسانية في نظر الإسلام سلسلة بحوث إسلامية هامة ،دار الإسلام للطباعة والنشر . القاهرة . ـ الحسيني أبو فرحة " 1981 " في بحثه عن : شخصية المسلم . مجلة الزهراء كلية الدراسات الإسلامية والعربية مجلة الأزهر العدد الأول . ـ أحمد عمر هاشم " 1985 " في كتابه " الإسلام وبناء الشخصية دار المنار " القاهرة وهي كلها محاولات حاولت الاجتهاد في التعرف على وجهة نظر الإسلام في الصحة من خلال الكتاب والسنة ، مركزة على بعض الجوانب ومهملة للبعض الآخر .

العلاقة بين الدين والسلوك :

الدين يحقق للإنسان العديد من الاحتياجات :

1.  أن الإنسان بطبيعته كائن متدين بغض النظر عن نوع دينه ذلك لأن الدين يقدم للإنسان تفسيرا للكون وما وراء الكون وأسباب الخلق والوجود والمصير ، فضلا عن العلاقة بين هذا كله وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان .

2.  وإذا كان الأمر كذلك فغن الإنسان متدين ولا اختلاف بين الأديان السماوية والتي تعد بحق أفضل من الأديان غير السماوية .

3.  أن الدين حالة ذاتية تنظوي على نفس الإنسان تتمثل في توجيه الحب للمعبود وطاعته والانقياد له عن طريق الممارسات المختلفة في طقوس العبادة وشعائره من ناحية ، وفي السلوك والعلاقات التي يدعو إليها الدين والتي يقوم على الخير والعدالة .

4.    ينطوي الإسلام على شقين وئيسيين :

الأول : شق العبادات أي ما يتعلق بعلاقة الإنسان بربه .

الثاني : شق المعاملات ما يتعلق بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان والطبيعة .

5.    أن الدين هو أحد المصادر الأساسية سواء للتشريع أو الأخلاق أو القيم والعادات والتقاليد .

6.  أن الاختلافات حو لعلاقة الدين بالسلوك لا يرجع إلى الدين في ذاته أو مبادئه وأنما يرجع إلى الاختلاف في فهم وتناول وتطبيق المبادئ العامة التي يدعو إليها الدين .

7.  أن التربية الدينية يجب أن تبدأ منذ الصغر بشرط الابتعاد عن الحفظ والتلقين والتركيز على الفهم والاستيعاب وأن يكون الدين جزء هاما وعمليا في واقعنا الحياتي المعاشي "سعد المغربي 1993 ، 119 : 107 "

الأمراض من وجهة نظر الإسلام :

يمرض الفرد نفسيا إذا حدث الآتي :           

أولا : عدم الإيمان بالله ذلك لأن الإيمان يكون النور والأرض الخصبة اليت تورق الأمن والأمان بالله " : ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " " سورة الأحزاب آية رقم 71 " و" ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " الاحزاب / 36 " ذلك لأن الإيمان بالله أنما يعنى التوكل عليه والثقة به وأنه وحده الذي يعلمه أي يوجد الخير أو الشر " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " أو العكس : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " " سورة الطلاق 31 " اي كافيه جميع ما يهمه ويحزبه من أمر دينه ودنياه وأن يعبر على ما أصابه من ضرر " اصبروا إن الله مع الصابرين " " الأنفال 46 " وكذلك حديث الرسول الصحيح أنه قال : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان له خير وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا وليس ذلك لأحد إلا المؤمن " رواه مسلم . وحت العديد من الدراسات التي تناولت تأثير الإيمان في العقيدة وأثرهما على نفسية الشخص حتى هذه الأبحاث التي أجريت على ديانات أخرى غير الإسلام قد وجدت أن المتدينين يتصفون بالآتي :

1.    يقل لديهم احتمالات اصباتهم بالأمراض النفسية وخاصة القلق والاكتئاب .

2.  يقل وقوعهم في هاوية الإدمان ، ذلك لأن المدمن قد يلجأ إلى تناول المخدرات والمسكرات فرارا من إحساسه بالقلق أو الاكتئاب .

3.  يقل انحرافهم وارتكابهم للجرائم وايت تقودهم في نهاية المطاف أو ربما في بداية المطاف إذ قدي يتم القبض على الشخص في أول محاولات للسرقة مثلا "غلى غياهب السجن الصحيح أن أسباب الاجرام متعددة إلا أنها تصب في النهاية في نفسية قلقة / غير راضية / حاقدة على الآخرين وتتمنى زوال ما ييمتلكون و بالتالي تقدم على الجريمة .

4.  وجدت الدراسات أن المتدينين تقل في أسرهم التصدعات والخلافات والطلاق " بشقيه العاطفي والمادي " مما ينعكس ذلك إيجابيا على نفس الأفراد وكما رأينا سابقا من خلال ما تقدم كيف أن علماء النفس يركزون على " نفس اللحن الواحد وان تنوعت الموسيقى والكلمات " . ضرورة توفير مناخ أسري ، سوى صالح حتى يشب الأبناء متوافقين مع أنفسهم أولا ثم مع مجتمعهم ثانيا .

5.  وجدت الدراسات أن المتدينين أقل ترددا على الأطباء العضويين لأن الحقيقة كشف عنها حديثا رغم تواجدها منذ الأزل أن عوامل القلق النفسي تلعب دورا هاما جدا في اصابة أعضاء الجسم ، وأن الكثير من الحالات التي تذهب للأطباء إنما يعانون من مشاكل نفسية حاولوا الهروب منها وعدم الاعتراف بها وبالتالي فإن الهروب وإن كان قد نجح على المستوى السطحي إلا أنه قد فشل على المدى البعيد .

6.  وجدت الدراسات أن المتدينيين لا ينتشر بينهم الإقدام على الانتحار أو حتى التفكير فيه ، لأن الانتحار باختصار يعنى : التخلص من الحياة هذا " انتهاك " لأمانة الله للإنسان لأن روحك ووجودك أمانة يجب أن نحافظ عليها حتى يرغب صاحبها في استرداد أمانته .

7.  وجدت الدراسات أن المتدينين هم أكثر الناس تقبلا لفكرة الموت ، ذلك لأن الموت إنما يعنى فناء الجسد أو ترك الدينا أو ملاقاة الحبيب لأن كل مسمل يعلم مثلا " أن كل نفس ذائقة الموت " " العنكبوت 57 " ولذلك يقول الدكتور محمد أحمد عبد القادر في كتابه : عقيدة البعث والآخرة في الفكر الإسلامي ": 1986 " إن الإسلام قد أزال الخوف والرهب من النفوس باعتبار أن الموت هو قضاء الله وحكمته في أن يعيش الإنسان عمرا زائلا في الدينا ثم يعيش عمرا خالدا في الآخرة وأن اليوم الآخر أصل قوي من أصول الدين الإسلامي لذا أهتم القرآن الكريم به ، وكما أن للحياة حكمة كذلك فإن للموت حكمة " تبارك الذي بيهد الملك وهو على كل شئ قدير (1) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " سورة الملك 1ـ 2 " ـ بل إن الإسلام قد ذهب إلى أبعد من ذلك حين حبب للناس الموت ، وفيما رواه البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وحاله على الأرض من شئ إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ، كما أن الموت يعد للمسلم ولادة جديدة .. " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اناس نيام فإا ماتوا انتبهوا " كذلك قدم الله الموت على الحياة في آيتين : " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إلي ترجعون " البقرة 28  " " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " " الملك 2 " وقد إستفضت متعمدا في هذه النقطة لأن من أهم المشاكل النفسية اليت قد يعاني منها كبار السن قلق الموت والإحساس بدنو الأجل وأنه على حافة الانتظار وما قد يقود إليه عدم الإيمان من " زلزلة " هذا الشخص ولذا فإن أول عامل أساسي في اصابة الفرد بالأمراض النفسية هو عدم الإيمان بالله .

8.    ثانيًا : العمل الصالح من خلال التوازن بين :

أ ـ مصالح الشخص .

ب ـ مصالح المجتمع

وأيضا من خلال

ـ الاهتمام بالدنيا

ـ قدرة الاهتمام بالآخرة . قال تعالى " من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " النحل 97 " ـ ذلك لان الإسلام يريد أن يكون الشخص المسلم " منوازنا وسويا " وأن خير الأمور الوسط " فلا يريدك أن تكون مجرد " ترسا " في آله الانتاج تفقد أنسانيتك وتؤدي أورارا قد أرادها لك الآخرون وفي نفس الوقت لا يريدك الإسلام أن تهمل الحياة الدنيا لأن الله خلقك لحكمة وخاصة أعمار الأرض ولآخر " نفس " وإذا أدرك أحدكم الموت وفي يده فسيلة واستطاع أن يغرسها فليفعل " يفعل رغم يقينه أنه لن يستفيد من خيرها لكن يفعل الخير للآخرين حتى وإن لم يكن يعرفهم . وأن هذا التوازن قد عبر عنه حديث الرسول " أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " رواه مسلم . ـ وأنت تفعل ركز على الحاضر ولا تندم على الماضي أو أي فرصة قد فاتتك لأنك لا تعلم : أين الخير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإذا اصابك شئ فلا تقل لو إني فعلت ذلك كذا كان كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل " فغن لوتفتح عمل الشيطان " رواه مسلم . ـ وليس هذا فحسب بل على المسلم أن يعرف امكانياته ويحاول أن يوظفها في الأعمال والوظائف التي تتفق مع ما منحه الله من قدرات وحتى الأمثال الشعبية تنهى عن التطلع والجشع إلى ما يملكه الآخر كما يقولون : اللي يسعى لعيش غيره تحرم عليه عيشته " ولذلك فإن ذكر الله دوما إنما يجعل القلوب أكثر اطمئنانا قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " الرعد 28 " ـ وحديث الرسول : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " رواه البخاري ومسلم "

ثالثا : مبدأ كيف نتعامل ونتفاعل مع الآخر .

رسم الإسلام العديد من الأمور التي تحدد كيفية العلاقة بالآخر من خلال :

·        الإحسان إلى الوالدين .

·        العطف على الصغير .

·        توفير واحترام الكبير .

·        إماطة الأذي عن الطريق .

·        التحذير من شهادة الزور .

·        إكرام الضيف .

·        أن يكون عملك هدفه مرضاة الله وليس " الشهرة " من الآخرين .

·        بإختصار أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك .

ولذك أثبتت العديد من الدراسات أن الدخول مثلا في مشاجرات مع الآخرين إنما يورث الفرد القلق وقد يدفعه القلق إلى إرتكاب الجريمة ، وما القتل مثلا إلا عبارة عن أجزاء من الثانية قد حدث تغييب للعقل فكان من كان وهذا الحال بالطبع عكس القتل الذي تم التخطيط له " بروقان " بهدف التخلص من الآخر العقبة . إذا الإسلام يرى أن الإصابة بالأمراض النفسية تنتج عن :

1.    عدم الإيمان بالله .

2.    عدم فهم الشخص لامكانياته وبالتالي يتخبط بين أعمال متعددة دون أن يشعر بالرضا النفسي .

3.  سوء العلاقة بالآخرين بدءا من سوء العلاقة بالذات وانتهاء بكل الذين يتعامل معهم ،مما يقوده إلى الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية .

المصدر: أ . د . محمد حسن غانم آداب حلوان ـ علم نفس

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,287,098