authentication required

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الحوار ضرورة من ضرورات الحياة للبشر.. لا تقوم الحياة ألا به .. والحوار مع ذلك فن لا يتقنه كثير من الناس وكل شي في الحياة له أصوله وقواعده ، أما أن نحيط بها واما أن لا نحيط بها .. والذين يعرفون الأصول والقواعد ، أما أن يحترموها ويعملون بمقتضاها واما ان لا يحترموها ولا يعملون بمتضاها.. برغم علمهم بها !!!

وأضرب مثالا لذلك، فكثير من الناس يقودون سياراتهم ولا يعرفون من قواعد المرور الا أقلها.. مثل إشارات المرور الحمراء والخضراء ( الإشارات الصفراء نتركها جانبا !!) هذا كل ما يعرفونه عن قواعد المرور وكثير من الناس عندنا لا يحترمون إشارات المرور الحمراء والخضراء ألا مضطرين !! وكثيرا ما تؤدي هاتان الإشارتان المطلوب منهما. وعند الكثيرين لا تعني شيئا على الاطلاق.. وهم يطلقون " شاريناتهم وكلاكساتهم" أثناء عبورهم التقاطعات (والإشارة حمراء فاقع لونها) لاعلام قائدي السيارات في الاتجاه الآخر بأنهم لن يتوقفوا وأن على الآخرين الانتظار حتى يمروا هم (!) والذي يعجبه ذلك سوف يجني ثمرة تمسكه بحقوقه !! تتهشم سيارته وتتعرض حياة الراكبين معه للخطر ، هذا عن الإشارتين اليتيمتين .. معروف معناهما .. مجهول فعلهما(!) أما باقي قواعد المرور فأظن أن القلة القليلة من الناس تعرف عنها شيئا . وبخلاف هؤلاء فلا أحد يهمه معرفة باقي المرور ، لأنه لو عرفها لما احترمها ولا عبرها مثل أسبقية المرور.. لمن ؟ ( الأسبقية لم يسير في شارع رئيسي والانتظار لمن يخرج من شارع جانبي والناس عندنا تفعل العكس) المسافة المأمونة المفروض تركها بين سيارتك والسيارة التي أمامك أثناء السير هل يراعيها أحد ؟ تخطي السيارة التي أمامك .. المفروض أنها من اليسار (والناس تمر من اليمين ومن اليسار على حد سواء ) المسافة المسموح بها للسير في الحارة اليسرى لتخطي السيارة التي أمامك على الطرق السريعة وهي خمسمائة متر فقط ( فلا يجوز لأي سيارة أن تحتكر يسار الطرق !! كما يفعل البعض منهم .. حتى سيارات النقل الثقيل المحملة بالرمل والزلط) وجوب عدم استخدام النور العالي ألا للضرورة وبقدرها (لأنه يغشى أعين السائقين في الاتجاه المضاد) ناهيك عن السير بدون أنوار بالمرة ..كما يحدث من بعض السائقين .. ويسبب حوادث بشعة حالة الإطارات وعمق

حوادث السيارات تحدث بسبب عدم الالتزام بقواعد المرور

النتوءات فيها والتي يجب الا تقل عن حد معين(حتى لا تصبح الإطارات ملساء) مما ينتج عنه انفجارها في أثناء السير ، خاصة في فصل الصيف ، بسبب شدة الاحتكاك بالإسفلت الساخن وعدم وجود التهوية اللازمة التي تسمح بها النتوءات .. الأمر الذي يؤدي الى انفجار أحد الإطارات وخروج السيارة عن سيطرة قائدها فجأة ، وانحرافها أو انقلابها .. ووفاة أو أصابة ركابها بإصابات بالغة .

قرائي الأعزاء .. قارئاتي العزيزات .. أعذروني ان كنت قد استطردت في موضوع قواعد المرور لأننا كلنا نعاني عدم المام معظم السائقين بها ناهيك عن احترامها !!! أوقل كنت اضرب مثالا لوجود قواعد لأمور كثيرة في الحياة لا يدريها كثير من الناس وأن روادها لا يكترثون بها ولا يحترمونها .

ومن هذه الأمور التي أريد أن أتحدث إليكم فيها فن الحوار .. الحوار له قواعد وأصول منها : الا يحتكر شخص واحد الحديث في جلسة تضم عددا من الأصدقاء أو المعارف ، بل ينبغي كل مشترك في الجلسة أن يترك فرصة للآخرين للمشاركة في الحديث والتعقيب على أراء من سبقوه .. وألا أصبحت الجلسة مملة ..لاخير فيها ولا ظائل وراءها .. لأن الذي يستأثر بالحديث طوال الوقت لا يحترم الأطراف الأخرى ويتعدى على حقوقهم المساوية لحقه. ويفترض أنه ليس لديهم ما يضيفونه الى ما يقول (!!) وأنهم أقل منه علما ودراية وخيرة بالحياة أو يظن أنه أعلى منهم قدرا ، وأنه ينبغي عليهم فقط أن يصغوا اليه بكل الاهتمام !! وقد يكون ما يقوله هذا "الفصيح" كلاما فارغا من حيث الشكل والمضمون !! وتصبح الجلسة عقيمة يتململ فيها من يتململ أو يصيبه النعاس .. أو يستأذن للخروج وينفض السامر( الذي لم يكن سامرا أبدا ) والكل – فيما عدا محتكر الحديث يشعر بالضيق والاحباط.. كذلك من آداب التحاور الا يقاطع أحد الجالسين المتحدث قبل ان يكمل كلامه(بشرط الا يكون المتحدث قد أسهب وأطال وأمل سامعيه) وأن يبدأ كلام المتحدث اللاحق من حيث انتهي المتحدث السابق حتى يستوفي الموضوع حقه من التحاور .. أما أن يتناول كل متحدث موضوعا أخر غير الموضوع الذي كان يجري تناوله فهنا لا يكون الحديث حوارا .. بل جملة هنا وجملة هناك ، في مواضيع شتى ليس بينها رابط.. فنتحدث في كل شيء ولا نتحاور في أي شيء !!وللأسف هذا هو ما يحدث في معظم لقاءات الناس .. فلا يخرج منهم أحد بشيئي يستأهل الجلوس ساعات لأن أحدا لم يترك لأحد فرصة اكمال حديثه .. مع أن أي لقاء بين اثنين أو أكثر من الناس يمكن أن تكون له فائدة لكل أطراف اللقاء .. فكل واحد لديه خبرة ودراية بموضوع معين .. ولو تم الحوار على أصوله ، لخرج كل واحد من اللقاء بحصيلة جيدة تضيف الى خبراته جديدا بأمور الحياة على نوعها ... ولكن لم اخترت فن الحديث ؟ والإجابة : لكي تكون حياتنا هادفة وليس مجرد قضاء أوقات معا ، لا نخرج منها بطائل .. اذ ينبغي أن نضع في اعتبار اتا دائما أن الحياة قصيرة وأوقاتنا محسوبة علينا ، فإذا قضيناها عبثا فأننا نضيع أعمارنا هباء .. ولقاءات الأصدقاء ينبغي ان تكون في إطار المتعة الذهنية التي تجعل من هذه اللقاءات فرصة لاكتساب المعرفة وتبادل الرأي في أمور حياتنا في جو يتخلله المرح والدعابه.. عندئذ تؤدي هذه اللقاءات الغرض منها ، ولا تؤدي عكس المطلوب وهو إهدار الوقت والجهد بغير طائل .

لو تعلمنا أن نحيا حياة منتجة هادفة - في الجد وفي الترويح عن النفس سواء بسواء . لأفلحنا في أن نعطي أمور الدنيا حقها .. بأن نعرف قوانينها ونتقنها ونحترمها .. ونعطي الآخرة حقها (وليس أقل من حقها) ونحتفظ بالميزان الذي أوصانا به ربنا في كتابه العزيز وهو أن نسخر إمكاناتنا للآخرة وفي نفس الوقت نأخذ نصيبنا من الدنيا ( وأبتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) القصص 77) .

المصدر: سفير/ فتحي مرعي

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,396,987