ستبدأ قريباً حملة التوعية العالمية ضد مرض شاع اسمه خطأ بين الناس على أنه التوحد، حيث ثبت أخيراً أن استعمال كلمة التوحد لمرض ‘’الأوتيزم’’ تعبير غير علمي عن طبيعة هذا المرض، لذا قررت منظمة الصحة العالمية تعديل الترجمة العربية لاسم المرض إلى اسمه العلمي الصحيح وهو ‘’الذاتوية’’، لأن التوحد معناه أن يتقمص الشخص مشاعر وتفكير وسلوك الآخر، وهذا عكس ما يحدث في مرض الذاتوية، حيث إن أعراضه هي عدم القدرة على التواصل العاطفي والاتصال بمن حوله والانعزال التام وتجمد العواطف، لذا يستحيل التوحد.

أما العرض المهم الآخر فهو تدهور اللغة أو غيابها في هؤلاء الأطفال، مع اضطرابات سلوكية وعصبية وعدوانية وحركات لا إرادية مع إهمال للذات، وعندما نقول توحد الشخص يعني ذلك تواصله ومحاولته أن يكون جزءاً من الآخر.

لم يصل العلماء إلى سبب مؤكد لهذا المرض حتى اليوم، فهناك نظريات عدة تفسره أحدثها نظرية العقل وتعني خللا في مجموعة من الخلايا العصبية المرئية، كما يقال إنه مرض وراثي بيئي متعدد الأسباب، تم التعرف عليه منذ نحو 60 عاماً ونسبة حدوثه 1 بين كل 10 آلاف طفل، ووفقا للإحصاءات العالمية فإن 4 ملايين طفل من بين 140 مليوناً يولدون سنوياً يعانون من إعاقات لا تظهر أعراضها على أجسادهم، إنما هي أمراض عصبية ونفسية منها الذاتوية.

 يقول رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي أحمد عكاشة إن نسبة الإصابة بالذاتوية تزيد تدريجياً في العالم بمعدل حالة في كل 10 آلاف، وفي بعض الدول التي تزيد فيها دقة التشخيص تصل إلى واحد في الآلف، وهذه نسبة ليست قليلة، خصوصاً أن تشخيص المرض في بعض البلاد يتم مساواته بالتخلف العقلي، وهذا ليس صحيحا بل يجب استعمال لفظ ‘’العجز التعليمي أو المعرفي’’ احتراماً لآدمية المريض.

وأضاف أنه تبنى من خلال الجمعية العالمية للطب النفسي أكبر برنامج لصحة الطفل النفسية، ثبت منه أن 20% من أطفال العالم يعانون أمراضاً نفسية وعصبية، علما بأن 50% من سكان العالم أطفال، منهم 4,3% يعانون اضطراباً نفسياً شديداً يحتاج للعلاج.

 مرض الذاتوية يجب تشخيصه قبل سن 3 سنوات، والعلاجات الحالية تعتمد أساساً على البرامج التربوية والتعليمية والسلوكية، ويمكن إلى جانبها الاستعانة بمضادات الذهان والصرع والاكتئاب، إضافة إلى المقويات والفيتامينات.

والمشكلة أن أسباب المرض متعددة، ولكن هناك نظرية جديدة يطلق عليها ‘’نظرية العقل’’ ترى أن هناك خللا في مجموعة من الخلايا العصبية المرئية، وتعني أن هناك خلايا في المخ لها خاصية التعرف على نية وعواطف الآخر، ويقال إن هذه الخلايا غير متوافرة في مريض الذاتوية، ما يعني فقدانه التواصل العاطفي والاختلاط والانعزال وعدم الكلام، بل والسلوك الاندفاعي العدواني.

 وهناك نظريات كثيرة أخرى للمرض تعتبره اضطرابا في المسارات العصبية المسؤولة عن التواصل العاطفي، وعن قراءة مشاعر الآخرين وفقدان اللغة والاضطرابات السلوكية والعصبية الأخرى.

 يذكر أن تعريف الأوتيزم وفقاً للمعجم الطبي للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط هو الانصراف إلى الأفكار الذاتية وأحلام اليقظة والأوهام والابتعاد عن الحقائق الواقعية وطغيان تفضيل الذات والنفس على كل ما هو في محيطها.

 وتقول أستاذ الوراثة البشرية ورئيس وحدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي المصري للبحوث نجوى عبدالمجيد إنه وفقاً لدراسة على 6 آلاف حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة محولة إلى المركز على مدى 6 سنوات بلغت نسبة الإصابة بالذاتوية بينهم 9,3%، وهي إعاقة تصيب الأطفال في النمو الاجتماعي واللغوي وقد يكون الإدراكي، وتظهر في الـ 3 سنوات الأولى، ويحدث قصور للطفل ناجم عن خلل في الجهاز العصبي والمناعي، علماً بأنه مرض وراثي بيئي ومسؤول عنه جينات عدة، بمعنى قد يكون الطفل يحمل الجين المسبب للمرض، ولكن لا يتعرض لبيئة تسبب ظهور أعراضه تبعا للظروف المحيطة به، ومن هذه الظروف تعرضه لنسبة مرتفعة من الرصاص، ومضاعفات الولادة، وارتفاع نسبة الزئبق ولكن جميع هذه الظروف البيئية لا تزال تحت الدراسة، والطفل الذي يعانيه يقضي أوقاتاً أقل مع الآخرين ولا يبدي اهتماماً بهم واستجابته الاجتماعية أقل مثل الابتسام أو نظرة العيون ويعاني مشكلات حسية أكثر أو أقل من المعتاد، والسلوك قد يكون نشيطا وربما أقل من المعتاد، مع نوبات من السلوك غير المعتاد، كأن يضرب رأسه في الحائط أو يبكي فجأة وقد يؤذي نفسه، لكنه لا يؤذي الآخرين عادة.

 وأضافت أن أهم ما يجب أن يلاحظه الأبوان أن الطفل يكون طبيعيا عند الولادة من دون أي إعاقات خلقية أو جسدية، لكن تبدأ ملاحظته في عدم التواصل في السنة الثانية مع تأخر اللغة، بشكوى أن الطفل لا يسمع، وأنه قد يردد كلمات بعينها كالببغاء.

ومن العلامات المبكرة لاكتشاف المرض عدم الملاغاة عند سن 8 شهور ولا يضحك عندما يلاعبه أحد ولا ينتبه عندما يناديه أحد باسمه، إلى جنب تأخر اللغة.

وكلها مؤشرات إن وجدت ينبغي استشارة طبيب أطفال أو وراثة أو أمراض عصبية أو أخصائي تخاطب.

 وإن كان العلاج صعباً، لكن هناك تدخلا لتحسين السلوك والحياة النمطية وتدخلاً غذائياً، حيث يعاني هؤلاء الأطفال نقصاً في بعض العناصر والإنزيمات كالسلينيوم والكالسيوم وزيادة في الزئبق.

ويتم تزويد الطفل بأغذية غنية بالكالسيوم لتصحيح وظيفة المخ والجهاز العصبي وقرين الإنزيم Q10 المولد للطاقة في الخلايا وفيتامين ب6 وسي لتقوية الجهاز المناعي والتركيز

المصدر: Administrator

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,407,945