قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين حتى من المسلمين أن الرجل يملك التخلص من زوجة لا يريدها بيما تظل الزوجة أسيرة في زواج قد لا تريد الأبقاء عليه وهذا الظن ينفيه معرفة ما أتاحته الشريعة للمرأة من طرق عديدة تملك بها أن تسترد حريتها وتنهي زوجية تضر بها جسديا أونفسيا , فإذا كان الشرع قد أعطى الزوج حق طلاق امرأته فإنه رتب عليه إذا أوقع مسؤوليات عديدة نحو مطلقته وأبنائه , ومن ناحية أخرى فقد جعل الشرع للمرأة طريق للخلاص من زوجية تتضرر من بقائها متى توفرت عناصر هذا الضرر الذي يلحق بها ماديا أو معنويا , وحتى إذا لم يتوفر هذا الضرر فإن الزوجة تستطيع أن تتفق مع زوجها على إنهاء الزواج نظير بدل يرضى به الزوج , وكل ذلك إذا لم تكن الزوجة قد إحتاطت لنفسها عند الزواج فاشترطت أن لا يتزوج عليها زوجها فهذا شرط مقبول في الشريعة ويجب على الزوج الوفاء به وإلا حق للزوجة فسخ العقد لإخلاله بالشرط ومن يتمعن في احكام الشرع وحكمته يدرك أن الطلاق الذي أباحه الشرع للرجل تقابله حقوق للمرأة في فسخ العقد وفي طلب التطليق بل وفي وخالفة الزوج نظير ما أداه لها فحق الطلاق للرجل يوازنه ما للمرأة من حقوق تتيح لها أن ترفع عن نفسها ضرر زواج لا تريد البقاء فيه , فالزوجية في الإسلام قائمة على المودة والرحمة والمساكنة والمعاشرة بالمعروف فإذا خلت من هذه القيم كان بقاؤها ضررا على أحد الأطراف جعل الله لمن يناله الضرر مخرجا الرجل بما أعطى من حق إيقاع الطلاق والمرأة بما تمتلكك من حقوق في إنهاء حياتها الزوجية بالأتفاق أو القضاء .
التطليق للضرر :
لا تجبر المأة على البقاء في زوجية تسبب لها ضررا ماديا أو معنويا لا يحتمل وليس من مشاق الحياة ومتاعبها العادية , فالضرر مرفوع كقاعدة عامة في الإسلام , والضرر ضد النفع وهو كل ما يسوء الأنسان من سوء حال وفقر وشدة في بدن والضر يعني الضيق أيضا .
والضرر الذي يلحق الزوجة من زوجها قد يكون ضررا ماديا مثل إيذائها بدنيا بالضرب أو سلب مالها دون إذنها ورغما عنها أو إتلافه وغير ذلك من صور التعدي على الزوجة بالفعل في نفسها أو مالها .
وقد يكون الضرر الواقع على الزوجة ضررا معنويا , وهو ما يلحق الألم بنفس الزوجة ومشاعرها ومن ذلك القول القبيح يوجه إليها كالسباب أو الإيلام النفسي بذكر ما يسؤوها من قول يمسها أو يمس أبويها أو أهلها , ومن الضرر المعنوي أيضا هجر الزوجة في الفراش والعبوس الدائم في وجهها وتعمد إهانتها بالقول أمام أهلها أو صديقاتها أو زميلاتها في عمل أو إجتماع مع الناس
المصدر: د . جمال الدين محمد محمود
نشرت فى 18 نوفمبر 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,397,494
ساحة النقاش