الطبع العصابي: هو المرض النفسي على المستوى النظامي يظهر بشكل قمعي، لكن المرض النفسي الفردي هو تأثير القمع العائلي للجنس. فكل هذا الصد والقمع الجنسي الذي يمارس على الفرد يترسخ في الجسد ويؤدي إلى تشنجات ويصبح الدفاع حيال هذه الإشكالات هو نوع من الدرع العضلي المتمثلة بتوترات عضلية (تصلبات).
أ- يظهر "الطبع أو الخلق" العصابي، الذي يشكل دفاعا ضد الضغوط الشديدة من جانب الضغوط الاجتماعية (من بين وظائف الطبع الدفاع ضد الضغوط). فإذا كان العصاب، بالنسبة لفرويد، تمزقا مرضيا، وتلبية مشوهة للرغبات اللاواعية، فإن العصاب، عند رايش، يعتبر حالة شاذة لوجود الإنسان في ظروف الحياة الاجتماعية القائمة (بسبب عدم إشباع الطاقة الجنسية).
وتقوم فكرة رايش في المرض النفسي على اعتبار أن الأعراض العصابية هي طبقات من "الدروع" تتكون عبر تاريخ المريض، ومع كل صراع نفسي يعانيه، فالخجل، مثلا، قد يكون درعا نفسيا يحتمي به الفرد من الكراهية الشديدة التي تكمن في داخله والإحباط اللذين لا يستطيع أن يفصح عنهما علانية.
ب- بهذه الصورة وضع رايش أسلوب مواجهة فعال يتحدى المقاومة الطبيعية للفرد. لقد توصل إلى فكرته عن "الخلق" عن طريق المشكلة العيادية للمقاومة. فقد لا حظ رايش في أن تلك المقاومة لم تكن في الغالب جزءا من حيل التورية أو اللاواعية بل هي راجعة في الأغلب إلى "أسلوب" المريض الشخصي، إلى "بناء خلقه". فعلى سبيل المثال: بدلا من أن يقاوم المريض العملية العلاجية بإثارة اعتراضات ضد التحليل، فإنه يصل إلى نفس النتيجة بإن يستجيب للمحلل بأدب مبالغ فيه. ويسمي رايش هذا النوع من التأدب "بالمقاومة الخلقية"، أي صرف انتباه المحلل عن البحث في المادة اللاواعية، ولكن لها ميزة أنها "قائمة" في أسلوب السلوك العام للمريض.
وتوصل رايش إلى معالجة مقاومة الخلق باعتبارها المظهر الرئيسي للمرض.
فقد رأى أن الاتجاهات الذاتية والتخيلات المكبوتة تبدو واضحة بشكل خاص عندما تظهر في حركة جسم المريض وتعبيراته مثل البسمة الثابتة والرقبة المتجمدة والصدر الشامخ المتصلب. أي أن كل شكل من أشكال الضغط أو القمع يؤدي إلى تصلب صفاتي، الذي يرتسم في التصلب العضلي. ولذلك تخلق مجابهة تلك الأوضاع وتفسيرها دفعة انفعالات مضادة كالغضب المتأجج ورواء البسمة والاتكالية المرتجفة خلف القامة المنتصبة المتصلبة.
يعتقد رايش أنه حينما يحدث قمع للرغبات الجنسية، تتشكل قشرة دفاعية تتمثل "بالدرع العضلي" وتظهر التصلبات الجسدية. هذه التصلبات تمنع الطاقة الحيوية (الجنسية) من أي تسري في البدن، وهي تؤدي إلى تعطيل أو اضطراب الانتعاظ (الرعشة)، أي الإشباع التام.
فالخلق أو الطبع هو نوع من "الدرع"، قشرة خارجية صلبة تحمي الفرد من الضربات المؤلمة للواقع، ولكنها في نفس الوقت تحد من قدرته على ممارسة الحياة بكل شدتها سواء في داخله أو خارجه.
إن جميع تصورات واستنتاجات رايش هذه، كان لها أساس نظري، عبر عنه في نظرياته حول طبيعة الإنسان وبنية الشخصية وطبعها.
المصدر: www.Balagh.com
نشرت فى 17 نوفمبر 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,397,291
ساحة النقاش