إن الزوجين وهما يسيران ف حياتهما الزوجية الناجحة لابد وان يتعرضا لعائق أو أكثر , وهنا نقول للزوجين تعلما كيف تتخطيان تلك العوائق , وهناك عدة أمور أن توفرت كلها أو بعضها لدى الزوجين فإنها تساعدهما على تخطي العوائق واجتياز الصعوبات ,
- العلم قبل العمل
كيف يمكن لأحد الزوجين أن يتغلب على العائق من غير معرفة به ولكيفية التغلب عليه . والتخلص منه فالعلم بالشئ فرع من تصوره والجاهل لا يستطيع أن يتغلب على العائق وخاصة إذا كان يجهل أن أمرا ما هو عائق وينبغي التغلب عليه .
فلابد أن تتعرف على الزوجان على العوائق وآثارها , وما تحدثه في إفشال الزواج الناجح كي يحسنا التعامل معها . ومن هذا المنطلق فصلنا في هذا البحث الحديث عن عشرة عوائق من اجل أن يزداد الزوجان معرفة بها . وإذا علما هذه العوائق تعرفا على كيفية تفاديها وما ( من داء إلا وله دواء ) ولكن الإنسان ينبغي أن يبذل الأسباب للوصول إلى الدواء , ولن يصل إليه إلا بمعرفة الداء وطرق تشخيصه .
2- على من تعتمد ؟
من الأدوات المساعدة للزوجين على تخطي العوائق وتجنبها , أن يكون اعتمادهما
على الله تبارك وتعالى , وان يكونا متوكلين عليه أولاً وآخراً , فمن توكل على حسبه ومن كان الله حسبه تكفل بأمره وذلل الصعاب أمامه وجعله يتخطى العوائق ويجتاز الصعوبات بسهولة ويسر .
فالشعور بممية الله تعالى أمر مطلوب , وهو ما ذكره موسى عليه السلام , عندما قال { كلا إن ن معي ربي سيهديني } سورة الشعراء . وكانت العوائق التي تحيط به , فالعدو من خلفه والبحر أمامه, ولكن صدق الإيمان بمعية الله تعالى والاعتماد عليه والتوكل عليه , كان هو سبب النجاة وتخطي العائق ونجا منه بسلام , فكيف إذا كان العائق بسيطا بين الزوجين ؟!
وانصح الزوجين بما قاله الشاعر :
توكل على الرحمن في كل حاجة
ولا تؤثرن العجز يوما على الطلب
الم تر أن الله قال لمريم
إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها
جنته ولكن كل شي له سبب
3- هل أنت قوي الإرادة ؟!
هل تعرف أن الإرادة التي نفرق بها بين الإنسان والحيوان بالإضافة إلى العقل ؟! فالحيوان لا يستطيع أن يضبط نفسه ويتحكم في بتصرفاته , وإذا كان الإنسان قوى الإرادة لا يستطيع أن يتخطى العوائق التي تعتري زواجه الناجح , وقد ذكر الدكتور عبد الرحمن حبنكة أربع نقاط يمكن للإنسان أن يقيس نفسه بها ويعرف ما إذا كان قوي الإرادة أم ضعيفها وهى:
1-سرعة مبادرته للخيرات والطاعات .
2-التفاؤل بالخير دائما .
3-تلقي الأحداث بصبر ورضي .
4-ملك النفس عند الغضب .
ثم ذكر في المرجع نفسه أن الإنسان إذا أراد أن يقوي إرادته الفعلية :
1-تقوية إيمانه بالله تعالى وبصفاته الحسنى وبقضائه وقدره .
2-التدريب العملي من خلال مجاهدة النفس .
3-ممارسات العبادات .
وقد ذكر علماء النفس المحدثون بان الإنسان يستطيع أن يقوى إرادته إذا استخدم علم البرمجة العقلية أو الإحياء الذاتي , وذلك من خلال عدة أساليب منها ترديد كلمات معينة بصوت مرتفع فيها تشجيع لنفسه , وإرساء للثقة بقدراته , فيسمعها عقله الواعي ثم يتلقاها عقله اللاواعي فتصبح عنده وكأنها عقيدة .
4- حول الألم إلى السعادة ..
لا شك ان هناك عوائق تعتري الحياة الزوجية وطويلة , فتستغرق شهرا او سنة أو أكثر ، وهنا ينبغي للزوجين أن يتعاملا مع العائق على انه ابتلاء من الله تعالى وقد قدره لهما ليختبرها وليزيد من أجرها ، ولأنه يحبهما فلهذا اختار لهما هذا البلاء وإطالة عليهما , ولكمن هل ينجح الزوجان في تجاوز هذا العائق كما نجحت زوجة أيوب عليه السلام في تجاوزه ؟!
وقال حميد مكث في بلواه ثماني عشرة سنة . وقال السدي تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب , فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته فلما طال عليها قالت
( يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك فقال : قد عشت سبعين سنة صحيحا فهو قليل لله أن اصبر له سبين سنة ) فجزعت من هذا الكلام وكانت تخدم الناس بالأجر وتطعم أيوب عليه السلام . ثم عافاه الله تبارك وتعالى بعدما صبر هو وصبرت زوجته ونجحا في هذا الاختبار ليكملا مسيرة زواجهما الناجح , واستطاعا ان يتغلبا على هذا العائق الذي استمر أكثر من سبعة عشر عاما , واستطاعا ان يحولا المحنه إلى سعادة من خلال رضائهما بقضاء الله تعالى وقدره ..وكان العلاج بسيطا جدا وهو ان يضرب الأرض برجله ( فأتبع الله له عينا باردة وأمره ان يغتسل فيها ويشرب منها , فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والاذي والسقم والمرض الذي كان في جسده ظاهرا وباطنا .
فالرضي بالقضاء والقدر هو الذي يحول الألم إلى سعادة .
5- أي نظارة تضع على عينيك ؟!
كيف ترى الأشياء ؟!
هذا سؤال مهم ، إذا كان احد الزوجين يرى العائق البسيط على انه نهاية العالم , وكارثة الحياة الزوجية فهنا يكون عندنا مشكلتان لا واحدة ..
المشكلة الأولى : العائق البسيط في الحياة الزوجية الناجحة .
المشكلة الثانية : النظرة الخاطئة للعائق ..
وهنا نقول : إنه لابد منم النظرة الصحيحة للعوائق الزوجية , وان لا نبالغ في الوصف والشكوى , ولا نظلم تاريخ العلاقة الزوجية , وينبغي ان نكون عادلين عندما نتعامل مع العائق .
وكان بإمكان غير يعقوب - عليه السلام - ان يضجر ويقول لقد فقدت الأول وهذا الثاني كذلك ويسأم ولكن يعقوب - عليه السلام - سلم الأمر لله تعالى فانعم عليه برجوع الاثنين معا وقد ماكان يرجوه ويدعو به .
مرة أخرى نتسال : اى نظارة تضع على عينيك ؟!
6- الاستغفار والدعاء
(إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فليس لك إلا الدعاء واللجوء إلى الله تعالى بعدان تقدم على التوبة من الذنوب فإذا تبت ودعوت ولم تر للإجابة أثرا فتفقد آمرك فربما كانت التوبة غير صحيحة فصححها ثم ادع ولا تمل من الدعاء )
إن العائق الذي يعترى الحياة الزوجية الناجحة قد يكون وجودة بسبب ذنب أو تقصير احدثه احد الزوجين في علاقته مع ربة وأراد الله تعالى أن يلفت انتباة الزوجين إلية ليزدادا قربا منة فيزول العائق بكثرة الاستغفار والدعاء لأنة من يلزم الاستغفار يجعل الله تعالى له من كل هم فرجا .
فليكثر العبد من الاستغفار لأنة كما قيل عنة من أنة صابون الذنوب وكذلك الدعاء متحليا بآدابه من إخلاص وطهارة واستقبال للقبلة والصلاة على النبي صلى الله علية وسلم وعدم الاستعجال فأنة يستجاب له إذا كان مطعمة حلال ومشربه حلال
وإذا جاءك إبليس وقال لكم كم تدعوة ولا ترى إجابة فقل أنا أتعبد بالدعاء وأنا موقن أن الجواب حاصل غير أنة ربما كان تأخيره لبعض المصالح
وكم من عائق في الحياة الزوجية قد زال بسبب الدعاء فجرب هذا الدواء .
7- حدد هدفك
لابد للزوجين من تحديد الهدف الذي يريدان تحقيقه اى بمعنى أن يحددا العائق الذي يعوق نجاح زواجهما وإذا كان عند هما أكثر من عائق فلا بد ان
1-يحددا الأولويات أولا .
2-ثم يجدولان طريقة المعالجة ونظامها .
ولكي تكون خطوات العلاج ناجحة لابد أولا من تحديد الهدف بوضوح وان يحدد الزوجان ما يريدان تغييره أو إزالته سواء كان العائق سلوكيا أم فكريا أم تربويا
وبعد مرحلة التحديد لابد للزوجين من فعل شئ ايجابي يؤدى إلى القضاء على العائق وان يتغلبا على الرتابة المملة في حياتهما وان يتركا الكلمات المحبطة مثل لا نستطيع أو هذا أمر صعب وما إلى ذلك من الكلمات التي تسبب اليائس والعجز ثم يحاولان أن يبتدئا من جديد ليتغلبا على العائق ثم يجبران البديل ويحاولان مرارا وتكرارا مع عزم ويقين فإنها لا بد سيريان النجاح الله تعالى .
8- تعلم مهارات المصارحة
أحيانا يفكر احد الزوجين ويخطط كثيرا لإزالة العائق في الحياة الزوجية ويبدأ في الكتابة وتكثر أحلام اليقظة عنده وأحيانا يسهر الليالي في التفكير في الخروج من هذا المأزق من اجل إنجاح الزواج ..
ويغيب عن ذهنه ان العائق الذي يفكر في إزالته قد يتخلى الطرف الأخر عنه لو جلس معه جلسة مصارحة في :
مكان مناسب .
ووقت مناسب .
ونفسية متهيئة للاستماع .
وكلمات رقيقة بعيدة عن الاتهام والتشهير .
عندها يعترف الإنسان بتقصيره في هذا الجو المريح , والذي تكسوه المحبة والمودة بألفاظه ولمساته , فينقلب الإنسان رأسا على عقب .
وكم من مشكلة تم علاجها بين زوجين متشاحنين بسبب جلسة مصارحة ووئام , فهذا كان العائق سوء إدارة غرفة النوم أو البخل أو سوء العشرة والسلوك , كل ذلك يمكن إخضاعه للمناقشة وتتم المصارحة بين الزوجين على اعتبار ان كل واحد منهما يعين على الأخر حتى يتخطيا جميعا هذا العائق , وكما قيل :{ الصراحة راحة }

المصدر: جاسم المطوع

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,408,048