تعتبر السنوات الأولى من حياة كل طفل أو ما يسمى بالطفولة المبكرة .. هي أخطر سنوات عمره من خلالها تتكون سمات شخصيته ومعالمها وفيها يتحدد ما إذا كان سينشأ طفلاً آمناً مطمئناً واثقاً من نفسه أم قلقاً خائفاً من كل شيء منطوياً على نفسه. لذا ركز علماء النفس في أوروبا وأميركا على ضرورة اهتمام الآباء والأمهات بمعالجة كل نواحي القصور في خصية الطفل منذ الصغر حتى تجنبه كثيراً من المعاناة والآلام في حياته المقبلة.
والخوف مشكلة تواجه ملايين الأطفال ويعاني منها آباؤهم وذووهم وقد يكون الخوف طبيعياً أو معتاداً فلا يخشى منه على الطفل وقد يكون مرضياً أي شاذاً فيندفع الطفل إلى اتباع سلوك شاذ لتجنب مصادر خوفه والبعد عنها.
فمثلاً: خوف الطفل في عامه الأول من الأصوات الصاخبة الفجائية وبكاؤه نتيجة ذلك يعتبر خوفاً طبيعياً بينما يعتبر شاذاً بالنسبة لطفل في السادسة مثلاً وكلما كبر الطفل تنوعت معلوماته وتعددت تجاربه والتالي تنوعت مصادر خوفه فالطفل في عامه الأول قد لا يخشى من الأشياء لأنه لا يعرف ضررها ولا يدرك قوتها أو خطورتها، بينما الطفل في عامه الرابع يصبح مدركاً لكثير من الأمور التي يشاهدها وبالتالي تزداد مخاوفه وتتنوع بعكس الاعتقاد السائد بين الكثير من الآباء الذين يعتقدون إن الطفل كلما تقدم في العمر قلت مخاوفه.
وهناك نوعان من المخاوف يتعرض لها الطفل: مخاوف موضوعية ومخاوف غير موضوعية.
أولاً ـ المخاوف الموضوعية:
هي المخاوف المحسوسة التي يعبر عنها الطفل بوضوح وتكشفها الأم بسهولة وقد يكون لها مصادر حقيقية مثل خوفه من (العسكري) أو من المدرسة أو أصوات الحيوانات أو السيارات أو الطائرات أو المياه أو النار. وقد تكون عامة أو غير محددة مثل: خوف الطفل من الكلب لأن أمه تخشاه ولا تحب رؤيته وليس لأنه يخشاه من نفسه، وخوفه من الطبيب لأنه رأى والدته أو شقيقته تتألم عند إعطائها (حقنة) فإنه بالتالي يصرخ بمجرد رؤيته للطبيب لأنه ارتبط في ذهنه بالألم الذي سببه لهما أي إن الطفل بطبيعته يمتص خبرات الآخرين التي شاهدها وتترسب في أعماقه فيخاف من كل الأشياء التي يعتقد إنها تخيف من حوله.
ثانياً ـ المخاوف غير الموضوعية:
مثل: خوف الطفل من الزوار أو امتناعه من الكلام خشية الخطأ والنقد من والديه فإنها ترجع إلى ضعف ثقته بنفسه وعدم شعوره بالأمن والطمأنينة نتيجة انتقاد من حوله لمخاوفه وسخريتهم منها ومقارنته دائماً بأقرانه وإشعاره بضآلته. كما قد تكون نتيجة قلق الوالدين وعصبيتهم وتدليلهم الزائد وخوفهم عليه وشجارهم أمامه باستمرار مما يشعره بعدم الاستقرار وبحاجته للدفء العاطفي والحب المفقود في أسرته.
لكن كيف يمكننا علاج هذه المخاوف؟
إن علماء النفس ينصحون كل أم أن تحيط أطفالها بالحنان والرعاية والحزم عند اللزوم. وعدم الهرب من مناقشة مخاوف الطفل ومحاولة إقناعه بحقيقة الأمور توضيحاً له ومراقبته لمعرفة النتيجة وفي نفس الوقت عليها تعليمه الاعتماد على النفس كلما أمكنه ذلك وإشعاره بالتقدير إذا أحسن التصرف وإفهامه خطأه بهدوء دون انفعال وعدم السخرية من مخاوفه أو الضحك عليه أمام الآخرين أو مقارنته بزملائه ممن في سنه.
كما إن عليها إبعاده عن مثيرات الخوف مثل مشاهدة أفلام العنف والجريمة والامتناع عن سرد الحكايات الخيالية مثل الساحرة والشريرة أو (أبو رجل مسلوخة). وكذلك حثة على التقرب إلى الله والاستعانة به في وقت الشدة. حتى ينعم بهدوء البال والاستقرار النفسي ويعيش مطمئناً سعيداً.
المصدر: محمد رفعت
نشرت فى 23 أغسطس 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,396,411
ساحة النقاش