إن استغلال الوقت هو عدم تضييع أي دقيقة دون الانشغال في عمل مفيد سواء أكانت فائدته دنيوية أم آخروية والإ ضاع جزء من العمر سدىً فرأس مال المرأة الناجحة عمرها، وإذا كان قد تحدد عمر امرأة ما بستين سنة أو أكثر من ذلك فما هذه السنوات إلا من أيام وما الأيام إلا من ساعات.
ومن خصائص الوقت سرعة انقضائه فهو يمرُّ مرَّ السَّحاب ويجري جريَ الرياح، وليس بالإمكان استعادته أو تعويضه، وهو أثمن ما تملكه المرأة.
فالواجب على كل امرأة أن تعرف قيمة أيامها وساعاتها فتغتنمها وتستغلها أحسن استغلال وبذلك تحقق النجاح مع الوقت.
فالسيطرة على الوقت واستثماره استثماراً أمثل أشبه ما يكون بالعثور على كنز مفقود، والوقت هو مفتاح النجاح وبدون تنظيمه واستثماره لن تستطيع المرأة أن تنجح في المجالات المختلفة لحياتها.
فقد أذن الله تعالى لعباده في السعي في معايشهم وطلب رزق الله.
قال سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [سورة الملك: 51].
وقال سبحانه وتعالى: (فَإِذا قُضِيتَ الصَّلاةُ فَانْتَشِروُا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة الجمعة: 10].
إن من أسباب النجاح مع الوقت استثمار أوقات الانتظار التي تواجه كل امرأة، فإذا أمنت استثماره فستجد أنها أنجزت أشياء كثيرة.
وباستخدام الوقت استخداماً أمثل، ستشعر المرأة بالسعادة والراحة النفسية والاطمئنان القلبي وستشعر بأن قدرتها على العمل أصبحت أعلى وأن ثقتها بنفسها أصبحت أكبر وأنها حققت نجاحاً باهراً في مجريات حياتها.
ولا ستغلال الوقت آداب يجب مراعاتها، ومنها:
1- على الإنسان أن يختار وقتاً معيَّناً يكون فيه فارغاً من كل عمل وذلك ليريح جسمه وأعصابه ولينطلق بعد ذلك نشيطاً إلى العمل من جديد.
2- ليعلم الإنسان أن الحياة قصيرة جدّاً والفُرص تمرُّ فيها مرَّ السحاب، وليحاول أن يستغلَّ أوقاته استغلالاً مثمراً على قدر الاستطاعة والإمكان.
3- ليحاول الإنسان أن يعوّد لسانه على ذكر الله (عزّ وجل) والصلاة على النبي في كلِّ مكان، ويساعدهُ على ذلك تعويدُ يده على التسبيح.
4- ليسجِّل الإنسان برنامجاً أسبوعياً منظماً على ورقة مثلاً ويحدد فيه كيفية الاستفادة من أيامه ولياليه فمثلاً:
1- يحدِّد وقتاً معيَّناً يومياً يحاسب فيه نفسه.
2- يحدِّد ساعات في كل يوم يقرأ فيها الكتب المفيدة.
3- يحدِّد أوقاتاً معيَّنة يزور فيها الوالدين في كل يوم.
4- يحدِّد وقتاً لراحته الجسدية ولنومه.
5- يحدِّد وقتاً لزيارة الأقرباء والأصدقاء.
6- يحدِّد وقتاً لقراءة القرآن والأذكار.
7- يحدِّد وقتاً لأفراد أسرته لإسعادهم والجلوس معهم وبحث مشاكلهم.
ومن الضروري جداً المحافظة على الحياة والعمر بعيداً من التلف والضياع باستعماله في البناء والعطاء والعمل الصالح فالوقت هو الحياة.
يقال إن يوم القيامة يقدم للإنسان ثلاثة صناديق أحدها فيه أعماله الحسنة، وآخر فيه أعماله السيئة والصندوق الأخير وفيه أوقات فراغه.
وأكثر ما يَنْدم الإنسان على هذا الصندوق لأنه يقول: لو استفدت من هذه اللحظات ولو بذكر الله (عزّ وجل) والتسبيح له لكان ذلك خيراً لي.
1- فعلى الإنسان العاقل أن يستثمر وقته الثمين في السعي نحو ضمان المستقبل الحقيقي وهو الدار الآخرة ويبغيها، رضا الخالق.
2- عليه أن ينجز من الأعمال الأهم ثم المهم.
3- لا تجعل الأعمال تتراكم عليك بل اجعل لكلِّ عمل زمناً محدداً.
عن الإمام علي (ع): "الأمور مرهونة بأوقاتها".
4- التعجيل في استغلال فرص الخير لأنك لا تدري أتُوفّق لإنجازها مرة أخرى أم لا.
5- حاول أن تؤدي العمل كاملاً ولا تؤدِّه ناقصاً لأنَّ في ذلك مضيعة للوقت، فالكتاب الذي تعزم على قراءته حاول أن تقرأه كاملاً قدر الإمكان ولا تتوقف عند حدِّ وأنت لم تحصد الثمرة منه بعد.
6- لا تدع أحداً يضيّع عليك وقتك ولا تضيّع أوقات الآخرين.
7- ابتعد عن التوافه من أمور الحياة من لعب ولهو وغيره فإنك لم تُخلق عبثاً والله ليس بتاركك سدىً، ولينظر الإنسان إلى الآخرين الذين يضيّعون أوقاتهم باللهو واللعب ويعتبر من ذلك.
8- أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء:
1- بعد الفجر إلى طلوع الشمس.
2- عند زوال الشمس (الظهر).
3- بعد المغرب.
4- عند الأذان.
5- عند قراءة القرآن.
6- عند نزول المطر.
7- في الثلث الأخير من الليل.
8- عند توجه القلب إلى الله (عزّ وجل) ودمع العين
المصدر: مجيد الصائغ
نشرت فى 20 أغسطس 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,387,416
ساحة النقاش