أحياناً تكون الصديقة بالنسبة إلى البعض، مثل أخت أو أُم، فهي القلب الكبير والحضن الحنون، وهي "الطبيب النفسي". لهذا، فإنّ إحتياجاتك النفسية، وحالتك المزاجية، هما ما يحددان نوع الصديقات الذي أنت في حاجة إليه اليوم. وعلى العكس مما نعتقد، ليست كل صديقة صالحة لأن تقابليها في أي وقت، إنّ لكل واحدة منهنّ دوراً في حياتك تجيد أداءه أكثر من غيرها، ويجب أن تسندي إلى كل واحدة دورها المناسب.
إذا كنتِ متزوجة منذ وقت ليس بقصير، فستعرفين أنّ الحياة مع زوج ليست هي الحياة الإنفرادية، حيث كنت وأنتِ آنسة مسؤولة عن نفسك فقط. صحيح أنّ الحياة الزوجية تضيف إليك أشياء كثيرة، ووجود زوج صالح إلى جانبك يجعلك تتطوّرين في الإتجاه الصحيح، لكن الحياة الزوجية أيضاً تفرض عليك تغييراً في العادات. لنذكر مثلاً الهوايات، هل تذكرين هذه الكلمة؟ بعد الزواج وإنجاب الأطفال ربّما لا تجدين وقتاً للقراءة أو لممارسة الرياضة، أو الخروج مع الصديقات إلى السينما أو التسوق، تغرقك دوامة الحياة بين العمل والإهتمام بالزوج، ورعاية الأطفال، وترتيب البيت وتحضير الطعام، وتستفيقين فجأة لتجدي أنّه لم تعد لديك صديقات حقيقيات كما في الماضي، لأنّك لا تملكين وقتاً تخصصينه لهنّ.
- الصديقة العزباء:
إذا كنتِ من هذا النوع، بلا شك ستكونين في حاجة إلى صديقة عزباء. ولكي تكون هذه الصديقة مفيدة لك، يجب أن تتحقق فيها مواصفات معيّنة، وهي أن تكون إمرأة سعيدة بعزبيتها، وليست متذمرة طوال الوقت، وأن تكون أيضاً فتاة تهتم بنفسها وبجمالها وتشتري لنفسها أفضل الملابس، وتخصص وقتاً محدداً كل أسبوع على الأقل للذهاب إلى صالون التجميل. فائدة هذا، أنك كلما قابلتها، سوف تتذكرين أن عليك الإهتمام أنت أيضاً بجمالك وبمظهرك لنفسك ولزوجك، فإن لم تكوني تضاهينها إهتماماً بجمالك، فإنّك أوّل واحدة ستخشى من أن تكون لها صديقة عزباء وجميلة وأنيقة، لأن ثقتك بنفسك ستكون ضعيفة، وستفكرين في أن دخول إمرأة جميلة بيتك لن يكون في مصلحتك. من الأسباب الأخرى التي تجعلك في حاجة إلى صديقة عزباء، حاجتك إلى أن تتعلّمي الإستخفاف بمتاعب الحياة، نعم، ليس دائماً طبعاً، لكن هذا أمر مطلوب أحياناً، وأيضاً لتأخذك هذه الصديقة لممارسة هواياتك التي نسيتها، مثل: الذهاب إلى نادي الرياضة، أو مدرسة الرقص والموسيقى، أو على الأقل تأخذك عند العصر، وبعد الإنتهاء من عملك إلى مقهى لكي تشربي فنجان شاي في مكان مفتوح وتغيري جو المنزل.
ولا تنسي أن صديقاتك المتزوجات لن يكون لديهنّ وقت، مثلك تماماً، لكي يفكرن في الخروج أو التنزه أو ممارسة أو هواية. لهذا، فالصديقة العزباء مهمة جدّاً.
- الصديقة الأُم:
أحياناً نشعر بأنّ الزمن سرق منّا أيامنا، ونتمنّى لو أن في إمكاننا أن نعود أطفالاً. لهذا، فإنك عندما تجدين نفسك غارقة في مزاج سيِّئ، فإنّك ستشعرين بحاجة إلى صديقة أهل للثقة، تهتم بأمرك، وتعاملك معاملة أم حنون، لكي تفرغي همومك بين يديها، فتربت هي على شعرك وتحضنك فتشعرين بالأمان. من مواصفات هذه الصديقة الحنون، ان تكون محبة للعب دور الأُم، وأن تعرف كيف تحتضنك وكيف تبكي لبكائك ثمّ تجفف دموعك، وتهمس في أذنيك بالنصائح المناسبة. يجب أيضاً أن تكون الصديقة بمثابة الحامية، التي تعرف كيف تحميك، حتى لو كانت متشائمة أحياناً زيادة على اللازم، فهذا لا يهم. المهم أن تكون ناضجة بما يكفي لكي توكلي إليها كل ما يثقل على كاهلك عند الحاجة، اختاري هذه الصديقة من بين كل صديقاتك، خصوصاً عندما تكونين في مزاج سوداوي جدّاً وتكونين في حاجة إلى من يحنو عليك، ويربت على شعرك، وليس إلى من يعطيك تفسيرات سيكولوجية معقدة.
- الصديقة الواقعية:
أن نكون متفائلين هو أمر جيِّد، لكن يجب دائماً أن نثبت قدمينا في الأرض. قد تنخدعين أحياناً لمجرد أنك حصلت على ترقية في العمل، فتطمئنين وتعتقدين أنك الأفضل، أو تفرحين لأنّك فقدت خمسة كيلوغرامات من وزنك، فتتوقفين عن الحمية وتبدئين في إرتداء ملابس غير ملائمة، على الرغم من أن وزنك لايزال زائداً. لهذا، ستكونين أحياناً في حاجة إلى صديقة واقعية وصريحة، لكي تذكرك بأنك كائن بمشي ولا يطير، فتنزلك من عليائك وتذكرك بالأمر الواقع. من مواصفات هذه الصديقة، أنها واقعية لدرجة التشاؤم أحياناً، فهي تنظر إلى الجانب السلبي في كل شيء، وهي تحلل كل شيء، وتفككه لكي تبين لك أنّ الأمور نسبية، هي تنتقدك عندما تخطئين ولا تسكت على عيوبك. لهذا، لن يمكنك أن تحتمليها على المدى الطويل لكنك ستحتاجين إليها أحياناً لتعيد إليك توازنك.
- الصديقة الحالمة:
على العكس مما هي الحال في الأيّام التي تكونين فيها محتاجة إلى الصديقة الواقعية، فأنت أحياناً تكونين في حاجة إلى صديقة حالمة، وربّما ساذجة، وذلك عندما تشعرين بأنّك كبرت أكثر من اللازم، وأنّك أصبحت متشائمة أكثر من اللازم، وتتمنين لو أن لك الطريقة نفسها التي كنتِ تفكرين بها وأنتِ طفلة، حيث كنتِ ترتكبين أي حماقة تخطر ببالك، من دون أن تفكري في ما سيقوله الناس عنك.
أمّا مواصفات هذه الصديقة الحالمة، فهي أن تكون متفائلة إلى درجة أنها واثقة بأن كل أمور الحياة بسيطة، وكل المشاكل لابدّ أن تنتهي من دون خسائر، وعندما تسمع خبراً مفرحاً، فهي لا تفكر في ما يمكن أن يحصل بعد ذلك، إنّها لا ترى سوى الجانب المفرح فيه، ولا تفكر إن كانت السعادة ستدوم أم لا. إنّها فتاة عندما تمر بجانب محل لألعاب الأطفال تدخل، وإذا أعجبتها لعبة ما تشتريها لنفسها، وإذا رأت بائعاً لغزل البنات تشتري منه وتأكل وهي سائرة في الشارع، وتطلي وجهها بلونه الوردي ولا تهتم. هذه صديقة يمكنك أن تلجئي إليها عندما تشعرين بأنّك لا تريدين التفكير في أي شيء، تريدين فقط قضاء حاضر جميل دون التفكير في المستقبل.
- صديقة الطفولة:
صديقة الطفولة هي الفتاة التي عاشت معك مراهقتك إن لم نقل أيضاً طفولتك، حيث لعبتما معاً ومارستما الشقاوة معاً، تعرفين والديها وتعرف هي أيضاً والديك، تعرف كل أسرارك التي لم يكن من الممكن أن تحكيها لوالدتك وشاركت معك كل خيبات أملك، التي أصبحت اليوم بالنسبة إليك قديمة قدم الدهر. هذه الصديقة مثل والديك، تعرف كل الأشياء التي أصبحت تخجلين منها، لكن ذلك لا يزعجك، فلو لم تكن صديقة حقيقية، لما استمرت صدقاتكما كل هذه السنوات. وهي فتاة تعرف كل طباعك، وتتوقع ما يبكيك وما قد يضحكك، تقرأ ملامحك وتعرف ما تخفين وراءها، وتعرف حتى مأكولاتك المفضّلة وتلك التي تكرهين تناولها. إنّها فتاة تحبين الجلوس معها لتكوني على طبيعتك، لكي تستعيدي معها ذكريات الماضي، فأحياناً، يرغب الإنسان في العودة إلى الجذور. ستحتاجين إلى مقابلة هذه الصديقة والحديث معها عندما تشعرين بأنّك فقدت الإتجاهات، ولم تعودي تعرفين إلى أين تسير بك الحياة، سيكون دورها أن تذكرك بأنكما في الماضي عشتما تجارب كانت حينها تبدو قاسية وشعرتما معاً بالضياع، ولكنكما لاتزالان موجودتين على الرغم من ذلك، وأنّ الحياة تستمر رغم كل شيء

المصدر: سناء ثابت

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,397,724