بقليل من المراعاة واللطف، بإمكانك مساعدة الطفل الأعسر في مهمَّاته اليومية. ويمكن من خلال التنبه إلى بعض الطرق المختلفة التي يعتمدها الطفل الأعسر في مقاربته للنشاطات اليومية مثل إرتداء الملابس وتناول الطعام أن يتيح لك فرصة المساهمة في تعليمه بدل إعاقته.
- تناول الطعام:
يعتقد كثيرون أنّه يجب عكس أدوات المائدة لمساعدة الطفل الأعسر. إلا أن ذلك ليس ضرورياً دائماً. فوفقاً لدراسات أجرتها رابطة الأشخاص العُسر، من النادر جدّاً أن يقوم العُسر بعكس أدوات المائدة، لأنّ معظمهم يأكلون عادةً بواسطة يدهم اليسرى، ويحملون الشوكة بها. لكنّهم يبدلون ملعقة التحلية أو الحساء إلى اليد اليمنى. ومن المثير للدهشة، أنّ الأشخاص اليُمن غالباً ما يضطرون إلى تعلّم إبدال يد "الشوكة"، بسبب الضغوط الإجتماعية التي إضطرتهم إلى إستعمال السكّين والشوكة في يد، في حين كانوا يفضّلون في صغرهم إستعمال يدهم اليُمنى لحمل الشوكة.
ومع إنتقال الأطفال العُسر لإستعمال أدوات المائدة الخاصة بالبالغين، يُفضِّل بعضهم تبديل مكان الشوكة والسكين في حال صعب عليهم التحكّم بالسكّين في اليد اليمنى. وتتوفّر اليوم سكاكين مائدة مسنّنة بالطريقة الصحيحة التي تسهِّل حياة العُسْر.
ومن الأشياء التي يجب التنبّه إليها أنّ الأشخاص العُسر غالباً ما يحملون كوب شراب الشخص الجالس إلى يسارهم على الطاولة، أو تناول لفافة الخبز الموضوعة على صحن جارهم؛ بالإضافة أيضاً إلى أن ارتطام المرفقَيْن هو أمر معهود إذا كان الشخص الأيمن يجلس إلى يسار شخص أعسر ويتناول الحساء بملعقة.
- في المطبخ:
من المهم في المرّات الأولى وأنت تُعلِّم طفلك الأعسر كيف يمزج الطعام ويسكبه أن تضع الأشياء قريباً من جانبه الأيسر تجنُّباً لإراقة الطعام على المائدة، تذكّر أيضاً أنّ طفلك الأعسر سيقوم بتحريك المزائج بعكس اتّجاه عقارب الساعة، ممسكاً الملعقة بيده اليسرى، لذا حاول أن تحذو حذوه إذا وقفت خلفه وساعدته.
- قصّ الأشياء:
عندما يُظهر طفلك تفضيلاً لإستعمال يده اليسرى حينما يبدأ بقصّ الأشكال، احرص على تزويده بمقصّ ملائم للأشخاص العُسْر – لكن تذكَّر أن لا وجود لمقصّ "جامع" يمكن إمساكه بكل يد. وتنبّه أيضاً بشكل خاص إلى الإتجاه الذي يقصّ الطفل بموجبه الشكل. ولكي يحظى الطفل الأعسر بالوضعية الفضلى ويستطيع رؤية خطّ القصّ باستمرار، يجب أن يبدأ بقصّ الشكل من الجانب الأيسر الأسفل، ويتقدّم صعوداً على طول الجانب الأيسر ويدور باتّجاه عقارب الساعة. وهذا يَفرض عليك أن تقلب الشكل وليس المقصّ. أمّا إذا كان الطفل يستعمل مقصّاً خاصاً بالأشخاص اليُمن أو مقصّاً خاصاً بالأشخاص الضبط فقد يبدأ القصّ بعكس اتّجاه عقارب الساعة ويثني الورقة، محاولاً رؤية ما يوجد فوق النصل الذي يغطّي خطّ القصّ. اشرح للطفل أنّه لا داعي لقيامه بذلك لو استعمل مقصّه المخصّص للعُسر. للحصول على كافّة التفاصيل بخصوص المقصّات وإستعمالها بالطريقة الصحيحة.
- إرتداء الثياب:
* سوف تلاحظ أنّ الطفل الأعسر يرفع قدمه اليمنى أوّلاً خلال إرتداء السروال أو انتعال الحذاء أو لبس الجوارب (لكي يستطيع موازنة جسمه على قدمه اليسرى). لذا ابدأ أوّلاً بإدخال ساقه اليُمنى في البنطال ثمّ البسه الجارب الأيمن وفردة الحذاء الأيمن وأنت تساعده على إرتداء ملابسه.
* اختر له قطع الثياب التي تحتوي على جيوب في الجانبين، فالتنانير أو السراويل ذات الجيب الواحد يُرَجَّح أن تكون جيوبها دائماً في الجانب الأيمن.
* إنّ ربط العُقد والأنشوطات يمكن أن يكون معقّداً بالنسبة لطفلك الأعسر اليد إذا كان يحاول دائماً تقليد طريقتك اليُمنى في العقد والربط. لذلك قف قُبالته وعلّمه كيف يربط حذاءه، لأن ما تقوم به بيدك اليُمنى سيكون معكوساً بالنسبة إليه كما الصورة في المرآة وسيسهل عليه اتباعه.
* في قمصان الصبيان وستراتهم، يُزرّر دائماً الجانب الأيسر فوق الأيمن، ويتم العكس في ثياب البنات، ما يسهّل على الأطفال الذكور العُسْر تبكيل الأزرار بعكس البنات العُسر. ويعود سبب هذا التقليد إلى العصر الذي كانت فيه الخادمات هنّ المسؤولات عن تلبيس سيّداتهنّ، لذلك وجب أن تكون المشابك بمتناول المرأة المُلبِّسة لا المرأة المرتدية.
* تقليدياً، تتبع زمّامات السراويل العرف نفسه، ولكن بعض سراويل البنات الحالية مزوّدة بزمامات "يمنى"، كما سراويل الصبيان، ما يعني أنّ حياة البنات العسراوات ليست سهلة دائماً.
المصدر: لورين ميلسوم ترجمة: ميراي مكاري
كتاب الطفل الأعسر (كيف نسهل حياة الأطفال العُسر في عالم أيمن؟)
نشرت فى 6 أغسطس 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,408,046
ساحة النقاش