تعددت مشاكل الحياة وشملت كل الناس فليس هناك شخص تخلو حياته من المشاكل وهي مشاكل متجددة تتجدد مع تعقد الحياة وتعدد صورها هناك مشاكل تربية البناء والمحافظة عليهم من الانحراف وتعاطي المخدرات ومشاكل التعليم والدروس الخصوصية ومشاكل العمل مع الرؤساء والمرؤسين والمرض والعلاج الى آخر هذه القائمة من المشاكل التي تسبب الضغوط والتفاعل مع هذه الضغوط هو الذي ينتج عنه الاضطرابات النفسية الشديدة إذا لم نحسن هذا التفاعل .
وفيما يلي مجموعة من الممارسات التي تعمل كمتنفس لهذه الضغوط :
1- القيام ببعض التدريبات بانتظام :
القيام ببعض التدريبات الرياضية المتاحة لك..واذا لم يكن هناك مجال لذلك فالسير على الأقدام لمدة عشرين دقيقة يساعد على تنشيط الدورة الدموية وإحراق بعض السكر الذي يفيد في كثير من الأحوال ولا سيما مرض السكر . وهذا النوع من النشاط يعتبر متنفسا جيدا لما يشعر به الانسان من شيق .
2- تناول الطعام الصحيح : لا بد للإنسان ليكون قادرا على مقاومة هذه الضغوط من تناول الطعام الصحيح فالطعام الصحيح يعني بالصحة الجيدة وطالما كان الانسان يتمتع بصحة جيدة ففي استطاعته مواجهة الظروف العصبية التي يمر بها فالإنسان المعتل تشغله علته عن أي شيء كما أنه ليست لديه القدرة على ذلك ويكون سريع الانهيار ولا بد أن يتنوع الطعام لتغطية مطالب الجسم .. ولا بد من تناول المواد البروتينية والنشوية والسكرية والمعادن والأملاح لأحداث التوازن
3- الحصول على قدر كاف من النوم : النوم من النعم الكبرى التي حبانا بها الله ولا بد للشخص العادي أن ينام سبع ساعات يوميا وهناك مقولة ان النوم في المساء افضل من النوم أثناء النهار . ولكن إذا لم يكن النوم بالليل متاحا كما هو الحال مع بعض العاملين الذين يقتضي عملهم السهر بالليل فلا مناص من النوم بالنهار بين الليل والنهار . فالنوم يساعد الجسم على استرداد نشاطه كما أن فترة الاسترخاء التي تسبق النوم لها تأثير طيب على التخلص من مضاعفات الضغوط اليومية .
4- عدم تناول المسكرات: نسترشد في هذا المجال بالقرآن الكريم الذي يقول الله فيه "وانما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجز من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" لقد بدأت الآية بكلمة الخمر على أنه أول أنواع الرجز وأمرنا أن نجتنبه فهو يغيب الوعي ويشجع على الفساد وارتكاب الجرائم هذا الى جانب مضاره الصحية على الكبد وخلايا المخ .. ويقوم بعض الناس بتناول الخمر بقصد نسيان الهموم ولكن هذا سلوك خاطئ لأن هذا النسيان مؤقت ويزول تأثير الخمر ثم يعود الإنسان لاسوأ مما كان وقد سميت الخمر بأم الكبائر فشارب الخمر يقتل ويزني بالمحارم ويسرق المقربين وهو لا سيطرة له على تصرفاته فالابتعاد عن تعاطي الخمر نعمة كبرى وقد ثبت من التحقيق في وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد ان السائق كان مخمورا فلم يستطع ان يتحكم في السيارة كما أنه لم يتبين معالم النفق الذي كان يعبره مما تسبب في حدوث هذه الكارثة المروعة .
5- عدم التدخين : لقد تبين للعالم مضار التدخين بكل أنواعه فأول سيجارة يدخنها الإنسان تكون أول خط أسود في رئتيه نتيجة لترسيب النيكوتين والقطران من ورقة السيجارة ومن التبغ نفسه . ويلجأ بعض الناس لاستعمال مرشح في ماسك السيجارة(الفم) أو البايب لتفادي تأثير ورقة السيجارة أو الشيشة أو الجوزة لوجود الماء كمرشح للدخان ولكن المقدار الذي يتسرب أثناء التدخين وبتكرار العملية يكفي لالحاق الأذى بالرئتين فتقل سعتهما وقدرتهما على التمدد في حالة الشهيق لذلك تجد أن المدخن يتعب من صعود السلم أو عند الجري أو القيام بأي مجهود وبمرور الوقت يزداد ترسيب القطران والنيكوتين وتصبح الرئة معرضة للإصابة بالأورام والسرطان فلا بد لسلامة الجسم أن يبتعد الانسان عن التدخين
6- اخذ فترات راحة : أن جميع الآلات والمعدات والأدوات الكهربائية والميكانيكية لا بد لها أن تتوقف عن العمل بعد فترة حتى تبرد أجزاؤها وتستطيع أن تعاود العمل وألا أصابها العطب وقد تحترق . والأنسان مجموعة من الأجهزة ولا بد لها ان تحصل على قدر من الراحة والاستجمام حتى تستطيع أن تعاود نشاطها وتزاوله والنوم وفترات الراحة اليومية بعد عناء العمل ضروري ولذلك لا بد من اخذ راحة من العمل والابتعاد عن مسئولياته وضغوطه فترة من الزمن من أسبوع الى شهر حسب الإمكانيات ولا سيما لو كان ذلك بالسفر الى مكان آخر كالريف (البلد) أو أحد المصايف أو المشاتي حسب وقت الراحة ليستمتع الانسان بجمال الطبيعة ومتعة التحلل من ارتباطات العمل والانطلاق البريء فهي عملية تجديد للنشاط . ومن الملاحظ ان الانسان عندما يعود من فترة الراحة هذه يكون أكثر إقبالا على العمل وأكثر نشاطا فلا بد من الحصول على قسط من الراحة الطويلة إذ ان هناك الراحة اليومية بعد ساعات العمل اليومية والراحة الأسبوعية في نهاية الأسبوع ولكن لا بد من الحصول على راحة طويلة بعض الشيء لتجديد النشاط .
7- كتابة قائمة باهتماماتك :
لا شك أن لكل فرد اهتماماته الخاصة فاهتمامات شخص ما تختلف عن اهتمامات شخص آخر ووجود الاهتمامات لدى الشخص تعني انه يهتم بالحياة وبالاستمتاع بهذه الاهتمامات والبقاء عليها وكتابتها يضمن عدم نسيانها أو أهمالها لأنها تشكل نوعا من النشاط الذي يجعل للحياة معنى وقيمة .
8- وضع أولويات للقيم :
القيم هي المعايير للحياة السليمة وهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر. فالحق والصدق وحب الوطن وتأدية الواجب والوفاء والالتزامات الأسرية والاجتماعية كلها قيم والقيم لا توجد ألا في مجتمع .. فالمجتمع هو الذي يفرض هذه القيم ويحددها ولا بد للشخص أن يضع أولويات للقيم التي يتقبلها المجتمع الذي يعيش فيه والتي يقبلها هو فإذا وجد الشخص في موقف يجب فيه ان يختار بين قيمتين يكون هو قد حدد مواقع هذه القيم فيستطيع بسرعة أن يحدد أي القيمتين يختار من واقع الأولويات التي سبق له ان حددها ويكون تصرفه حاسما ولا يحتاج للتفكير في الاختيار أو التردد.
9- القيام بعملية تقييم لعلاقاتك والتزاماتك : لكل فرد بحكم وضعه الاجتماعي علاقات متعددة والتزامات كثيرة فهناك العلاقات الأسرية وتشعبها والعلاقات مع الأصدقاء والزملاء في العمل والجيران كما ان هناك التزامات تستوجبها هذه العلاقات . ولا بد للأنسان أن يعرف ماله وما عليه حتى يؤدي ما عليه من واجبات تستوجبها هذه العلاقات حتى لا يتهم بالتقصير فيحق من يحب عليه مجاملتهم فهذه المجاملات هي التي تبقي على هذه العلاقات فهناك حالات زواج بين الأقارب والأصدقاء وهناك حالات وفاة وأعياد ميلاد وسفر وعودة من سفر وهكذا وعلى الانسان ان يعرف هل قام بما يجب عليه نحو هؤلاء الأشخاص الذين تربطه بهم علاقات ودية أو أنه نسى إحدى المناسبات. أن هذه المجاملات تزيد من الروابط على شتى مستوياتها وتجعل الانسان محل تقدير من الناس الذين سوف يردون على مجاملاته لهمم بمثلها وهكذا تظل الروابط والعلاقات الطيبة قائمة مما يساعد على قيام مجتمع يتسم بالصحة النفسية .
10- التخطيط لحياتك ولشئونك المالية :
لقد أصبح التخطيط سمة من سمات الدول المتحضرة بل كل الدول فهي تخطط لمستقبلها لفترات قادمة اصطلح على تحديد عدد سنواتها بخمس سنوات فترسم الدول مشاريعها وتخطط لها لخمس سنوات قادمة وهي تخطط لمستقبلها بناء على حاضرها واحتمالات تطوره واحتياجاته حتى لا تفاجأ بمواقف تربكها أو تعطل مسيرتها . وكذلك المجتمعات تضع الخطط لمستقبلها واحتمالات نموها وتطورها فاولى بالفرد الذي هو عضو في جماعة هي الأسرة في أبسط مظاهرها .
11- أن يخط لحياته ومستقبله واضعا نصب عينيه احتمالات المستقبل .
فإذا كان شابا أعزب فلا بد من أنه سيتزوج وإذا كان متزوجا فانه في أغلب ألاحيان سيرزق بأطفال وإذا كان عنده أطفال بالفعل فلا بد من التخطيط لإدخالهم للمدارس وما يتبعه ذلك من مسئوليات اجتماعية ومادية على ضوء الدخل المنتظر فيضغط المصروفات أن لزم الأمر أو يلغي بعض البنود ويزيد من ميزانية البنود الأخرى فلا يترك نفسه للظروف تلعب به كيف تشاء بل يعد لكل موقف عدته فتستقر حياته ويسعد بالصحة النفسية وذلك عملا بقول الشاعر قدر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقا عن غرة زلقا .
12- تحدث عن مشاكلك : أن الحياة لا تخلو من المشاكل فالإنسان بحكم تعامله مع الآخرين واحتكاكه بهم لا بد أن تواجهه بعض المشاكل في محيط الأسرة والعمل والصداقات والحياة بصفة عامة. وكما أن( حلة الضغط ) التي تستعمل في طهي الطعام لها صمام أمان يخرج منه البخار أنا زاد ضغطه داخل الحلة عن قدر معين حتى لا تنفجر فكذلك الانسان يعتبر حديثه مع الآخرين عن مشاكله هو صمام الأمان الذي ينفس به عن نفسه وعما يختزنه داخله من القلق والتوتر والمشاكل وألا وقع فريسة للمرض النفسي وهو معادل للانفجار الذي يحدث في (حلة الضغط) إذا لم يكن بها صمام الأمان . ففي حديث الانسان لمن يثق بهم من أهله وأصدقائه فيه متنفس عما يجول بصدره من الصديق والاضطراب ن وأقرب الناس الى الشخص المتزوج زوجته فهي التي تخفف عنه وتواسيه وهي صمام الأمن وهذه هي القاعدة .. ولكن لها استثناءات والقرآن الكريم يقول ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا أليها وجعل بينكم مودة ورحمة - صدق الله العظيم . فالزوجة الصالحة هي خير صمام أمان لزوجها وخير من يستمع اليه
ساحة النقاش