رسالة نيويورك :
"يارجال العالم اتحدوا" هو شعار الحملة التي أطلقها بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لحث رجال العالم علي وقف العنف ضد المرأة مؤكدا أن هناك حقيقة عالمية واحدة تتفق حولها جميع البلدان والثقافات والمجتمعات وهي أن العنف ضد المرأة لا يمكن علي الإطلاق القبول به أو التماس العذر له أو التهاون بشأنه.
وجاء إطلاق الحملة متزامنا مع اليوم العالمي العاشر للقضاء علي العنف ضد النساء. وقد تشكلت في إطار الحملة شبكة من أشهر قادة الرأي العالميين من الرجال للمناداة بوقف العنف ضد النساء ويأتي علي رأس القائمة أسماء مثل : الأديب البرازيلي باولو كويلو ورئيس وزراء أسبانيا رودريجز ساباتيرو ووزير الخارجية الإيطالي فرانكو فاتيني والقس ديموند تيتو الحائز علي جائزة نوبل للسلام وغيرهم من رجال الفكر والسياسة والناشطين الاجتماعيين في العالم. وتكشف آشا روز مجيرو نائبة الأمين العام عن انضمام المزيد من القادة في أنحاء العالم إلي هذه الشبكة إيمانا بأن أي إساءة إلي أي امرأة هي أمر لا مجال لالتماس العذر له. وتأتي تلك الخطوة عقب قيام صندوق الأمم المتحدة لتنمية وضع النساء (يونفيم) بإطلاق حملة توعية عالمية لوقف العنف الذي تعاني منه النساء حيث تشير البيانات الدولية إلي أن حوالي 70 في المائة من النساء يتعرضن في حياتهن مرة علي الأقل للعنف الجسدي والجنسي من جانب الرجال الغرباء أوالمقربين. وتوضح الإحصائيات إلي أنه ما بين 40و70% من حوادث قتل النساء في أستراليا وكندا وإسرائيل وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة تمت علي يد الزوج أو الرفيق وتشير دراسات أخري إلي أن نحو 5.8 بليون دولار يتم إنفاقها في أمريكا وحدها لعلاج حالات العنف المنزلي ضد النساء بينما يؤكد الباحثون في تايلاند أن العنف الأسري أحد الأسباب الرئيسية المؤدية لوفاة الفتيات ما بين سن 15 و24 عاما.
وستستمر الحملة التي اتخذت شعارا لها "قولوا لا واتحدوا ضد العنف الذي تعاني منه النساء" عدة سنوات تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة الذي يسعي للقيام
بـ100 ألف نشاط بهدف إنهاء العنف ضد النساء بحلول مارس 2010 ومليون نشاط خلال سنة من أجل الوصول إلي طلاب المدارس والمتطوعين المحليين للدعوة لتبني تشريعات أو تلقي منح وتمويل للبرامج التي تحمي النساء والفتيات من العنف. وقد أعلنت واحدة من كبري شركات صناعة الساعات عن تقديم منحة لأول 50 ألف نشاط عقب اتفاقية تعاون تم التوصل إليها مع نيكول كيدمان سفيرة النوايا الحسنة لصندوق تطوير وضع النساء.
وتدعو حملة "اتحدوا" الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والشباب والقطاع الخاص ووسائط الإعلام ومنظومة الأمم المتحدة برمتها إلي التضافر في التصدي للظاهرة ووقف العنف ضد المرأة والفتاة. وبصفة عامة ترمي الحملة إلي تحقيق الأهداف الخمسة التالية في جميع البلدان بحلول عام 2015 :
- تشريع وتنفيذ قوانين وطنية للتصدي لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة، والمعاقبة عليها كما في كولومبيا وسيراليون وفيتنام وزيمبابوي وغيرها.
- اعتماد وتنفيذ خطط عمل وطنية وتقديم المنح كما في جامايكا ونيجيريا لتشجيع ثقافة اللاعنف وعدم التمييز ووقف عمليات الاتجار بالبشر التي يبلغ ضحاياها سنويا 800 ألف شخص تشكل النساء نسبة 80% من بينهم.
- تعزيز جميع البيانات عن انتشار العنف ضد المرأة والفتاة في عدة دول من بينها أفغانستان والجزائر وكوت ديفوار والمكسيك والمغرب والسنغال وفنزويلا. كما ستتم رعاية دراسات استقصائية عن العنف ضد المرأة في جنوب أفريقيا وتنزانيا وكينيا والكاميرون وبابوا غينيا الجديدة بهدف المساعدة في وضع السياسات والتطبيق.
- زيادة الوعي العام والتعبئة الاجتماعية عبر حملات مثل : قولوا لا للعنف ضد المرأة ويقوم البرنامج بحصر وإبراز وتيسير جهود الدعوة المحلية والوطنية الرامية لإنهاء العنف ضد المرأة والفتاة التي يقوم بها الأفراد والحكومات والمجتمع المدني وشركاء الأمم المتحدة.
- التصدي للعنف الجنسي في أثناء الصراعات كما حدث في رواندا وكذلك البوسنة خلال عقد التسعينيات حيث تعرضت ما بين 200 و400 ألف امرأة بوسنية للاغتصاب. وقد شهد شهر سبتمبر الماضي اصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 1888 الذي يطالب جميع الأطراف في النزاع المسلح باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال من جميع أشكال العنف الجنسي بالإضافة إلي التحركات الفعلية في محافظات كيفو الشرقية بجمهورية الكونغو الديمقراطية ودارفور بشرق السودان وإطلاق حملات أوقفوا الاغتصاب الآن ومبادرة أعلن غضبك.
وهكذا تتواصل جهود الأمم المتحدة في رعاية النساء عبر خطط بعضها نظري والآخر عملي تهدف جميعها للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة التي ترتبط في جزء كبير من استمرارها بمثلث الفقر والجهل والعنف الذي عانت منه شعوب العالم النامي لعقود مضت وستظل