إذا أردت أن تكون أباً ناجحاً، اجعل جهدك منصبا في بوتقة واحدة هي إيجاد رؤية مشتركة في التوجيه والتربية والدعم.

ومن الضروري أن يتسم المربي بسعة الأفق والعقلانية، ولن يتحقق ذلك إلا بمنح الأبناء الاستقلال والحرية منذ طفولتهم بصورة معتدلة، فالحرية المطلقة توقعهم في حيرة وتخبط، لفقدان العون والسند الدائم المتمثل في الآباء والمربين.

وتشير دراسة "التميز في النفسيات" التي أعدها الباحث الاجتماعي أكرم عثمان إلى أن "بث الثقة في الأفراد كي يصبحوا أكثر ابتكارا وإيجابية من خلال إعطائهم المزيد من الحرية ليس ضربا من ضروب التفاؤل والثقة الزائدة بكمال العنصر البشري، بل إيمانا بأن الأخطاء البشرية يمكن تخطيها والتغلب عليها عندما يعمل الجميع متعاونين في جو من الثقة والحرية والاحترام المتبادل

وهنالك مجموعة من القواعد التي تجعل من الأب والدا مثاليا عندما يتعامل مع أبنائه، منها:

• تقديم القدوة الحسنة:

يحتاج الإنسان في حياته إلى نموذج تطبيقي حي يتبعه، فالقدوة الحسنة أمر مهم يتصور الفرد من خلاله الخلق المحبب والسلوك المرغوب ويتمثل بهما في حياته.

ولا يقتنع الأبناء في اقتباسهم الخلق وانتهاجهم السلوك بالظاهر فحسب، بل يتعدون ذلك إلى مستويات أعمق بكثير مما يظن الآباء، فالأب يعيش في بيته على طبيعته بغير تكلف وهو الأمر الذي يجعله يتصرف على حقيقته والأبناء يلحظون الصغير الدقيق من السلوك والأخلاق كما يلحظون كبيرها وتؤثر فيهم تصرفات البالغين بشدة؛ لذا من المهم جدا أن تكون علاقة الآباء بالأبناء علاقة مودة ورحمة وعطف وحب وذلك من خلال التحلي بالأخلاق العالية والعمل على ملاطفة الأبناء والرأفة بهم وإشعارهم بأهميتهم في حياة الوالدين فإعطاء الطفل الكم الكافي من الحنان والحب والعطف والمودة والتفاهم يجعل منه شخصا مستقلا جريئا ذا تقدير واحترام وكرامة إذا كانت شخصيته كذلك فسوف ينعم الأهل بابن يحترمهم ويودهم ويحبهم ويكون أحن الناس عليهم.

• الحرية المعقولة:

إن الحرية التي تكون ضمن ضوابط معينة توفر فرصا للاستكشاف واكتساب الخبرات الضرورية لبناء شخصية مستقلة للفرد، ولعل التغيرات التي تطرأ على المراهق سواء كانت جسدية أو فسيولوجية أو نفسية، تدفع به نحو الاعتداد بالنفس، وطلب الحرية والاستقلالية، فليس مستغربا أن نجد الأبناء يتمردون على السلطة الأبوية، إذا قيدت حريتهم وهمشت شخصيتهم، ومن الأهمية بمكان الابتعاد عن سياسة "العقاب والثواب"، لأن ذلك يشير إلى ثقة منخفضة ومحدودة داخل البيئة التي تمارس فيها تلك السياسة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سلب حريات الآخرين، وإهمال شخصيتهم ودورهم في البناء والعطاء.

ومن الجدير بالذكر أن الانسجام لن يتحقق بيننا وبين أولادنا إلا إذا تعاملنا معهم كأفراد مستقلين ذوي كيانات منفصلة، فالبعض يخطئ في محاولته استدراج أبنائه في بوتقته الخاصة كي يجعلهم نسخة منه، عندها لن ينال منهم إلا التمرد والعصيان وسوء المعاملة وعلى ولي الأمر أن يتقبل ميل المراهق للتفرد ويحرص على ألا يتدخل في صداقاته إلا بالقدر الذي يحفظه من قرناء السوء.

من جانب آخر قد يلجأ البعض إلى منع أبنائه وتقييد حريتهم في اختيار أصدقائهم، متناسين دور الرفقة وأهميتها في حياتهم، وذلك يصطدم مع طبع الإنسان ويحرمه من حاجة نفسية مهمة.

• إبداء الاهتمام:

من المهم جدا أن يبادر الأب بالسؤال عن أحوال ابنه يوميا فذلك يشعر الابن بأنه مهم وأن أموره ونجاحاته وحتى مشاكله مهمة لأبيه فتنشأ هنا علاقة مودة واحترام وثقة بين الأب والابن الذي يجد المكان والطريق الصحيح للتوجيه والإرشاد ويعتاد على أخذ رأي والده - حتى وإن كان في بداية الأمر- بكل صغيرة وكبيرة.

• الحوار:

لو عمد الأب إلى التحادث اليومي مع أبنائه ولو لفترة قصيرة، يفرض بذلك سلوكا يجمع أفراد الأسرة الكاملة على التفاهم ولا شك أن للحوار الدور الكبير في إشعار الأبناء بالراحة والأهمية وكذلك في حثهم على مصارحة الأهل في أمورهم والعودة للأخذ برأيهم فيما يتعلق باتخاذ قرارات في أمور تخصهم .

• الإرشاد والملاحظة:

من المهم جدا أن يحاول الآباء إرشاد الأبناء لما هو صالح وخير لهم شرط أن لا يسارعوا إلى الانتقاد الفوري للأبناء دون التطرق للأفعال والتصرفات الايجابية التي يقومون بها ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند ملاحظة الأبناء أن لا تكون مراقبة دائمة تشعرهم بأنهم تحت المجهر وإنما تكون بمثابة ملاحظة لها أهميتها ببناء العلاقات والود بين الآباء والأبناء

 

المصدر: مكتوب

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,397,147