دعونا نحدد العوامل الأساسية التي تنتج لنا أفرادا ذوي هوس بالنكد أو شديدي الحساسية..هل هي عوامل وراثية أو التغيرات الفسيلوجيه خلال مراحل العمر؟ أم موروثات المجتمع؟ أم التربية؟ أم شكل العلاقة بين الطرفين؟ ..
لا يوجد جواب محدد لهذه الأسئلة و لكن من المؤكد أنها مزيج من جميع ما سبق … ولكن هناك عوامل منها تعد أساسية و أخرى مهيأة. فالعوامل الوراثية مثل سرعة الغضب و التغيرات الفسيلوجيه “مثل اضطراب الهرمونات” التي تسبب سرعة الانفعال و أنواع معينة من الكآبة تعد عاملا مهيئا “و لكن ليس أساسيا” في زرع بذرة صفات معينة و تهيئتها للنضوج في حال توافر العوامل الأخرى ..
العوامل الأساسية للوصول إلى حالة “النكديه ” لا تخرج عن طريقة التربية و موروثات المجتمع ثم طريقة اختيار و بناء العلاقة و التعامل خلالها بين الطرفين . و لنبدأ بها الواحدة تلو الأخرى.
طريقة التربية ..
لن نخوض في جميع تفاصيلها و لكن سنشير بأصابع الاتهام إلى عنصرين أساسين:
النقد المستمر منذ الصغر, فهو عامل أساسي في أضعاف ثقة الطفل في نفسه و يساهم في قتل روح النقاش و يقود إلى عالم من السرية و السكوت و الانغلاق و بناء بذرة الحساسية الزائدة, و هو ما نلاحظه في كثير من هذا الجيل “أبكم في البيت و ثرثار ضاحك مع أصحابه”. أما حواء الصغيرة فلا ترى أمامها إلا مثالا واحد برؤية والدتها تمارس مهاراتها في كيفية الحفاظ على الأب بكثرة السؤال و النقد و ما قيل و قال.
الانغلاق الاجتماعي كأساس للتربية, و هو العدو الذي نجهلة, فطريقة التربية التي تعتمد على الانغلاق الاجتماعي “الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح, يترك كلا من ادم الصغير و حواء الصغيرة بلا تجارب, غير قادرين على الحديث و النقاش , مترددين, يرون العالم بمنظور واحد .. “منظور النكديه والحساس” .. ربما من المجتمع. ندعهم يخطئون قليلا و يذوقون قطرات من تجارب الحياة المرة ليكونوا جاهزين لها.
موروثات المجتمع ..
ماهي موروثات المجتمع؟ هي العادات و اتقالبد التي نستقيها من الوالدين و من المحيط الذي نعيش فيه .. و كمثال عليه وجدت دراسة أن الرجال “ادم” لديهم معتقدات سبع خاطئة عن حواء , فهل خطر على بالك عزيزتي حواء ما هي هذه المعتقدات ؟ هي:
الوهم الأول:
النساء لا يشعرن بالرضا أبداً .. “ما يملى عينك إلا التراب” “مقبرة ما ترد ميت” .. و تعمل النكديه بلا كلل في ترسية هذا الوهم بكثرة النق و عدم الرضا عن جميع أفعال أدم.
الوهم الثاني :
يحتجن إلى انتباه ورعاية دائمين .. “روح مع أمك و لا تخليها لوحدها” سبحان الله ! طفل ذو سبع سنوات يرعى أما ذات ثلاثين سنة, و ربما يقول البعض أن السبب هو حتى لا يؤذيها أحد و يكون لها سترا.. فحسنا .. و لكن هل يفهم أدم الصغير أم هذا هو السبب؟ أم يفهم أنها لا تستطيع أن تعتني بنفسها؟ ..
الوهم الثالث:
متسلطات يردن السيطرة على الرجال .. “تحبي تمشي بدري اليوم؟ خايف منها؟ ذبحت لة قطة أول يوم؟” .. ربما من الفضل أن يوضع قائل هذه الكلمات مع قط في كيس واحد لمعرفة النتيجة!.
الوهم الرابع:
غيورات ومتسلطات .. “لا تعلمها راتبك كم؟” .. بتورثك و تصرفه على قبرك!
الوهم الخامس: عاطفيات دائما في القرارات .. “أحد يمسك أموره مره؟ – مرأه”؟
الوهم السادس: اللواتي يبدين قويات ومؤهلات لسن بحاجة إلى رجل يعتني بهن ( لا حاجة للهدايا، والكلام اللطيف ) ..
الوهم السابع :
يسرقن حرية الرجال .. “الله يعيد أيام العزوبية ! مأحلاها الحرية” .. ..
بناء العلاقة بين الطرفين .. يكفينا أن نقول ما بني على خطأ فهو خطأ .. فالمعايير الأساسية مثل الأخلاق و المباديء .. التوافق الفكري و التعليمي .. الهوايات المشتركة. .. الراحة النفسية.. درجة الانفتاح الاجتماعي أصبحت لا تؤخذ بشكل جدي على الرغم من أهميتها. أصبحت تطغى الأمور المادية و الحسب و النسب على اختياراتنا ”.
التعامل بين الطرفين من خلال العلاقة و هي القنبلة الموقوتة .. فلا يعلم الطرفان حقوقهما من البداية و لا يجيد الطرفان مبادئ العلاقة السوية وعدم رغبتهما بالمحاولة أو التعلم بعد الزواج و عدم أيمانهما بنجاح ذلك, إضافة إلى شعورهما بالأكتفاء بعد تحقيق أهدافهما بعقد القران كأنما انتهت الحياة.
كخاتمة, قليل من الناس ما يعطي التطوير الذاتي حقه من الوقت والجهد, و الذي قد يكون مفتاح الحل و لو في مراحل متأخرة من العلاقة, و هذه بعض الأفكار السريعة و هي من أجمل ما كتبت بهذا الخصوص:
الشعور بالاستقلال:
هل تعلمي حواء إن الشعور بالاستقلال يشعر ادم بحريته. لذلك يجب أن تعطي شريكك في الحياة هذا القدر من الحرية واحترام احتياجه إلي الشعور بالخصوصية في بعض الأوقات.
التحكم:
هل تعلم عزيزي ادم أن مفهوم الحياة الزوجية هو مشاركة بين شخصين متساوين في الحقوق، بدلاً من محاولة الإصرار علي بناء علاقة يسودها محاولة التحكم وفرض السيطرة أو محاولة لتغيير شخصية الطرف الآخر للاعتقاد بأنها سوف تتناسب أكثر مع شخصيتك أو بكلمة أخرى نسخة منك تفقدها هويتها.
مهارات الاتصال:
تعلم الاستمتاع بقضاء وقت كافٍ مع شريكك في الحياة . تعلم كيف تدرك وتشعر بمشاعره و أحاسيسه. كن علي استعداد للتكيف معه وممارسة الألفاظ والمشاعر الجميلة وتغيير الجوانب السلبية في شخصيتك مثلما يحاول الطرف الآخر.
الشعور بالمسؤولية:
يجب القيام بمناقشة المسؤوليات المشتركة بينكم لبناء مشاركة حقيقية والمبادرة بتقديم الجانب الخاص بك أولاً.
الحوار:
بناء الحوار مع الطرف الآخر من أهم سمات نجاح العلاقة. استخدم ألفاظ جذابة ورقيقة في التعامل مع الطرف الآخر، صف له مشاعرك وطموحك وأحاسيسك واحتياجك لمشاركته لك في هذه الأحلام وتشجيعه للقيام بنفس الشيء معك. البحث عن المواضيع ذات الاهتمام المشترك بينكم.
السيطرة علي الخلافات:
تعلم كيف تتفهم وتتعامل مع إمكانية حدوث خلاف بينك وبين الطرف الآخر وذلك لمنع تحول الاختلاف في وجهات النظر إلي شجار فإدخال روح الدعابة في الحوار وأخذ فرصة للهدوء صحي في هذا النوع من الخلافات..
الجاذبية:
ساعد شريكك في الشعور بأهميته في حياتك، ثقته بنفسه وبشكله العام وكيف تراه جميلاً في نظرك. استخدم كلمات تعبر بها عن إعجابك بمظهره وشكله ومدي جاذبيته بالنسبة لك.
العاطفة: أظهر عاطفتك وشعورك تجاه شريكك و لا تعتقد أن هذا ضعف منك، وذلك ببقائك منتبه معه، ومراعٍ ومتفهم لمشاعره. .يحب أن يظهر هذا الاهتمام من خلال المشاعر، العاطفة والإحساس..
الرومانسية:
يجب أن يشعر شريكك دائماً بحبك له عن طريق الإحساس والكلام معاَ. قل له أنك تحبه. تذكروا واحتفلوا معاَ بالمناسبات الجميلة والخاصة بينكم مثل أعياد الزواج.
حسنا .. هل نضمن بعد ذلك كله أختفاء ظاهرة “النكديه” ؟ ربما لا.. ولكن يقينا ستتضائل بشكل ملحوظ متى ما أصبح الطرفان أكثر وعيا بما يواجهان
ساحة النقاش