تغلّبي على عادات طفلك المزعجة
النقّ، البكاء، الضرب، العضّ، ومصّ الإصبع، رفض تناول الطعام أو الذهاب إلى النوم، إلى ما هنالك من عادات وتصرفات مزعجة، ربّما تُذكّرك، عزيزتي، بأحد ما، هل سَبَق لك أن واجهت هذا النوع من السلوك، من دون أن تنجحي في السيطرة عليه؟
يشتهر البعض من أطفالنا، بمواقفهم وتصرفاتهم وحركاتهم التي "تُفقدنا أعصابنا"، في حين يبدو أنهم يستمتعون برؤيتنا ونحن نستشيط غضباً وغيظاً. هناك مَن يخضع لهم فيحقق لهم مطالبهم، وهناك مَن يصبر ويصبر حتى ينفذ الصبر فيخضع لمطالبهم. قلّة قليلة من الأهل تنجح في "ترويض" أولئك، من خلال اتِّباعها تكتيكات تربوية أثبتت فاعليتها في هذا المجال.
- النقّ والبكاء:
تنصح خبيرة التربية "بينيلوب ليش" الأهل بالتحلِّي بالصبر وإلتزام الهدوء في اللحظة التي يُصاب فيها الطفل بنوبة من النقّ والبكاء والصُّراخ، حتى لو حصل ذلك في "السوبرماركت" أو وسط الزحمة. وتُشدِّد بينيلوب على ضرورة عدم تراجُع الأهل عن موقفهم أمام مطلب صغيرهم، إذ يجب أن يعي الطفل أنّ هذا التصرُّف المزعج لن يُغيِّر شيئاً، وأنّه لن يتمكّن من تحقيق مطلبه من خلال الصراخ والبكاء. في الإجمال، يلجأ الطفل إلى أسلوب النقّ والصراخ والتململ، عندما يكون مصاباً بالإحباط أو بإنزعاج ما. من هنا وَجَب أوّلاً تبديد مصدر الإزعاج والتأكُّد من أن لا شيء يُضايق الطفل. أمّا إذا أصرَّ على موقفه، فقد وَجَب إفهامه أنّ سلوكه هذا لن يُجديه نفعاً.
- الضرب والعضّ:
هل يُعقَل أن يقدم صاحب هذا الوجه الملائكي الصغير، على عضّ رفاقه أو ضربهم لمجرد أنه يرغب في الحصول على لعبة ما؟ تشير بيني هايمس، إختصاصية في علم نفس الأطفال، إلى أنّ الطفل بين عمر السنتين والثلاث سنوات، يمر بمرحلة عدائية، يظهر فيها كل تصرفاته المؤذية، فيبدو كأنّه أخفى وجهه الملائكي وراء قناع شرِّير.
ما العمل عندما يبدأ طفلك في ضرب رفيقه أو شقيقه على أثر إختلافهما حول لعبة ما؟ تنصح بيني أوّلاً بالطلب منهما التوقف عن اللعب مدة دقيقتين أو ثلاث دقائق، يمكن إحتساب دقيقة عن كل سنة من عمر الطفل. يُستحسن أن تدعي طفلك، المعتدي، يجلس على كرسي في المطبخ أو يقف في الزاوية، ولا تترددي في إرجاعه إلى مكانه في حال ترك مكانه قبل إنتهاء الوقت المُحدَّد له، من دون أن تُكلِّميه. استغلِّي هذا الوقت القصير لتهدئة نفسك، ولدى إنتهاء الوقت، اطلبي منه الإعتذار لرفيقه ثمّ سامحيه وانسي الموضوع. في النهاية سوف يفهم طفلك الرسالة ويتوقف، مع مرور الوقت، عن ضرب رفاقه أو عضّهم.
- مصّ الإبهام:
يشكِّل مصّ الإبهام أو أي لعبة، متعة كبيرة للطفل، إلا أنّ هذا التصرف يُعدُّ من العادات السيِّئة والمضرّة التي يجب التخلص منها. لكن، كيف يمكن منعه من مص إبهامه؟
ينصح الخبراء بعدم الضغط على الطفل، ليتخلَّى عن عاداته تلك. في الإجمال، لا يُسهم مصّ الإصبع، بين الفينة والأخرى، تحت عمر الأربع سنوات، في إصابة الطفل بمشكلات صحيّة في الفم. لكن، إذا كان يمارس هذه العادة طيلة الوقت، أو بدأت تؤثر في سلامة نطقه وعلاقاته برفاقه، يصبح من اللازم وضع حد لها. يشير الخبراء إلى ضرورة إبقاء يدي هذا الطفل مشغولتين، إمّا بلعبة أو بكتاب أو بمشروب أو بمأكل، ويشددون على أهمية عدم تذكير الطفل بأنّه طفل، بل السعي إلى مدح تصرفاته ووصفها بكونها تصرفات راشدة، لمساعدته في التخلص من تلك العادة المرتبطة بعمر الطفولة.
- يرفض تناول طعامه:
ربّما أكثر ما يزعجك في تصرفات طفلكِ، رفضه تناول الطعام الذي أمضيت ساعات في تحضيره له. لا داعي للغضب إذا أصر على تناول أصابع البطاطا المقلية، بدلاً من صحن اللازانيا أو يخنة البطاطا. لا تُرغميه على تناول نوع جديد من الطعام، ولكن، إستمري في تقديمه له على فترة زمنية معيّنة، سوف تتفاجئين، بعد مرور أسبوعين مثلاً، بأنّه أصبح جاهزاً لتذوقه. إستخدمي عزيزتي، المرح والتسلية في تحفيز طفلك على تناول الطعام حوّلي تلك الساندويتشات أو قطع الدجاج إلى نجوم ودوائر أو اصنعي لوحة ملونة من الطماطم والخيار واللحوم والبيض. يمكنك أيضاً أن تطلقي أسماء محببة إلى قلب طفلك، على بعض أنواع الطعام، تذكره ببطله المفضل أو بشخصية كرتونية يحبها. وفي النهاية لا تنسي أن تتناولي الطعام ذاته، لأنّه حتماً لن يتناول صحن البروكولي إذا رآك أنت تلتهمين قطعة من فطيرة مُحلاّة.
- وضع الإصبع في الأنف:
يستمتع بعض الأطفال بوضع أصابعهم في فتحة المنخار، وإستكشاف ما في داخله. لكن، نهرهم بقوّة، أو تأنيبهم، لن يؤدي إلا إلى تعنّتهم أكثر بهذه العادة، لمجرد أنهم شعروا بأنّها تُثير غضب الأهل. بدلاً من ذلك، ينصح خبراء التربية بالإقتراح عليهم فعل أي شيء آخر، مثل تركيب قطع "البازل" أو "اللوغو"، بهدف شغل أياديهم بأمر آخر. من جهة أخرى، وجب على الأهل الإنتباه إلى أن حكّ الأنف بإستمرار يمكن أن يشير إلى معاناة الطفل من الحسّاسية التي تزيد من الإفرازات المخاطية، ما يؤدي إلى إحتقان الجيوب الأنفية.
- مشاحنات وقت النوم:
حان موعد النوم، أي وقت المعركة اليومية لوضع طفلك في سريره. لماذا يرفض الطفل الإيواء إلى فراشه ليلاً، في الوقت الذي يتمنّى فيه الأهل لحظة من الراحة والإسترخاء؟ الجواب بسيط، انظري إلى المسألة من وجهة نظر طفلك: النوم يعني، حان الوقت للتوقف عن اللعب، حان الوقت للإبتعاد عنك 10 أو 12 ساعة، حان وقت البقاء في الظلام المثير للرعب. إذن ربّما يكون طفلك مُحقّاً في رفضه الذهاب إلى الفراش بسرعة، من هنا ضرورة تحضيره وتعويده على هذا الروتين اليومي وإفهامه بأنّ النوم ضروري له، إذ يساعده على الإسترخاء بعد يوم مرهق، وفي شحن طاقته ليتمكن في اليوم التالي من اللعب مع رفاقه والقيام بأنشطته المفضلة. حاولي مثلاً، شراء منبّه وضبطه قبل عشر دقائق من موعد البدء في روتين الإستعداد للنوم. بهذه الطريقة سوف تُحضِّرين طفلك نفسياً لتلك المرحلة الجديدة، وتعلمينه أنه حان الوقت ليتوقف عن اللعب. يمكن أيضاً صنع "رزنامة" النوم لتشجيعه على النوم بمفرده. إرسمي خانات بعدد أيام الأسبوع، ضعي صورة وجه ضاحك في خانة اليوم الذي ينام فيه بمفرده ومن دون أي مشكلات، فإذا جمع أربعة وجوه ضاحكة في خلال الأسبوع، يحق له الحصول على هدية من إختيارك. أما إذا جمع سبعة وجوه ضاحكة فيحصل عندها على الهدية التي يختارها هو
المصدر: كارمن العسيلي
نشرت فى 1 مايو 2011
بواسطة alenshasy
هدى علي الانشاصي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
10,408,324
ساحة النقاش