تعلموا الحقوق لتؤدوها

إن الظلم يقع بين الناس نتيجه عدم أداء البعض لحقوق البعض الأخر.  الذين لا يؤدون حقوق الناس هم الظالمين ومن لم تصلهم حقوقهم هم المظلومين. 

لقد تفشى الظلم وأكتظت المحاكم بالقضايا بين الناس حتى أن محاكم مصر تنظر أكثر من ثلاثين مليون قضيه.  لم هذا؟

عندما أستخلف المسلمون أبي بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب قاضي على المدينه.  تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاء المدينه المنوره لمدة عام كامل لم تأته خلالها قضيه واحده فذهب الى أبي بكر الصديق وأخبره أن المسلمين في المدينه لا يحتاجون الى قاضي ذلك أن كل أنسان يعرف حقوق الأخرين ويؤديها لهم.

إن السبب وراء كل هذه القضايا والمظالم في المحاكم هو واحد من أثنين لا ثالث لهما:

1- الجهل بحقوق الأخرين.

2- منع حقوق الأخرين أو أكلها نتيجه عدم خشيه الله تعالى.

إعتقد أنه من الأيسر أصلاح السبب الأول بتعليم الناس حقوق الأخرين والواجبات التي عليهم.  لكن وضع خشية الله في قلوبهم أصعب بكثير.

إن لكل الناس حقوقا وعليهم واجبات في كل علاقه بين البشربعضهم ببعض.  للزوج حقوق وللزوجه حقوق في العلاقه الزوجيه.  إذا أدى كل طرف حقوق الطرف الأخر اليه لم يكن هناك ظالم ولا مظلوم.  

هكذا الحال في العلاقه بي العامل وصاحب العمل والعلاقه بين البائع والشاري والعلاقه بين الأباء والأمهات وأبنائهم والعلاقه بين الحاكم والمحكوم  الخ.  ليست هذا المقاله مجال سرد كل هذه الحقوق والواجبات لكن من واجب كل مسلم أن يؤدي حقوق الأخرين أليهم ولكي يفعل ذلك فهو يبدأ بمعرفة هذه الحقوق أولا.  إذا ما أدي كل منا حقوق الأخرين أليهم فلن تكون هناك قضايا ولا مظالم ولقام العدل بين الناس بدون محاكم.

أن المجتمع القويم يقوم على العدل والعداله بين الناس.  لكن خيرا من أن يتعامل الناس بالعدل هو أن يتعاملوا بالفضل.  والتعامل بالفضل هو أن يؤدي كل أنسان حقوق الأخرين اليهم بدون أن يسألها بل وما هو أكثر من حقوقهم  وفي نفس الوقت يتغاضى عن ما يمكنه من حقوقه هو لدى الأخرين عن طيب خاطر.  فيعم المجتمع التراحم والتعاطف وقد قال رب العزه تبارك وتعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم".  البقره237