authentication required

هل العلاقات الاجتماعية تؤثر على الصحة والحالة النفسية؟

تستعرض الدكتورة صباح عمار المدرس بكلية التمريض جامعة حلوان، بعض الدراسات الخاصة بتأثير العلاقات الاجتماعية على صحة الإنسان وسعادته، حيث تقول: "ننتظر جميعاً أيام العطل الأسبوعية حيث تمثل للكثير منا لمّ الشمل العائلى والأسرى واللقاء مع الأصدقاء، والقيام بالزيارات الاجتماعية، وهذا ما يشكل فرصة للاطلاع على أحوال الأقارب، وتبادل الأفكار، وربما إبداء المساعدة المعنوية، وهذه هى متعة العلاقات والارتباط بالناس، وهذا ما نصحنا به ديننا الجميل عن طريق صلة الأرحام".
وتواصل: "وفى رأيى أن التواصل الاجتماعى لا يوفر للإنسان المتعة فقط، إذ أنه يؤثر أيضا على المدى الطويل على الصحة، بوسائل قوية تتساوى تماماً مع القسط الوافر من النوم، والتغذية الجيدة، وعدم التدخين".
وقد أظهرت أكثر من عشر دراسات أجريت بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات طيبة سواء كانت عائلية، أو مع الأصدقاء، أو مع الجيران، يتمتعون أكثر بالسعادة، ويعانون بشكل أقل من المشكلات الصحية، ويعيشون لأعمار أطول.
لكن ومن الناحية الأخرى فإن انعدام العلاقات الاجتماعية يرتبط بظهور الكآبة، وتدهور القدرات العقلية مع تقدم العمر، إضافة إلى ازدياد الوفيات، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن انعدام العلاقات القوية زاد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50 فى المائة، وهو تأثير على الوفيات يقترب بشكل ما من الوفيات الناجمة عن تدخين 15 سيجارة فى اليوم، ويزيد على تأثير السمنة والخمول البدنى.
والسؤال المهم هنا هو: ما الذى يجعل العلاقات الاجتماعية، صحية؟
يحاول بعض العلماء دراسة العوامل النفسية والسلوكية التى تؤدى إلى تحقيق الفوائد نتيجة إقامة العلاقات مع الآخرين، وقد وجدوا أن العلاقات تساعد على تخفيف المستويات الضارة من التوتر، التى تهدد الشرايين التاجية بالأضرار، ويهدد وظيفة الأمعاء، وتنظيم الأنسولين، وجهاز المناعة.
كما تعرّف الباحثون على مجموعة من الأنشطة التى يمكن اعتبارها عوامل دعم اجتماعى، مثل عروض المساعدة أو النصائح، أو تعبيرات المودة والتعاطف، وتشير الأدلة إلى أن تأثيرات عوامل الدعم الاجتماعى تعزز حياة الإنسان التى يتلقاها، و تشمل أيضا الشخص الذى يعرض تقديمها.
وهذه كلها أخبار مشجعة لأن العطف والحنان على الآخرين يمكن أن يتحول إلى إحدى الاستراتيجيات الصحية السهلة والمتاحة، فهى غير غالية الثمن، ولا تتطلب وجود أجهزة خاصة، أو نظام خاص، كما يمكن تقديمها بطرق مختلفة.
وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية فان العنصر المهم هو نوعيتها، فقد تبين أن النساء فى أواسط العمر اللواتى كن يعشن حياة راضية مع أزواجهن، قل لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالنساء اللاتى يعشن غير راضيات فى حياتهن الزوجية.
وربطت دراسات أخرى بين العلاقات السيئة والسلبية لشخص وأحد أفراد عائلته أو أصدقائه، وبين صحته السيئة، وقد وجد أحد الأبحاث المثيرة علامات على تدهور المناعة لدى الزوجات خلال فترات المنازعات والمشاكل الزوجية.
وهكذا فإن وجود شبكة من العلاقات المهمة، قد يؤدى إلى تحقيق فرق كبير، وقد استنتجت دراسة سويدية كبيرة أجريت على أشخاص من عمر 75 سنة فأكثر، إن خطر الإصابة بالعته يكون أقل لدى الأشخاص الذين تكون لديهم علاقات طيبة مع الأصدقاء والأقارب

 

 

المصدر: اليوم السابع

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,396,598