أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

الجزء الثانى من السيناريو : مثال للبداية

المشهد 1/ح/1                                         نهار / خارجى

الساحة أمام دار اللنشامى

- لقطة عامة تكشف التلال ثم المساحات الزراعية حتى  منازل العرب ثم  واجهة دار اللنشامى حيث يقف الشيخ ( اللنشامى ) في حوالي الخامسة والخمسين ذو لحية بيضاء وأمامه عدد من فوارس العرب يمتطون صهوة جيادهم ومنهم ولديه سليمان فى حوالى الثلاثين وعامر فى العشرين يرتدون الملابس البدوية

 

 

- يحدثهم بانفعال وضيق وغضب شديد

 

اللنشامى

 

ابحثوا عنه فى كل ديار العرب .. فى الصحارى والوديان والجبال.. ما تعاودوا إلا أبه موثق بالحبال .. تجره الجياد .. وأنا فى انتظاركم .. ما حيغمض إلي جفن .. حتى تعودا ظافرين

- يرفع لهم يده إيذانا بالتحرك

 

 

- الفوارس ينطلقون بجيادهم كل مجموعة تذهب فى اتجاه  منهم إلى الزراعات ومنهم إلى التلال ومنهم إلى المنازل

 

 

- على باب البيت الكبير المفتوح على مصراعيه تظهر حليمة فى حوالي الخمسين متشحة بالسواد تبكى بصوت غير مسموع والى جوارها بعض البنات والسيدات يبكين

 

 

 

 

( مؤثر موسيقى عزف منفرد على المجرونة ) 

قطـــــــــــــــــــع

المشهد 2/ح/1                                                    نهار / خارجى

الساحة أمام بيت العمدة

- لقطة عامة سريعة لواجهة البت المكون من طابقين كبيرين مزين بالأشجار ، ثم التراجع سريعا ليكشف عدد من المركبات المتنوعة من العربات الربع نقل والملاكي والجرار الزراعي والعربة الكارو

 

 

- وهم يهرعون من مركباتهم نحو العمدة الذى يقف أمام بيته يخطب فيهم آمرا بغضب شديد وانفعال أكيد وحزن عميق

 

 

وانكسار عظيم  وقلق كبير

العمدة

دوروا عليه فى كل مكان .. ما تخلوش غيط ولا بيت الا تفتشوا فيه ..فى العرب فى الحضر .. مافيش حد يوقف قدامكم ابدا ..

واذا لقيتوه اقتلوه .. ايوه اقتلوه

 

 

( مؤثر موسيقى )

- من بين أهل القرية

رجل

وبنتك يا حضرة العمدة الى هربها معاه ؟!

- العمدة يتوقف يحتار لهذا السؤال المفاجأ ويراوح مكانه ويرسل بصرة إلى زوجته حميدة التى تقف على جانب وبعض السيدات وهى تبكى بحرقه تتطلع إليه بنظرة خاطفة

 

( مؤثر موسيقى ) 

- فيعود بعينيه إلى الرجل

العمدة

ترجعوها سليمة .. ايوه سليمه .. وأنا حيبقالى تصرف تانى معاها ..

 

الجميع

حنلاقيها يا عمدة وحنرجعهالك إن شاء الله

- الجميع ينصرف إلى مركباتهم ودوابهم يستقلونها وينطلقون فى اتجاهات مختلفة

 

 

قطــــــــــــــــــــــــــــــــع

المشهد3/ح/1                                              ليل/ خارجى

محطة أتوبيس الترجمان

ـ يدخل الأتوبيس المفترض القادم من الداخلة القاهرة حتى يتوقف في مكانه بين الأتوبيسات حيث هي محطة عامة جامعة ، ثم يفتح الباب الامامى الجانبى

 

( صوت محرك الأتوبيس )

 

 

 

 

- ينزل الركاب تباعا من الباب

 

( يختفى صوت المحرك )

ـ من بين الركاب ينزل شاب وجيه ذو لحية قصيرة مهذبة (  نعمان ) فى حوالي الثلاثين قوى البنيان يرتدى الجلباب الأبيض والغترة البيضاء يميل إلى الملامح البدوية العربية   وهو يحمل خرجه علي كتفه وينزل الدرج ويتجه إلى الكومسارى الذي يفتح الشنطة الجانبية للأتوبيس ويستخرج الحقائب 

 

 

 

 

 

 

 

نعمان

 

كمسرى

 

 

 

 

 

 

 

هي دي مصر يا حضرة الكومسري

 

ايوه دي مصر يا حضرة الشيخ

ـ تنزل فتاة جميلة ترتدى الملابس المحتشمة ذات ملامح ريفية  ( نعمات ) فى حوالى الخامسة والعشرين تحمل شنطة يدها والشنطة الأخرى التي تخص عملها تمشى مطربة  وتبتعد قليلا عن الأتوبيس وهي تنظر بطرف عينها لنعمان ليتبعها

 

( مؤثر موسيقى )

- من بين الركاب من يحملق فيها

 

 

ـ نعمان يتبعها حتى مسافة دون ان يلفت الانظار

 

 

قــــــــطع

 

مشهد 4ح/1                                           ليل / خارجي

شوارع القاهرة

ـ فى احدى الشوارع الشهيرة ليكن شارع رمسيس والوقت متأخر وتهدا حركة الشارع نعمات تضع شنطة يدها تعلقها في كتفها والأخرى تحملها في يدها اليسرى وهي تسير ثم تتوقف وتنظر ورائها

 

 

 

 

 

 نعمات

 

 

 

 

 

 خلاص.. تعال أمشى جنبي ..بعدنا عن الأتوبيس وعن كل اللي ممكن يعرفونا

ـ نعمان من مسافة وراءها يلحق بها سعيدا مضطربا لا يخفى حيرته ولا اعجابه

 

نعمان

 

الله علي مصر

- بشيء من السعادة التى يغلفها القلق 

نعمات

هو أنت لسه شوفت حاجه.. وبعدين تسأل الكومسارى ليه.. أنت مش عارف إني اعرف مصر كويس ..عشت فيها أربع سنين ..بادرس في جامعة القاهرة ..كلية الحقوق ..وليا صحبات كمان هنا

 - فى تعجب كبير غير مريح

نعمان

صحبات..تفتكرى هايظلوا يتذكروكي

 

نعمات

المهم هنعمل ايه؟

ـ بسعادة غامرة يشوبها شيء من الاضطراب

 

نعمان

 

انتي دليلي يا حبيبتى  ..كما انك غايتى ومناى جبل كل شىء ..وجبل ما اعرف أي شىء..لازم اوفى بوعدى

 

 

نعمات

 

مش لما نشوف سكن الأول

قــــــــطع

تكلمنا عن السيناريو بشكل عام فى الجزء الاول وتعجلنا فيه شكل السيناريو لأنه مراد الكثير من الإخوة ، دون أن نعطى الشرح حقه لان شكل كتابة السيناريو وحده ليس كافيا ، ربما يتيسر على من لديه موهبة كتابة القصة ،لأنه يعرف كيفية الكتابة لهذا الفن الذى لا يختلف كثيرا عن فن الكتابة الدرامية بشكل عام ، ومنها بالطبع السيناريو جوهر ما يفرق بينها كمرحلة أولى .

وهذا كلام ليس على عواهنه بل كلام علمى لان أصل كتابة القصة بصفة العموم واحد لكل أنواع وأجناس وأصناف القص ولو أجملناها باختصار تكون على النحو التالى :

1- الأسس : وهذه الأسس المركبة لا الأسس البسيطة  التى تعارف الجميع عليها من بداية وعقدة وحل ، أو مقدمة وذروة ونهاية 

 البداية – الابتلاء – الزلة – العقدة – الانفراجة – التعرف – النهاية

2- المكونات : الأفعال ( الأحداث ) – المكان – الزمان – الديكور – المؤثرات الصوتية

3- القواعد : الصراع – الحبكة – التغير – التحول

4- القوانين : سبب ونتيجة – حتمى ومحتمل – فعل رد فعل – عقدة وحل – هدف وعمل

5- الأصول : الشخصيات – الفكر – الفكرة – اللغة

7- الوسائل : وهى ما تختلف وتفرق ما بين الأدب الروائي والأدب الدرامي ، ما بين الكتاب المقروء ، وما بين شريط العرض المصور.

 وسنتكلم اليوم عن البداية كيف تكون وكيف تبدأ بها على الوصف الذى قد وصفناه وعرفناه وقلنا :

إنها حدث مثير مشوق ممتع غامض ، خيالي أو واقعي ، مبنى على المستحيل الممكن وهو الأفضل والأقوى والأحسن  ، أو على الممكن غير المستحيل وهو العادي المستحب  

ما قدمناه من مشاهد فى سيناريو يمثل جزءا من البداية بلغة الدراما ، ففى حالة الفيلم لديك 27 صفحة لتكتب فيهم البداية بعدد من المشاهد حسب احتياجك إن كنت ستكتب المشهد فى نصف صفحة أو ثلاث صفحات فلا احد يستطيع أن يحدد لك بالضبط عدد المشاهد الحتمية وهى متروكة لك ، غير أن الاختصار الشديد فى المشهد ليس مطلوبا كثيرا ولا يحبه المنتجون لكلفته العالية لما يمثله لهم على الشريط من نصف دقيقة ، ولما يحتاجه القصر من أماكن تصوير كثيرة ، ويسمونها ( لوكيشن ) من المفروض الحتمى أن تكون محدودة بقدر المستطاع فى عدد قليل ، فكلما كانت عدد أماكن التصوير التى هى أماكن المشاهد كثيرة أرهقت فريق العمل وكلفت المنتج كثيرا ، ومن الممكن أن يرفض السيناريو  .

وفى المثال السابق قد أوجدنا أربع أماكن للتصوير

1- أمام بيت اللنشامى2- أمام بيت العمدة3- محطة الاتوبس الترجمان 4-  شوارع القاهرة

وهذه الأماكن ستستعمل كثيرا فى السيناريو بعد ذلك ، وحينها لا تحتاج إلى أن تصفها مرة أخرى ، فكلما كان مكان المشهد جديدا يحتاج إلى وصف لمرة واحدة ويجب استعماله مرات ومرات .

ويتبقى الوجه الادبى الذى من المفترض اشتققنا منه البداية الدرامية وتكون على هذا النحو

 من قصة مسلسل ( رعاة الإبل  )

     تسرى الإشاعة فى كل أنحاء القرية من أن أشعار نعمان اللنشامى ابن شيخ عرب الواحات قد سحر نعمات ابنة العمدة التى رفض زواجه منها  مما حدا بهما أن يهربا إلى مكان غير معلوم ، وما يؤكد الإشاعة أن نعمات لم تعد إلى بيتها بعد انتهاء عملها فى الإدارة التعليمية بالمدينة ، وجن جنون العمدة الذى اخذ كل رجال وسادة القرية يبحثون عنها ، فلم يجدوها فتوجه العمدة برجاله إلى ديار العرب يريدون أن يفتشوا فيها ويتهمون نعمان بأنه خطفها ،  وهو نفس الموقف الذى يقف فيه شيخ العرب اللنشامى الذى بعث فرسانه يبحثون عن ولده نعمان الذى يرجح أنه هرب مع ابنه العمدة إلى مكان غير معلوم . ويقف لهم العرب وعلى رأسهم  الشيخ اللنشامى شيخ مشايخ العرب ويواجهه العمدة من أن ولده نعمان قد خطف ابنته وهى شرفهم ، ويطلب اللنشامى مهلة لأنه أرسل فرسانه ليبحثوا عنه  ، ولكنهم لا يجدونه ، فيحاصره العمدة من أن ولده جاء بفعل عظيم لا يمحوه إلا الدم.

نكمل فى الجزء الثالث

 

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 985 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

nazrat

ايه الحلاوة دي , تحياتي

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,937