أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

 

شروط واهداف الدراما من القرآن الكريم

1- التضرع إلى الله

    وذلك يأتي من المصائب والأهوال التى تحيق بالبطل ، عند العقدة بالذات حيث من المفروض أن يتلوى البطل ويستغيث من شدة ما يلاقيه وما يدفعه من عمل وجهد , لكى يفك العقدة التى يواجهها ولا يجد من ناصف مغيث مقتدر غير رب الأرباب خالق الأرض والسماء الذي بيده مفاتيح كل شيء القادر المقتدر الذي يقول للشيء كن فيكون سبحانه وتعالى عما يصفون  هو الله الواحد القهار الذى أمرنا بذلك أن نتضرع إليه وقت الشدة والبلاء وقال : تدعونه تضرعا وخفية00 مظهر الضراعة وهى شدة الفقر والحاجة والتذلل والابتهال والمبالغة فيه إلى الله ، فهذا واجبك أيها المؤلف ورسالتك التى يجب أن تكون كذلك ، لا تقل عن رسالة شيوخنا وعلمائنا الأجلاء فى كتبهم وخطبهم وأحاديثهم ، فأنت معك المساحة والوقت والتأثير الممتاز والأدوات من الإمتاع و حسن الفن والممثلين ومباهج النفس التى تشد الناس إلى عملك ، فاجعله حسنا مقبولا طيبا يرضى عنه الله ، وقدم وذلل واستغل ما بيدك من تأثير لتثبيت الإيمان بالله والخوف منه والحض على طاعته ، ولا يكون بالطبع بطريق المباشرة بل بحسن صياغة الحبكة و الأحداث والمشاهد  لا تظن أنى أطلب منك أن يكون عملك دينيا أى مثل الأفلام والمسلسلات الدينية ، لا بل الاجتماعية والبوليسية والعاطفية وغيرها ، كل ما تسطره حسب ما تجود به قريحتك من إبداع ، فأنا لا أحجر عليك وأوجه إبداعك إلى قبلة واحدة لا ، اكتب ما تريد لكن ضع فى يقينك – واليقين للقلب - وأنت تكتب ما سبق أن ذكرتك به ، واعلم أن الله أنزل فى قصصه عقائد وعبادات وصرنا مأمورين بها0 ومفروض عليك لا رفاهية منك أن تحض على الخير وعبادة الله الذي منَّ عليك وخصك دون خلقه بهذه الموهبة التى هى هبة منه وحده ، فاحذر أن يجرك الغرور وتقول إنها من عندي أوتِيتها بعلمي وثقافتي واحترافي وخبرتي وألا تكون مثل قارون ، فأنت تعرف ما حدث له خسف الله به وبداره الأرض ، فاحذر أنت أن يخسف بموهبتك وأقلها أن يقطع عنك ذلك النور الذي يرسله من عنده إلى قلبك وعقلك0

 

2-    ذكر الأنبياء

   يتحقق من صنع الإدهاش الذي يأتى من المستحيل الممكن المفرح، من المدهش حقا فينا نحن فى الواقع عندما نرى شيئا مدهشا بديعا يقع فجأة , تجدنا عفويا نقول اللهم صل على سيدنا محمد ، فاجعلنا ونحن نشاهد عملك أن ترسم وتحقق مشهدا مبهرا يفاجأ به البطل المأزوم أصلا ويكون سببا لنصرته أو حل مشكلته فيذكر هو الأنبياء ويصلى عليهم ، ونذكر نحن ونصلى عليهم ، وذلك نوع من العبادات التى نثاب عليها0أليس كذلك ؟ أم لك رأى آخر؟.. لا أعتقد 0وإن اعتقدت فأنت المخطئ لا أنا ؛ لأن ذلك حال الغالبية العظمى من البشر، هذا غير أنه فرض علينا وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم 0

3-    تقرير رأى عام

      يقر به المؤلف نفسه على لسان بطله أو أحد شخوصه المهمين ، وهو المعتقد التى يعتقد فى صدقه وصلاحه وصوابه هو نفسه ويطرحه على الناس ، ولكي يكون المعتقد مقنعا مفيدا لا يلجأ إلى المباشرة ، ولكن يجعلها تتحقق من خلال القصة كلها و من خلال رحلة البطل التى خاضها ونجح فى تحقيق حاجته والوصول إلى هدفه بصحة ما يعتقد ، وقد رأيناه نحن وشاهدناه فيحق له أن يقرر فلسفة ما عاشه من تجربة ناجحة برأي صواب  قد جربه على نفسه وأفاده، ويفضل أن يكون ذلك المعتقد وتلك الفلسفة من الدين ؛ لأن الله ورسله قد أفادونا بكل ما هو صالح لنا فى دنيانا وآخرتنا0ولا بأس على المؤلف إن أبدع معتقدا جديدا بشرط ألا يخرج عن تعاليم الدين أو يتناقض معها وإلا يكون بذلك زل زلة كبيرة تحتم عليه العودة إلى رجال الدين لينظروا أمره وما يجب عليه فعله ، وإن لم يعدهم يجب عليهم التدخل وإصلاح ما فسد ؛ فليس كل ما يبدعه العقل ويرضى عنه قلب مؤلفه يكون صوابا خيرا نافعا طيبا0 لأن القلب غير المؤتمن على عقيدة سماوية عرضة لأن تهزه الأهواء من الشيطان ومن الآخرين من الناس المفسدين الفاسدين الذين لهم أهداف فاسدة ويريدون إفساد الناس وهدم القيم والمعتقد لجملة من الأغراض ، أولها المال والمكانة وربما الإجبار أو الخوف والتهديد  فليس أمامهم غير المؤلف يدفعون له ليحقق لهم أغراضهم الفاسدة 0إذ ليس كل ما هو فى الواقع يصلح أن يكون قصة وفنا بحجة أنه واقع ومعيش ، فلو ناقشت مثلا قضية مثل السحاقيات أو المثليين فهل بوسعك أن تخلق لهم بنهاية قصتك علاجا أم لا , وإذا لم تستطع خلق علاج لهم فهل بوسعك أن تحق الحق عليهم بقتلهم وإبادتهم من الأرض ، أعتقد أنك لا تستطيع ذلك وما دمت لا تستطيع فلا تقترب من هذه القضايا الشائكة ، لأن الله عندما عالج هذه القضية من فساد قوم لوط أرسل لهم نبيا يرشدهم ويعلمهم وعندما لم يرتدعوا أبادهم جميعا من على وجه الأرض ؛ لأنهم قطعوا السبيل لإعمارها ، وأتوا الشهوة فى غير مكانها الذي خلق لها وهو فرج المرأة0 فهل تستطيع أن تقول أنت ذلك الحل أم ستخاف على نفسك من منظمات حقوق الإنسان ومن التغني بالدعوة للحرية التى صارت عندهم أهم من العقائد السماوية التى حددت مدى الحرية التى يجب أن يتمتع بها البشر، وكيف نكون أحرارا تمام التحرر ونحن عبيد لله ، سبحان الله إن تمام التحرر يأتى من تمام العبودية0

 4- تأصيل حقيقة عامة

     والحقيقة العامة لكى تكون مضمونة وموثوقا منها ، فعلى المؤلف أن يستخلصها  من الدين ، لأن قولي حقيقة عامة ربما تنصرف إلى البشرية كلها ، أو أقلها إلى قوم يربطهم العرق أو اللغة أو العقيدة السماوية ، أو المعتقد البشرى ، وقولى ذلك لا يحجر على المؤلف فبوسعه أن يقر بما يفيد العالم من قضايا مثل التلوث أو السلام أو الأمن أو التعاون أوالتراحم أو البحث عن قواسم مشتركة للبشرية كلها على شرط ألا تخص طائفة وتظلم أخرى مع أنى أعتقد فى صعوبة ذلك ؛ لأن القادر عليه هو الله وحده وبما شرعه ، فاستخلصها من الدين السماوى وخاصة القرآن أو السنة المحمدية اللذين لم يتركا أمرا من أمور العباد ولا الدنيا إلا فنداه وذكر ما ينفع الإنسان وما يجب أخذه وما يتوجب عليه تركه  لأن الله هدانا النجدين ولا أعتقد أيها المؤلف أنك ستعرفنا أكثر مما عرفنا الله من طريقين معلومين واضحين تامي0

ـــــــــــــــــ

اهداف الدراما

 1- السلامة النفسية : وتتحقق بعلاجها من بعد نزع المرض فتكون الراحة والبهجة والأمن ، وكذلك من التضرع إلى الله وهى نوع من العبادات التى تطهر من الخوف  لأن ذكر الله يطمئن القلوب 0

 

2- الإمتاع والتسرية والسرور بالترويح عن النفس بما يسرها ويغبطها ويبهجها ويفرحها، ويتحقق من الأفعال المستحيلة التى تتحقق وتصبح ممكنة ، وتعتمد على الخيال أولا ، وثانيا أن تكون مفاجئة للشخوص أنفسهم وغير متوقعة ولكنها محتملة من جراء إسنادها إلى الله مفرج كرب المكروب وحزن المحزون وهو البطل النبيل  فيفرح ويسر ونفرح ونسر له كما فرح 0

4- العظة والنصيحة والعبرة : تأتى من النصح والتذكير بالعواقب ، هو تذكيرك لنا بما يلين به قلوبنا من ثواب وعقاب ، حبب الخير وحسنه وجوده ووضحه ، اجعل الله هو محقق الآمال ، محقق كل شيء فى كل أزمة أو ضيق أو بلية  0وأداة تحقيق العظة رقة القلب وإخلاصك وصدقك أنت فيما تكتب0

- التعليم

 

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 538 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2011 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,009