أسس وقواعد الرواية والدراما من القرآن .. فتحى حسان محمد

   تعريف القصة الفعلية الدرامية المشاهدة ( المحزنة المفرحة )

 ولا يكون بطلها إلا من أصحاب النفس المطمئنة أو اللوامة ، ويستبعد تماما صاحب النفس الأمارة بالسوء.

التعريف

هوعمل فعلى جاد عظيم تام مشاهد من مجموعة من الناس ، لفعل حقيقى يرى رؤيا العين وسمع الأذن بأدوات من مشاعر وأحاسيس وعواطف وغرائز وفطرة تربط بين القائم بالفعل والمشاهد له ، سواء كانت المشاهدة مباشرة ( مسرحا ) أو غير مباشرة   ( سينما وتليفزيون )  والفعل يقوم به شخص عظيم نبيل ، يعمل عملا بديعا طيبا مؤثرا مشوقا مثيرا مقنعا ، أو مرعبا مفزعا مخيفا ، له حاجة  عظيمة يريد الحصول عليها ، وهدف سام  يريد تحقيقه ، ويحدده من البداية ،  بفكر من عقيدة سماوية ،  وبلغة بديعة ، ويكشف عن فكرة رائعة من فساد وضلال وانحراف فى أحوال الناس ودنياهم ؛ ليعالجها ويحذر منها ويوضحها ، ويرغب إلى خير وإيمان وصلاح ، ليغير حال الناس من الشقاء إلى السعادة ، ومن الفساد إلى الصلاح 0  وبما أن الشيطان للإنسان عدو مبين ؛ فإنه لابد أن يواجهه نوع من الصراع ، إن لم يكن من الشيطان فإنه من أعوانه من الإنس ، ومن آخرين لهم حاجاتهم وأهدافهم ورسالتهم الوضيعة من فكر مضلل فاسد ، من الممكن أن يوقع به أو يعطله عن طريقه ويضع أمامه العراقيل والعقد التى تصعب عليه عمله0 فيكذبونه ويضطهدونه ويتصادمون معه ، و يقفون له بالمرصاد ويحاربونه بكل أنواع الحيل ، ويصمم على توصيل رسالته والحصول على حاجته ، وتحقيق هدفه ، فيلجأ إلى التحذير والتنبيه بترهيب وترغيب ، ولكنه يلقى المواجهة والمصارعة القوية ، وهو يواجههم بقوة وبسالة 0 ويحاول تلمس طريقه الذى لا يحيد عنه ، ويمتحن فى قوته وإيمانه وتمسكه بفكرته وهدفه فيختبر ويكون الابتلاء عظيما ، فيوقعون به فعلا و يجبرونه على تغيير مسار خط سيره الصحيح الذي حدده من البداية إلى اتجاه آخر مرغم عليه0 وبصبره وعزيمته وإيمانه واحتماله يحاول أن ينجح فى دحر الابتلاء0 ويواصل طريقه بقوة فيقفون له بالمرصاد ويهددون حياته بالقتل , فنخاف عليه  ويسدون أمامه كل الطرق ويحاربونه بكل الأدوات والوسائل  فى نفسه وشخصه ، أو فى عرضه وشرفه ، وأقرب الناس إليه - فنشفق عليه - ليمنعوه حاجته ويقضون على هدفه ، وتتأزم  أمامه الحلول ، ويصعب أمامه الطرق إلى أعقد وأصعب درجة ، تجعله لا يعرف لها مخرجا ولا حلا ويغيم الطريق أمامه  ، أو يتسرع ولا يحسب حساباته جيدا ، أو يأخذ برأي بطانته أو معارفه أو أصدقائه ، فيأتي بزلة غير مقصودة منه ، أو تكون من واحد من المقربين له ، لا بنية سيئة ولا بمعصية سواء منه أو من المقربين ، بل لحرصه على حاجته وتحقيق هدفه ، فتحيق به معاناة شديدة وآلام عظيمة يرزح تحت وطأتها فترة من الزمن - فنعطف عليه ونأسى له -  وهو يحاول أن يتجاوز هذه الزلة ويتوب إلى الله ويستغفره ، ولكنهم يشددون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق0 ويوقعون به ويضعونه فى أزمة أخرى أشد وأقوى ، ويحاول التغلب عليها والخروج منها منتصرا  فينازعهم وينازلهم ويحاول دفع الأذى عن نفسه ولكن بدون فائدة ولا جدوى ، ويُحكمون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، فتتعقد أمامه كل الحلول  وتكون العقدة فيجد أمامه عقبة كبرى مستحكمة ما لها من قرار ولا حل ، يحاول التغلب عليها والخروج منها ، فيستعمل كل أدواته وما يملك من علم وخبرة وحيلة ودهاء ومكر، يحاول التغلب عليها ، ويرفع عن نفسه الآلام والمعاناة ، ويسبر أغوار تلك العقدة فلا يستطيع سبر أغوارها بمفرده ، فيلجأ إلى الله ويتضرع ويتذلل له  ويرجع الفضل إليه الذي بيده كل شىء - فنشاركه حيرته ونتضرع لله له ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم -  فيستجيب الله له وتحدث الانفراجة يفرج عنه ويهيئ له الأسباب ، التى تسوق له قبسا من انفراجة ، بفعل مبهر يقع فجأة  بعيدا عنه يكون له دخل و أمل فيه – فنستبشر خيرا- فيستغله ؛ لأن حله يتوقف على مشاركته ، فلا يتقاعس ويبذل كل ما فى وسعه وينجح ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم -  ويكون سببا يعود به إلى تلمس خط سيره الصحيح ، فيبدأ يجابه ويحاول التغلب على الصعاب ويفك خيوط العقدة ، ويسبر الكثير من أغوارها ويحصل على حاجته ، وييسر الله له بتعرف على شخص أو شخوص يعاونونه جل المعاونة ، فيحقق هدفه ، ويقر رأيا صالحا عاما فنتعظ منه ونتعلم ، ويبين حقيقة عامة ،  وتكون النهاية كذلك سعيدة فتفرحنا .وهذا التعريف يخص القصة التراجيكمدى (المحزنة المفرحة ) كما أن تعريفا آخر للقصة التراجيدية ، وآخر للكوميديا ، ولم نشأ أن نضع التعريف جامعا حتى يتثنى للكاتب عند اختيار بطله ونهايته أن يعرف أى انواع قصص الدراما سيبدعها ، وباختيار ومواصفات البطل التى يرسمها فى مخيلته يستطيع أن يعرف جنس القصة التى سيكتب وبالتالى يسهل عليه أن يعرف تعريفها فتيسر عليه كتابة القصة كتابتا صحيحة لأن التعريف يوصله إلى البناء السليم القوى التصاعدى من البداية حتى النهاية فى يسر وسهولة وعلى أسس مضبوطة . 

من كتابى :

أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم

يباع لدى مكتبات

المكتبة الازهرية خلف الجامع الازهر

حراء شارع طلعن حرب

الآداب ميدان الابرا

مدبولى ميدان طلعت حرب

مكتبة الكيلانى

aldramainquran

أسس القصة بصفة العموم الروائية والدرامية: البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية القواعد : الصراع - الحبكة - التغير - الانقلاب - اللغة المكونات : الاحداث - المكان - الزمان - المؤثرات - الفكر - الفكرة

  • Currently 88/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 576 مشاهدة
نشرت فى 4 يوليو 2010 بواسطة aldramainquran

ساحة النقاش

فتحى حسان محمد

aldramainquran
أديب روائى ودرامى وكاتب سيناريو، مؤلف كتابيى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، وأسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ، ومجموعة من سيناريوهات الافلام والمسلسلات التى فى عقالها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,955