جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
وائل الأسعد
ينتابُني القلق في ظلمة الليل الهادئ فيحرمني من لذة المنام .. أعود ليقظتي لأعيش ذكرياتي .. تذكرتُ كل شاب وسيم .. من أبناء حيًنا القديم .. في الطوبجي منطقة السلام .. منطقة العلم والثقافة والتعليم .
تذكرتُ أصدقائي .. أصدقاء الطفولة والصبا والشباب .. كيف كنا .. كيف كانت براءتنا .. طفولتنا .. كيف نشارك بعضنا .. في الأفراح والأتراح .. تذكرتُ الليالي الملاح .. تذكرتُ اللعب والمرح في أي بيت من بيوتنا كل مساءِ وصباح .
تذكرتُ خطواتنا أشبه بالسباق لجامع الحاج زيدان لأداء فريضة الجماعة .. و أذكر حبنا في الإخلاص بالطاعة .. ونتعلم من كبارنا القناعة .. لنفوز يوم الحق .. يوم قيام الساعة .
تذكرتُ أيام المكارم والجماهير .. وتغريد البلابل والعصافير .. تذكرتُ جل أصدقائي .. ياسر المحبوب وعلي الكبير .. محمد الطيب وسيف سمير .. وغيرهم الكثير .
أرجعتُ ذاكرتي للوراء .. لأستنشق نقاوة الهواء .. وأذكر لأصدقائي بتاريخ 8_8 كيف كنا نلعب لعبة أكياس الماء .. قرب دكاكين الأعزاء .. العراقي راغز والفلسطيني بهاء .
تذكرتُ طعم الحمص و رائحة الفلافل .. من بيت أبو السعود الأفاضل .. لازال طعم الفلافل عالق في فمي .. لا يسعنا إلا أن نقول: زياد , رياض , عماد .. عاشت الأنامل .
تذكرتُ نسوتنا الكبيرات .. هنً بركتنا الأصيلات .. تاج على رؤؤسنا .. حقاً أميرات وطيبات ..
الحاجة أم منذر الطيبة .. والحاجة أم زياد الكريمة .. والحاجة أم مصطفى حمامة الحمامات .
تذكرتُ أناس طيبين .. بوجوههم مبتسمين .. رائعين ومحبوبين .. رحلوا إلى مستقر ربهم ذي القوة المتين .. أياد الغزاوي .. رامي الأسعد .. منذر عوض .. صباح قدوره .. جبر الناجي .. وحامد الحانوتي حبيب الملايين .. كنت أقول راح الطيبون .. حقاً رحلوا ولكنهم في قلوبنا يسكنون .
تذكرت الكثير .. ولازلت أذكر كل اللحظات التي عشناها في الطوبجي .. لحظات بحلّوها ومرها .. في تلك المنطقة التي أنجبت رجالاً شجعان .. حامد الحانوتي وعبد القادر وصباح قدوره و رامي الأسعد .. و أنجبت رجالاً مثقفين كالأخوة الكبار: زياد وعماد أبو السعود عمالقة الكتاب .. وأنجبت الطوبجي رجالاً بمعنى الكلمة .. زياد وعبد الله الأيوبي ( الدبس ) ..
وفي الختام أقول: اللهم ارحمنا وأرحم موتانا وأرحم أيام زمان .. وكل عام وجيرتي وصحبتي في الطوبجي وفي كل مكان بكل خير وسلام .
المحب لكم: وائل
رابطة فلسطينيي العراق