العمل الخيري هو فعل الخير والإحسان للخلق، والبّر والصلة ،كما هو تفريج للكربات وإغاثة للملهوفين والإعانة على نوائب الدهر ، وهو كذلك يعمل على بناء الإنسان وتنمية المجتمعات ، و بشموليته تلك يعد في المراتب العليا لشعب الإيمان ومراتب الأعمال الصالحة ، وإن سعة الآجر والثواب المتحصل من وراءه تزيد بتعدد النفع المرتجى منه . وقد رفع الإسلام من قدر العمل الخيري ، فجعله من فرائض الدين وأركانه، بتشريع الزكاة المفروضة التي هي من أركان الإسلام الخمسة،قال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )،(البقرة 43 ) ، وتدرجت أوجه العمل الخيري الأخرى في درجات العمل الصالح من السنن المؤكدة إلى المندوبة والتي رفع الإسلام منزلتها وأجرها بعلو مرتبة فاعلها وجزيل أجره وثوابه قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (الحج77) وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى ) متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وأحسبه قال وكالصائم الذي لا يفطر وكالقائم الذي لا يفتر ) (متفق عليه) و كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته مثالاً للبر وفعل الخير حين شهدت له زوجه خديجة رضي الله عنها فقالت: ( لا والله لا يخزيك الله أبداً فإنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) (رواه البخاري). إن العمل الخيري بمنزلته تلك جدير بأن يرتقي العاملون في رحابه والساعون لتحقيق أهدافه إلى سمو رسالته وعلو مرتبته، وأن يجسّدوا ذلك الرقي برفعة إيمانهم وعميق أمانتهم ودقيق صدقهم وحسن أخلاقهم وإحسان عملهم، فهو عمل رسالي يقتضي من فاعله استصحاب الرسالة في يوميات عمله، وهو أيضاً عمل إيماني تعبدي يتطلب تحقيق شروط القبول من صدق النية والمشروعية وآداب الإحسان ،ليس كباقي الأعمال البشرية يقتصر الأداء فيه على جودة الفعل الإداري والمهارات التخطيطية والعلاقات الإنسانية.وقد ذكر القرآن البرّ ـ وهو الوصف الجامع لكل خير ـ وعرّف فاعليه فقال تعالى : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ و لَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ( البقرة 177 ) .لأجل هذا كان هذا الميثاق الذي يضع بين يدي العاملين في العمل الخيري القيم الأساسية التي ينبغي أن تتجذر في نفوسهم ، وتتجّلى في أعمالهم، وتتفاعل في مؤسساتهم ، وتبدو في تعاملاتهم.يتبع
نشرت فى 12 يوليو 2010
بواسطة alber-altkwa
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
824,104
كافل اليتيم مع النبى فى الجنة
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]"
قال الله تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة
قال الله تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة
ساحة النقاش