<!--
<!--<!--<!--
العدد9 لسنة 2016
(قد فقدناه ولله البقاء)
للشاعر علاء الأديب
في مثل هذا اليوم..
في الثامن والعشرين من ايلول عام 1970 منيّت الأمه العربيه المجيده بأفدح خساره في تأريخها الحديث ..
لقد فقدت في ذلك اليوم رجلا من الرجال الذين ضمت الأرض رفاتهم واحتفظت منهم السماء بالألق
الذي لن ينطفيء ابدا..
إلى روح الزعيم الخالد جمال عبد الناصِر رحمه الله
راحَلٌ مازالَ حَيّاً...
في ضَميرِ الشُرَفاءْ...
وَلَدَتهُ أَمَةُ العُرب ِبأمِرِ اللهِ..
مِن رَحْمِ الشّقاءْ
أُمُهُ العِزّةُ كانتْ...
وأبوهُ الكِبرِياءْ
لم يَكُن فَرداً..ولكنْ
اُمَةً قَد جَمَعَ اللهُ بِها...
كَلَّ الإباءْ
لم يَكُن مِن مِصرَ لكِن ..
مِن جميع الوطَنِ الأكبَرِ...
مِن كُلِّ انتماءْ
كانَ يَجري..
بِعروقِ الأُمَةِ الكُبرى دِماءْ
دَجلَةً كانَ ، وَنيلاً، وَفُراتاً،..
كانَ ماءْ ....
كانَ نَبضَ الشَّعبِ ..
بل كانَ الهَواءْ
أمَلاً كانَ وَحُلماً.....َوَِرَج اءْ
رَجُلاً قد مَنَحَ التأريخَ زَهواً..وَعَلاءْ
فانحنى التأريخُ شُكراً وَثَناءْ
للّذي أوقَدَ شَمسَ العُربِ
مِن بَعدِ انطفاء..
كانَ أِحساساً لِكُلِ الناسِ..
في كُلِّ قَضاءْ...
عِندما يَفرَحُ..
يشدو الشَعبُ ألوانَ الغِناءْ
عِندَما يَحزَنُ..
تَبكي الأرضُ حُزناً، والسّماءْ
ودموعُ الناسِ تَغدو..
مِثلَ أمطارِ الشتاءْ..
لم يَكُن يَسكُنُ بَيتاً..
فَلَهُ في كُلِّ قَلبٍ ألفُ بَيتٍ
مِن قلوبِ الأوفِياءْ...
لَم يَكُن يَلبَسُ ثَوباً....
غَيرَ ثَوبِ الثائِرين الشُرَفاءْ
لم يَكُن يَنهَجُ نَهجَ الأدعياءْ
نَهَجَ الصِدقَ طَريقاً ...
والتَحَدّي ...والفِداءْ
فرأى سَيْناءَ والقُدسَ سَواءْ
حَمَلَ السَيفَ وَنادى بالجموعْ
آنّ للمَسلوبِ حينٌ للرجوعْ
أِنّما المَسلوبُ لا يَرجَعُ يوماً بالدموعْ
لايُعيدُ القُدسَ أِيقادُ الشموعْ
ليسَ يَرضى اللهُ يوماً بالخنوعْ
فاستَفيقوا وَكفانا أُمَةَ العُربِ خضوعْ
فاستفاقَ العُربُ مِن نَومٍ عَميقْ
واستَعادوا ذكرياتِ الفَتحِ..
في الماضي السَحيقْ ..
وَرَسولَ اللهِ في الحَربِ ينادي لاطَريقْ....غَيرَ هذا السيفِ
للبَيتِ العَتيقْ..
ذلكَ العِملاقُ ..قد شاءَ القَضاءْ
أنْ يُسَجّى جَسَداً...
والروحُ تَرقى للسَماءْ
ناصِرٌ ما ماتَ لكن ..
ماتَ فينا الكبرياءْ..
قد فَقَدنا كُلَّ ما أيقَظَ فينا من أِباءْ
وَرَجَعنا للوراءْ...
واحتفظنا مِنهُ بالذكرى
وَما نَفعُ البُكاءْ..
عَزِّنا يادَهرُ....وابكي ياسَماءْ
قد فَقَدناهُ ..
وللهِ البَقاءْ
علاء الأديب