خصائص الطبيب المسلم

تعرض لنا أثناء عملنا بعض القضايا الطبية والتي تحتاج إلى مهارة في علم الطب وحذق في الصنعة وكلاهما يمكن تعلمه واكتسابه من المراجع الطبية الغربية وهي كثيرة.. لكن هناك مسائل حرجة تعرض للطبيب المسلم والطبيبة المسلمة ويحتاج فيها إلى قاعدة فقهية شرعية أو خلفية تتعلق بالشريحة الاجتماعية التي هومنها وهذه تصبغ معالجة هذه الأمور بصبغة خاصة تجعل الحاجة ماسة وكبيرة إلى مراجع طبية خاصة بنا.

ومن هنا أصبح لزاما علينا أن نبدأ بالطبيب المسلم لنضع بين يديه هذه الحروف والتي قد تكون بداية الحوار من أجل الوصول إلى هدف كبير طالما تمنيناه.. وهو تعليم الطب الإسلامي بقواعده الفقهية المنظمة للطب والطبابة.. وهذا ما يحتاجه طالب الطب من أول سنة في الدراسة لينشأ على علم وفقه وليكون متخصصا منفردا ملما بالقواعد التي تجعل هناك فرق يبن أي طبيب في العالم وبين الطبيب المسلم عندنا.

 

خصائص الطبيب المسلم:

 

هناك مواصفات عامة مطلوبة في الطبيب والطبيبة أيا كان الجنس أو المنشأ.. لكن الطبيب المسلم ينفرد بخصائص معينة لا توجد إلا في أفراد المجتمع المسلم.. وهذه تتلخص في التالي:

 (1)  الأيمان : الطبيب المؤمن قادر على استشعار الحقائق الإيمانية.. وقادر أكثر على تلمسها في نفس المريض.. ليس هذا فحسب.. لكن الإيمان بأن الله كما قال صلى الله عليه وسلم "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" رواه البخاري الإيمان هذا قادر على أن يجعله أكثر قناعة بعلمه.. وأكثر ارتباطا بالمتغيرات العلمية المذهلة ومواكبة أي متطورات بنفس خالصة.. تستشف الأحداث بمنظور إسلامي بحت.

 

(2) الإخلاص :مرجع الطبيب المسلم في كل أموره مرتبط بالعقيدة.. وهو في هذا يؤمن "أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه رواه البيهقي.. لذا تجد الضمير الإنساني المسلم ضميرا يقظا في مجمله يعطي الصنعة حقها طلبا للأجر عند الله .

 

(3)   مراقبة النفس وتقوى الله في السر والعلانية :

كثير من التداخلات الطبية يمكن أن تتم وتحدث وينتج عنها الكثير من المضاعفات الطبية والتي يمكن أن تعرف أو لا تعرف للمريض ومن حوله.. هنا يختلف الضمير الإنساني عند الطبيب أو الطبيبة المسلمة لأنهما يؤمنان بالله بأنه مطلع على الأفئدة وقادر على العقاب.. لذا يجيء الحساب من هنا من الداخل من ذاك الضمير القابع في الصدور. " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " البقرة: 235.

 

4 ) ا لخلق الإسلامي في التعامل :

- الرحمة: يقول النبي  "ص""لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"

وهنا ينبغي الرفق بالمريض، والحذر في طرح المعلومة الطبية الناقصة.. وأذكر هنا حالة بسيطة جدا لامرأة مسلمة فاضلة أصيبت بالتهاب مهبلي بسيط وعندما رأتها إحدى الطبيبات قالت لها أنت مصابة بمرض الهربس.. معلومة ناقصة كهذه دون توخي الحرص في التشخيص كفيلة بأن تروع أي نفس إنسانية بسيطة.. وهذا ما ينبغي للطبيب المسلم الاهتمام بمراعاته.

 

5 ) الصدق في القول :  عند الحاجة إلى تدخل طبي معين خاصة في مجال التدخل الجراحي فإن الأمانة العلمية تحتم شرح مضاعفات عمله بكل صدق.. وفي حالة حدوث مضاعفات فإن الصدق والأمانة يرسمهما المنهج الإسلامي بوضوح يقول  "ص" عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ".

 

 6 )  كتمان السر :أتذكر يوم كنت طالبة في السنة الأولى بكلية الطب والعلوم الطبية أن معظم التركيز كان على صنع اللبنات الأولى لأخلاقيات الطبيب المسلم وأتذكر دائما أول ماقاله لنا عميد كلية الطب آنذاك الأستاذ الدكتور عبدالله حسين باسلامة حيث قال لنا : على الطبيبة أن تدرك أن كتمان السر أمر مهم حتى إذا رأيت إحدى قريباتك في المستشفى فلا يحق لك أن تقولي لأي كان انك رأيتها هناك فربما كانت تود أن تحتفظ بهذا سرا ...وهذا ما يدعوني دائما إلى أن اعلم طالباتي الشيء ذاته خاصة في مجال النساء والتوليد ... إذ انه فرع غاية في الحساسية ...وملئ بالمسائل الحرجة والخاصة في حياة المرأة والتي قد ترغب كتمانها حتى عن اقرب الناس لها ... قال –صلى الله عليه وسلم- المستشار مؤتمن ( أخرجه الترمذي وابن ماجة).

و أورد هنا مثال على ذلك :

السيدة (م) في السادسة والثلاثين من العمر وتشكو من ارتخاء في عضلات المهبل مما يؤثر على علاقتها الزوجية ... وتحتاج إلى تدخل جراحي لكنها لا ترغب في أن يعرف أقاربها ما هي طبيعة هذه العملية وما هي شكواها.

هنا تعتبر هذه الشكوى مسألة خاصة و مسألة حرجة ...وواجب الطبيب المحافظة على سر المريضة وعدم إفشاؤه.

وهنا احب أن أورد نص المادة الثالثة والعشرون من اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة الطب، الفرع الثاني ( واجبات الطبيب نحو المريض)   .

المادة الثالثة والعشرون:

يجب على الطبيب أن يحافظ على الأسرار التي علم بها عن طريق مهنته ولا يجوز له إفشاؤها إلا في الأحوال التالية:

1. إذا كان الإفشاء مقصود به الإبلاغ عن وفاة ناجمة عن حادث جنائي، أو الحيلولة دون ارتكاب جريمة – ولا يجوز الإفشاء في هذه الحالة إلا للجهة الرسمية المختصة.

2. إذا كان الإفشاء بقصد التبليغ عن مرض سار أو معد.

3. إذا كان الإفشاء بقصد دفع الطبيب لاتهام موجه إليه من المريض أو ذويه يتعلق بكفاية أو بكيفية ممارسته المهنة.

     4-   إذا وافق صاحب السر كتابة على إفشائه أو كان الإفشاء لذوي المريض مفيدا لعلاجه.

      5-  إذا صدر له أمر بذلك من جهة قضائية .

 

 

 

القسم الطبي الخاص بكلية الطب والعلوم الطبية

 

يقوم الأطباء والطبيبات بالادلاء بهذا القسم الطبي الخاص في حفل التخرج كل عام وهوقسم مبني على خصائص الطبيب المسلم

 

 

نص القسم

اقسم بالله العظيم

أن أكون مخلصا لديني ومليكي ووطني

وان أراقب الله في مهنتي في السر والعلن مسخرا علمي لنفع جميع الناس دون إيذائهم أو التفرقة بينهم وان احفظ للناس كرامتهم واسترعوراتهم واكتم سرهم ... وان اوقر من علمني واعلم من يصغرني متعاونا مع زملائي، مثابرا في طلب العلم، جاعلا حياتي مصداقا لإيماني.

والله على ما أقوله شهيد .

alayman

اللهم ما اجعله خالصا لوجهك يا كريم وانفعنا به واجعله فى ميزان حسناتنا

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 751 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2010 بواسطة alayman
alayman
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,668