لما بنى سيدنا ابراهيم الخليل ومعه ابنه اسماعيل عليهما السلام الكعبة المشرفة، بناها بالحجارة بعضا فوق بعض من غير طين ولا جص، ولم يجعل لها سقفا ولا بابا يفتح ويغلق، بل جعل في جهتها الشرقية مكانا مفتوحا علامة على الباب، وعلى أنه وجه الكعبة، وكذلك لم يجعل عليها كسوة.
 

   وقد تعددت الروايات حول أول من كسا الكعبة قبل الإسلام، فهناك رواية تقول أنه اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، وأخرى تقول أنه عدنان الجد الأعلى لنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وثالثة تقول انه تبع أبو كرب أسعد ملك حمير.
 

  وعلى الرغم من أن جميع المؤرخين يرجحون أن تبع ملك حمير هو أول من كسا الكعبة المشرفة في الجاهلية، ويوردون حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن سب أسعد الحميري وهو تبع، قال هو أول من كسا الكعبة.
 

 نقول أنه على الرغم من ذلك، فإن كلا من الأزرقي و محب الدين الطبري و تقي الدين الفاسي يذكرون -بعد ذكرهم الحديث السابق- قول محمد بن اسحاق: "بلغني عن غير واحد من أهل العلم أن أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع وهو أسعد"، ولم ينفوا الروايتين الأخريتين، ولا يخفى على القارئ أن في التقييد "بكسوة كاملة" ما يجوز أن الكعبة قد كسيت قبل تبع كسوة غير كاملة، وعلى ذلك فإنه يمكن الجمع بين الروايات الثلاثة بأن اسماعيل عليه السلام هو أول من كساها مطلقا، وأن عدنان هو أول من كساها بعد اسماعيل، وكانت كسوتهما غير كاملة، أما تبع فهو أول من كساها كسوة كاملة.   

 

alayman

اللهم ما اجعله خالصا لوجهك يا كريم وانفعنا به واجعله فى ميزان حسناتنا

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2019 بواسطة alayman
alayman
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

107,853