جاءت بعض الآيات في القرآن الكريم تصف حكمة لقمان في سورة لقمان الآية 12″ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ”، إذن فما هي تلك الصفات التي تمتع بها لقمان الحكيم والتي جعلته قاضياً يحكم بين بني إسرائيل عليه السلام، هيا بنا نتطرق إليها.
عتق لقمان وهجرته
حبى الله تعالى لقمان بالعلم والحكمة والفطنة وسعه الصدر والتواضع والأخلاق الكريمة، والتي جعلت منه شخصاً مميزاً يحكم بين قوم بني إسرائيل، بعدما أعتقه سيده بعدما أمره أن يقطع شاه ويأتي بأطيب ما فيهم، فأحضر لقمان الحكيم القلب واللسان، وهنا طلب منه سيده أن يأتي بأخبث ما فيهم فجاء بالقلب واللسان قائلاً أنهما لا يوجد ما هو أطيب منهم إذا طابا، ولا أخبث منهم إذا خبث”، لذا قام بتحريره، ومن هنا بدأت رحلة لقمان وسافر من مصر إلى فلسطين.
وصايا لقمان لابنه
حيث ألتقى بعد ذلك بسيدنا داود وعلم أنه رجل حكيم فنصبه قاضياً على بني إسرائيل، الجدير بالذكر أن لقمان أشتهر بعِظاته التي أهداها إلى ابنه ومن أهم تلك الوصايا هي التي يجب أن تبعها وهي أن يؤمن بالله لإن الموت قد يأتي على غفله، فضلاً عن أنه دعا ابنه إلى كثرة الاستغفار إذ لله ساعة لا تُرد الدعوة فيها، وكذا فنجد أن تلك الوصايا التي أوصى لقمان الحكيم بها ابنه هي التي ذكرها الله تعالى في سورة لقمان في الآية 17″ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”.
ما أعظم أن يكون للعبد الصالح سورة في القرآن الكريم تتردد على مسامع المؤمنين وتزرع في قلوبهم المحبة إيذاء هذا العبد الحكيم الطائع الشاكر، إنه لقمان الحكيم الذي حباه الله بالعديد من السمات التي أعلت من مرتبته في الدنيا والآخرة.