تحريم افشاء الاسرار الزوجية

========

افشاء الاسرار الزوجية بين الازواج محرم شرعا فقد سن الإسلام من التشريعات ما يضمن سلامة الحياة الأسرية، لكن في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي يكتب الكثير من الأزواج والزوجات تفاصيل الأسرار الخاصة بعلاقاتهم الأسرية، عبر تلك المواقع، وهو الأمر الذي يتسبب في كثير من الخلافات، ويقود في بعض الأحيان إلى انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق.

واهتم الإسلام بالحياة الزوجية باعتبارها رباطا وميثاقا يقوم عليه صلاح الأسرة وصلاح المجتمع‏,‏ وسن الإسلام من التشريعات ما يضمن سلامة الحياة الأسرية‏, وحفظ أسرار الحياة الزوجية وتحريم إفشائها, وأثني الله تبارك وتعالي علي النساء الصالحات بقوله في كتابه العزيز:

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}.النساء

ونهي النبي صلي الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية وعدها من أعظم الخيانة يوم القيامة, نظرا لما وردت فيها من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة أجمعت علي تحريمها وبيان خطورتها.
وجاء النهي عن نشر أسرار الجماع بين الزوجين .
فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا )

رواه مسلم (1437)


قال النووي رحمه الله تعالى :
” وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ، ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه ” .
انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” (10 / 9)

وفي ظل ما تحفل به مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة من كشف لأسرار الزوجية والذي كان سببا في وقوع الكثير من حالات الطلاق, أكد علماء الدين, أن إفشاء الأسرار الأسرية والزوجية أمر محرم يسهم في تفكك الأسرة, وتعطيل تقدم المجتمع مؤكدين أن بناء الأسرة السليمة يعتمد في الأساس علي حفظ أسرار الزوجية الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير في بناء أسرة قوامها الاحترام المتبادل.


وأوضح علماء الدين والاجتماع, أن الخلافات الأسرية, التي من أبرز مسبباتها إفشاء الأسرار الزوجية, تنتهي بالطلاق, وأن لفراش الزوجية أسرارا يجب أن تحاط بسياج من الكتمان والأمانة والحياء والستر, قال الله تعالي:

( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).


وإفشاء الأسرار بين الأسرة بصفة عامة والأسرار الزوجية بصفة خاصة حرام شرعا, ولا يجوز بأي حال من الأحوال نشر الأسرار الزوجية لأنها رباط مقدس به تبني الأسرة ويبني المجتمع السليم ولذلك يجب أن يكون قوام الأسرة مبنيا علي الاحترام المتبادل بين الزوجين لأنه يساعد علي بناء الأسرة والمجتمع السليم الذي يستطيع أن يكون له دور في العالم.


و الحياة الزوجية رباط مقدس وحياة مصونة يجب أن تكون بعيدة عن القيل والقال لان من أهم أهداف بناء المجتمع تكوين أسرة قوامها الاحترام المتبادل بين أفرادها لأن بناء الأسرة يساعد علي تقدم المجتمع, وأن من يرتكب إثم إفشاء الأسرار ولا نقول هنا الأسرار الزوجية فقط إنما أسرار الأسرة والمجتمع فكأنما ارتكب ذنبا أمام الله ويجب عليه أن يتوب ويرجع الي الله.

وإن الأصل في الأسرة والعلاقات الأسرية بشكل عام والزوجية بشكل خاص أن تكون محاطة بقدر كبير من الخصوصية وبعض أنواع العلاقات يجب أن تحاط بالسرية الكاملة ذلك علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي.

والعلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته أمر يخصهما فقط ولا يجب علي الإطلاق من الناحية الاجتماعية قبل الدينية أن تذاع هذه الأخبار أو أن يتحدث كل من الزوجين إلي أصدقائهما عنها لأنها أمور خاصة دقيقة لا يجوز بأي حال من الأحوال إفشاؤها.

فعَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: ” إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ هَلْ عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ ؟ ، وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ ، أَنَا وَهَذِهِ ، ثُمَّ نَغْتَسِلُ )

رواه مسلم (350)


قال النووي رحمه الله تعالى :
” فيه جواز ذكر مثل هذا، بحضرة الزوجة ، إذا ترتبت عليه مصلحة ، ولم يحصل به أذى ، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة ليكون أوقع في نفسه ” .
انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” (4 / 42)


ان إفشاء الأسرار الزوجية أمر محرم تحريما كاملا لأنها من أدق خصوصيات الزوجين, أما الخلافات أو الصراعات الزوجية أو ما يقابلها من مشكلات فالأمر مختلف, ولا يجوز التحدث بأي حال من الأحوال حتي ولو للأقارب حتي لا تزيد الخلافات والصراعات وتزداد حدتها مما يؤدي إلي وقوع الطلاق وتفككك الأسرة وحرمان الأبناء من الرعاية الأبوية والأسرية والي مشكلات كثيرة تؤدي الي تفكك الأسرة التي هي قوام المجتمع فالأصل في هذه الخلافات ألا يعرف بها أحد.

وعلى الزوج والزوجة ضرورة حل هذه المشكلات بالحوار والتوافق أو تقديم بعض التنازلات والالتقاء في منطقة وسط للحفاظ علي شكل الأسرة والمجتمع والحيلولة دون أن يفككها الطلاق, وان تكون الخلافات الأسرية في سريه تامة في غرف مغلقة بين الزوج والزوجة حفاظا علي تماسك الأسرة.

وعلى أفراد الأسرة أن يكونوا متحدين لا تفرقهم المشكلات, لأن في ذلك اثرا جيدا علي المجتمع المصري مشددا علي أننا في هذه الأيام في اشد الحاجة إلي التماسك بين أفراد المجتمع وعدم إفشاء الأسرار وبث الشائعات التي من شأنها أن تؤثر تأثيرا سلبيا علي المجتمع.

فزوج او زوجة تفشى اسرار بيت الزوجية هى او هو لايستحقان رحمة الله وبافشاء الاسرار فهما يسعيان الى خراب ودمار بيت الزوجية دون ان يدرىا وهما يفتحان الطريق للتدخل الخارجى فى حياتهما وتكون النهاية دمار وخراب البيوت .

واخيرا نذكركم لقوله تعالى فى سورة النساء :

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)}.

النساء 34

حفظنا الله واياكم من افشاء الاسرار 

امـــــــــــــــين

alayman

اللهم ما اجعله خالصا لوجهك يا كريم وانفعنا به واجعله فى ميزان حسناتنا

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2019 بواسطة alayman
alayman
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

116,707