( المخاطر الكيميائية )
تصاحب برامج التنمية الاقتصادية والنمو الصناعي المطرد في الدول النامية , العديد من المشاكل البيئية الناجمة عن العمليات الصناعية المختلفة حيث يتعرض العاملون اثناءها للعديد من المخاطر مثل :
1- المخاطر الكيميائية : الناتجة عن وجود مواد كيميائية ( صلبة – سائلة – غازية ) تلوث بيئة العمل .
2- المخاطر الفيزيائية : الناتجة عن ارتفاع مستوي شدة الضوضاء – درجة الوطاة الحرارية – ارتفاع او انخفاض الضغط الجوي – ارتفاع اوانخفاض مستوي شدة الضوضاء – التعرض للاشعاعات اوالذبذبات الخ )
3- المخاطر الميكانيكية: ( الناتجة عن الالات المتحركة او ناتجة من سقوط العامل او الاشياء فوقه او تطاير رايش في وجه العامل او المشي علي اشياء حادة الخ
4- المخاطر البيولوجية : الناتجة عن تواجد الميكروبات او الفطريات في جو العمل .
5- المخاطر الكهربية : الناتجة عن التعرض للكهرباء الاستاتيكية والديناميكية .
وتعد المخاطر الكيميائية من اهم هذه المخاطر وذلك نظرا للاثار الضارة والخطيرة المترتبة عليها ونتيجة للوعي العام ازداد اهتمام الدول المتقدمة والنامية بدراسة هذه المخاطر لاحاطة برامج التنمية بسياج من الامان واحتياطات الوقاية لحماية بيئة العمل وحفلظا علي اهم مقومات الانتاج وهو العامل .
وحيث ان المخاطر الكيميائية تنشا عن وجود مواد كيميائية تلوث بيئة العمل فيجدر بنا ذكر بعض التعريفات والاجابة عن بعض التساؤلات مثل : س - ما هي البيئة ؟
ج- البيئة هي المحيط الجوي الذي يضم الكائنات الحية وما يحتويه من مواد وما يحيط به من هواء وماء واتربة وما يقيمه الانسان من منشات وتتكون البيئة من :
الغلاف اليابس : 28% من الغلاف اليابس معرضة للهواء وهو الحيز الذي توجد عليه الحياة البرية
الغلاف المائي : هو الجزء الغازي الذي يحيط بالكرة الارضية ويمتد الي ما يزيد
الغلاف الحيوي : هو الحيز الذي توجد به حياة من اعمق محيط به الي قمة اعلي جبل بها حياة ولا يزيد اقصي سمك له عن 14 كم ووحدة بناء الغلاف الحيوي هي النظام البيئي .
وهناك العديد من الانظمة البيئية من اهمها بيئة العمل .
س- متي يقال ان هناك تلوثا بالبيئة ؟ يقال ان البيئة اصبحت ملوثة عند حدوث تغير في خواص البيئة يؤدي بطريق مباشر او غير مباشر الي الاضرار بالكائنات الحية او المنشات او يؤثر علي ممارسة الانسان لحياته الطبيعية .
س- ما معني تلوث الهواء ؟ يتكون الهواء الجوي النظيف كما خلقه الله سبحانه وتعالي من خليط من الغازات الاتية :
بيتروجين بنسبة 78.09% - اكسجين بنسبة 20.95% - ثاني اكسيد الكربون بنسبة 0.033% - ارجون بنسبة 0.93% بالاضافة الي نسب ضئيلة جدا من غازات اخري مثل الهيليوم – النيون – الاوزون الهيدروجين – بخار الماء وهذه الغازات مختلطة اختلاطا طبيعيا .
ويقال ان الهواء ملوثا عند حدوث تغير في خصائص ومواصفات الهواء الطبيعي يترتب عليه خطر او ضرر علي صحة الانسان او البيئة سواء كان هذا التلوث ناتجا عن عوامل طبيعية او نشاط انساني , وبعبارة اخري هو وجود اي مادة في الهواء الجوي غريبة عن مكوناته ( او حدوث تغير في نسب هذه المكونات ) بتركيز يؤدي الي الاضرار بالانسان او ممتلكاته .
- اهم مصادر تلوث الهواء : 1- الثلوث الناتج عن الصناعة 2- العوادم الناتجة عن احتراق وقود وسائل النقل 3- حرق الغابات . 4- الحمم الناتجة عن البراكين 5- استخدام المواقد وعمليات الاحتراق والسيارات 6- الحروب .
- تلوث هواء بيئة العمل : هو وجود اي مادة عريبة عن مكونات الهواء الجوي بتركيزات تزيد عما يعرف بالحدود المسموح بها , او حدوث تغير في نسب مكونات الهواء بدرجة تؤدي الي حدوث اضرار صحية .
- تقدر الملوثات في بيئة العمل بالوحدات الاتية :
1- بالمليجرام في المتر المكعب ( ملجم من الملوث في متر مكعب من الهواء ) .
2- بالجزء في المليون ( جزء من الملوث في مليون جزء هواء ) .
س- ما هي مستويات الامان او الحدود المسموح بها ؟
ج- Threshold limit Values ( TLVs )
1- الحد المسموح به في المتوسط الزمني Time Weighted Average (TLV-TWA )
هو اقصي تركيز للمادة في الجو المحيط بالعامل اذا تعرض له لمدة 40ساعة اسبوعيا طوال فترة حياته العملية لا تتاثر راحته او سلامته .
2- الحد المسموح به في الفترة القصيرة : Short – Term Exposure Limit (TLV-STEL)
هواقصي تركيز للمادة في الجو المحيط بالعامل يمكن ان يتعرض له لمدة ساعو واحدة متقطعة في الوردية بشرط الا يتجاوز التعرض لمدة 15 دقيقة متصلة والا يتكرر ذلك اكثر من 4 مرات في الوردية الواحدة علي ان يكون الفاصل الزمني بين كل تعرض قصير والذي يليه لا يقل عن 60 دقيقة .
3- الحد السقفي :Ceiling (TLV – C )
هو تركيز لا يجوز ولو لحظيا وذلك لبعض الملوثات فقط .
ونظرا للخطورة الشديدة للملوثات عامة فقد عنيت جهات كثيرة عالمية ومحلية بتحديد مستويات الامان للملوثات المحتمل وجودها في بيئة العمل لتقليل تركيزها في الجو حماية للعامل والمنشاة .
- وعلي المستوي المحلي فقد حدد قانون العمل بالقرار الوزاري رقم 55 لسنة 1983 م والذي يتم تحديثه حاليا في شان الاشطراطات والاحتياطات اللازمة لتوفير السلامة والصحة المهنية في اماكن العمل , والحدود المسموح بها للملوثات في بيئة العمل , وكذلك توجد قائمة بالحدود المسموح بها لملوثات بيئة العمل في اللائحة التنفيذية لقانون 4 لسنة 1994 م ( قانون البيئة ) .
وعلي المستوي العالمي فهناك هيئات علمية عالمية تصدر قوائم بمستويات الامان لملوثات بيئة العمل ومن اشهر هذه الهيئات
( ACGIH – NIOSH – OSHA – HSE )
ويحدث تعديل في مستويات الامان احيانا وذلك بتيجة للتقدم المستمر في البحث العلمي .
وهناك تفاوت كبير في هذه مستويات الامان فمثلا اقصي تركيز يمكن ان يتعرض له العامل من مادة Osmium Tetroxid
هو 0.0002 جزء في المليون وهي مادة شديدة السمية بينما الحد المسموح به لغاز ثاني اكسيد الكربون هو 5000 جزء في المليون .
ملوثات الهواء الجوي :
توجد الملوثات في صورة ( اتربة – غازات – ادخنة – غازات – ابخرة ) , ويختلف التاثير الضار للملوثات باختلاف نوعها وطبيعتها وخواصها وقدرتها علي الانتشار ودرجة تركيزها في الجو ومدة التعرض لها .
الاتربة : هي جسيمات صلبة صغيرة ناتجة عن عمليات ميكانيكية مثا الطحن والطرق والغربلة وتشبه في خواصها الطبيعية والكيميائية المادة الاصلية التي نتجت عنها ويتراوح قطر الجسيمات بين 0.1 الي 150 ميكرون والاحجام التي تزيد عن 10 ميكرون لا تشكل خطورة علي العامل لانه لا يستنشقها حيث تتساقط علي الارض بفعل الجاذبية الارضية بينما الحبيبات التي يقل حجمها عن 10 ميكرون فانها تظل معلقة في الجو لفترة اطول حسب حجمها فيستنشقها العامل .
انواع الاتربة : 1- اتربة عضوية : وهي اتربة من اصل حيواني ( اتربة الصوف – الشعر – الريش – الفراء ) او اتربة من اصل نباتي ( اتربة القطن – الكتان – الجوت – الحبوب – التبغ – الصمغ العربي – القصب الخ ) .
2- اتربة غير عضوية مثل اتربة المعادن ( رصاص – نحاس منجنيز – زرنيخ – حديد ) واتربة الصخور ( اتربو السيلكا الحرة – الاسبستوس – الحجر الجيري – الجير الجبس – الرخام الخ ) .
الادخنة : هي خليط من الجسيمات الصغيرة من المادة الصلبة او السائلة الناتجة عن عمليات طبيعية او كيميائية كالصهر او الاحتراق وغيرها ويتراوح قطر الجسيمات ما بين 0.1 – 0.5 ميكرون .
الغازات : هي مواد توجد في الصورة الغازية عند معدل الضغط ودرجة الحرارة وتتكون من جزيئات دقيقة جدا ليس لها شكل محدد وتاخذ الغازات شكل وحجم الوعاء الذي تشغله .
الابخرة : هي الحالة الغازية للمواد التي تكون في صورة سائلة او صلبة عند معدل الضغط ودرجة الحرارة ويحدث التحول الي الحالة الغازية نتيجة للتسخين او تقليل الضغط الواقع علس سطح المادة او بتاثير تيارات الهواء .
مخاطر الملوثات واضرارها : اولا مخاطر الاتربة واضرارها : 1- تسبب مضايقات للعاملين في جو العمل .
2- حدوث حرائق وانفجارات داخل اماكن العمل . 3- تاثيراتها الضارة علي صحة وسلامة العاملين المعرضين لها .
الانفجار : هو عملية احتراق يقع فجاة اذا ما توافرت ظروف معينة وينتج عنه تحرر كمية كبيرة من الطاقة بصورة سريعة وغير متحكم فيها .
تتسبب بعض الاتربة في حدوث انفجارات ويتحكم في احتمال حدوث الانفجارات عدة عوامل تتفاعل معا مسببة الانفجار .
1- العوامل المتعلقة بخواص الاتربة والتي تتسبب في حدوث الانفجارات . ا- قابلية الاتربة للاشتعال وكلما زادت قابليتها للاشتعال كلما زادت احتمال الانفجار . ب- ان تكون الاتربة دقيقة جدا مما يرفع من درجة نشاطها الكيميائي لزيادة مساحة السطح المعرضة للتفاعل .
ج- ان تتواجد الاتربة العالقة في الهواء بنسبة معينة توازي نسبة تواجدها في الاتحاد الكيميائي مع الاكسجين اي ان هناك نسبة معينه وثابته لكل نوع من الاتربة يقل احتمال حدوث الانفجارات اذا زادت او قلت نسبة الاتربة العالقة في الهواء عنها .
د – وجود شحنات كهربية علي الجسيمات من الكهرباء الاستاتيكية تسسببها من اصطدامها بالهواء او بالاجسام الصلبة كالماكينات وتزداد هذه الشحنات كلما صغر حجم حبيبات الاتربة .
2- عوامل خارجية : هي وجود مصدر للحرارة يرفع درجة حرارة الاتربة كعامل مساعد لبدء التفاعل الكيميائي بين الاتربة واكسجين الهواء الجوي وتنقسم الاتربة من هذه الناحية الي 3 اقسام رئيسية :
القسم الاول : ويشمل الاتربة شديدة الاحتراق وهذه لا تستلزم وجود مصدر للحرارة الشديدة بل قد تنفجر من تواجد اي مصدر للحرارة لمدة قصيرة ( اتربو السكر – النشا – الكاكاو – الفلين – اتربة الخشب الدقيقة – اتربة الحبوب )
القسم الثاني : اتربة تستلزم مجود مصدر للحرارة الشديدة لكي تسبب الانفجار ( اتربة الا صباغ – الجلود – نشارة الخشب والفلين – واتربة الفحم )
القسم الثالث : اتربة لا تؤدي الي الانفجارات في اماكن العمل الا تحت ظروف غير عادية مثل الارتفاع في الضغط الجوي ولا يحدث الانفجار الا في حالات نادرة ومن امثلتها اتربة تاتبغ – العظام – القمح – الردة – اتربة فحم الكوك والجرافيت – اتربة النشادر العضوية .
التاثيرات الصحية للاتربة :
يختلف تاثير الاتربة علي الجسم باختلاف تركيبها الكيميائي وهناك انواع من الاتربة لا تسبب اي ضرر غير المضايقة ولكن هناك اتربة تسبب امراض وذلك مرتبط بنوعها وتركيبها وخواصها الطبيعية ونشاطها الكيميائي ومن امثلة ذلك :
1- اتربة تسبب التهابات موضعية في اماكن ترسبها ( اتربة الاحماض والقلويات مثل اتربة الصودا الكاوية ) .
2- اتربة سامة ( اتربة المعادن كالرصاص والنحاس والمنجنيز والكادميوم والزرنيخ ) .
3- الاتربة الرئوية تنقسم إلى:
ا- اتربة رئوية بسيطة ( معظم الاتربة الصخرية – اتربة الحجر الجيري الجبس – الجير – الرخام )
ب- أتربة رئوية بسيطة( اتربة السليكا الحرو – اتربو الأسبستوس- اتربة التلك- اتربة الفحم).
- أتربة تسبب الحساسية : معظم الاتربة العضوية مثل اتربة القطن – الكتان – الجوت – الاخشاب الكاكاو الدخان (التوباك ) .
5- اتربة مسرطنه مثل ( اتربة وادخنة القار – اتربة المواد المشعة – اتربة الكروم والزرنيخ - اتربة الاسبستوس
6- اتربة ناقلة للعدوي ومعظمها اتربة عضوية تحمل كائنات حية دقيقة مثل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات ومن امثلة هذه الاتربة :
اتربة القطن – قد تسبب حمي النساج – اتربة مصاص قصب السكر قد تسبب مرض الباجاسوزيس – اتربة الصوف والشعر قد تشبب مرض الجمرة الخبيثة وينشا المرض نتيجة ملامسة حيوانات مصابة بهذا المرض حيث يصيب الحيوان ويمكن ان بنتقل منه الي الانسان
ثانيا : مخاطر الغازات والابخرة واضرارها : 1- حدوث حرائق وافجارات في اماكن العمل :
يحدث الانفجار نتيجة لوجود بعض الغازات او الابخرة القابلة للاشتعال اذا اختلط الغاز او البخار بالهواء في نطاق نسب معينه لا يقع الانفجار عند اقل منها او تجاوزها وتختلف درجات التركيز التي يحدث عندها الانفجار باختلاف الغاز او البخار .
الحد الادني للانفجار : هو تركيز الغاز ( او البخار ) في خليط مع الهواء الذي يجب ان لا يقل عنه لحدوث الانفجار .
الحد الاقصي للانفجار : هو درجة التركيز التي لا يحدث بعدها الانفجار .
2- تاثيراتها الضارة علي صحة العمال المعرضين لها : يختلف تاثير الغازات والابخرة علي الانسان باختلاف نوعها وطبيعتها وخواصها خاصة درجة ذوبانها ونشاطها الكيميائي ويمكن تقسيم الغازات من حيث تاثيرها الي :
ا- الغازات الخاملة از الخانقة البسيطة : لا تؤثر هذه الغازات علي الجسم نتيجة تفاعل يتم بينها وبين الدم او انسجة الجسم ولكن مجرد وجودها واحلالها محل قدر من الهواء يقلل من نسبة الاكسجين في هواء التنفس فيحدث الاختناق من قلة وجود الاكسجين الي درجة تحرم الانسجة من الكمية اللازمة لها ويؤدي نقص الاكسجين الي اعراض تتناسب
شدة وحدة بازدياد النقص في نسبة الاكسجين ومن امثلة هذه الغازات ( الميثان – الايثان – الاستلين – الهيدروجين – النيتروجين – ثاني اكسيد الكربون – الغازات النادرة كالارجون والنيون والهيليوم )
ب- الغازات والابخرة الملهبة : يؤدي التعرض لهذا النوع من الغازات والابخرة الي التهاب الانسجة المعرضة لتاثيرها من جسم الانسان وهي الجلد والاغشية المخاطية وتختلف في تاثيرها طبقا لعدة عوامل من اهمها درجة ذوبان الغاز ونشاطه الكيميائي ففي حالة الغازات شديدة الذوبان نجد ان الغاز او البخار يذوب بدرجة كبيرة في السوائل المفلفة للاغشية المخاطية التي يقابلها اولا مثل اغشية العين والمسالك التنفسية العليا كلانف والقصبة الهوائية ونجد ان الغازات التي تقل في درجة ذوبانها عن هذا النوع قد لا تؤثر تاثيرا حادا علي العين والمسالك التنفسية العليا بقدر تاثيرها علي المسالك التنفسية المتوسطة والصغيرة وخاصة اذا كانت تركيزها عالية .
وتؤثر المواد الملهبة في الانسجة بطريقة واحدة فهي تؤدي الي التاثيرات الباثولوجية الاتية :
1- الاحتقان 2- الارتشاحات 3- الالتهابات 4- تاكل الانسجة ووفاة الخلايا
ومن امثلة الغازات الملهبة ( الامونيا – ثالث اكسيد الكبريت – الكلور – الفورمالهايد – الاوزون – الفلور – الاكرولين – ثاني اكسيد الكبريت – ابخرة المذيبات العضوية .
ج- الغازات والابخرة السامة : الغازات السامة هي التي تؤثر علي الجسم بعد امتصاصها ويكون تاثيرها نتيجة لتفاعلات تحدث في الدم او الانسجة والاعضاء التي تصل اليها عن طريق الدم وتنقسم الي :
1- الغازات التي تؤثر علي التنفس وتسمي الغازات الخانقة الكيميائية ومن امثلتها : اول اكسيد الكربون حيث يؤثر علي التنفس باتحاده مع هيموجلوبين الدم مكونا ما يسمي بالهيموجلوبين الكربوني واتحاده مع الهيموجلوبين اصلب واكثر استقرار من اتحاد الهيموجلوبين مع الاكسجين لذا فهو لايترك الهيموجلوبين في الانسجة بل يبقي متحدا به ويعود معه الي الرئة .
وبذلك يفقد الدم القدرة علي حمل الاكسجين مرة اخري ويستمر اتحاد الغاز بالهيموجلوبين مدة قد تصل الي 16 الي 24 ساعة كما ان وجود اول اكسيد الكربون يزيد من الرباط الاتحادي بين الهيموجلوبين الباقي والاكسجين بالسهولة العادية وذا يحدث الاختناق .
- غاز كبريتور الهيدوروجين H2S يؤثر هذا الغاز علي انزيمات التنفس مثل انزيم cytochrome oxidase وتقوم هذه الانزيمات بنقل الاكسجين من الدم الي الانسجة حيث تكون في صورة مختزلة وتتاكسد بواسطة الاكسجين ثم تنقل الاكسجين الى الخلايا فتختزل مرة اخرى وتبقى انزيمات التنفس فى صور مختزلة بفعل غاز السيانور بينما يظل هيمو جلوبين الدم فى صورة مؤكسدة اى متحدا مع الاكسجين ولا يعطية للانسجة ويعود الى الرئتين محملا بالاكسجين ويكتسب الجسم اللون الوردى نتيجة لوجود الدم المؤكسد فى الشرايين والاوردة ويحدث الاختناق
الغازات التى تؤثر على انسجة الجسم الداخلية بعد امتصاصها من الرئتين :-
تخضع هذة الغازات فى امتصاصها للقواعد الطبيعية العامة لامتصاص الغازات حتى تصل الى الانسجة حيث تؤدى تأثيرتها الضارة ومن اهم هذة الغازات :
غاز الارسين:وينتج عن اتحادالايدروجين مع الزرنيخ ويتعرض لة العاملون فى بعض عمليات الطلاء بالمعادن وبعض عمليات استخلاص الزرنيخ ويؤثر الغاز على الكبد والكلية والدم.
غاز الفوسفين:وينتج من اتحاد الايدروجين مع الفسفور وقد يتعرض للتسمم بالغاز بعض العاملين فى تنظيف المعادن والسبائك او فى انتاج الحديد الرملى ويؤثر الغاز على العظام والاسنان
غاز ثانى هيدروجين السلينيوم: وينتج من اتحاد غاز الايدروجين مع السلينيوم وقد يتعرض للتسمم بالغاز بعض المشتغلين فى صهر الرصاص والالومنيوم وعمليات الطلاء وانتاج الكيماويات والاحبار وتنظيف المعادن والغاز يؤثر على الكبد والطحال والجهاز العصبى بالضافة الى تاثيرة الملهب
4- ابخرة المذيبات العضوية : هي سوائل لها خاصية القدرة علي اذابة المواد الاخري العضوية وغير العضوية دون ان تغير من صفاتها الكيميائية وتلك الخاصية هي التي اوجبت استخدامها في كثير من الصناعات الهامة ولما كانت المذيبات العضوية لها خاصية
اذابة كثير من الواد العضوية ومن بينها المواد الدهنية وهي احدي مكونات بعض الانسجة الحية بجسم الانسان واهمها الجهاز العصبي لذا فهي تؤثر تاثير ضار علي المعرضين لها وتختلف اعراض التسمم بالمذيبات بحسب المجموعة الكيميائية التي تنتمي اليها كما يختلف تاثيرها علي اعضاء الجسم المختلفة وانسجته باختلاف نوع المذيب
فمثلا يؤثر البنزول علي اجهزة تكوين الدم اما ثاني اكسيد كبريتور الكربون فيؤثر علي الجهاز العصبي بينما تؤثر المركبات الهالوجيبنية للمواد الكربوايدراتية علي الكبد وتؤثر بعض مشتقات الجيلكول علي الكلي , ومعظم هذه المواد تحدث التهابات جلدية بدرجات متفاوتة وربما ادت الي فقد لياقة العامل للاشتغال في بعض الصناعات
د- غازات وابخرة مخدرة : تذوب هذه الغازات والابخرة بسرعة في الدم لتصل الي المخ وتحدث تاثيرها المخدر مثل غازات اول اكسيد النيتروجين وابخرو العديد من المذيبات العضوية .
طرق دخول الملوثات جسم الانسان وطرق تخلص الجسم منها :
1- الجهاز التنفسي 2- الجهاز الهضمي 3- الجلد
اهم هذه الطرق هو الجدهاز التنفسي حيث تصل الملوثات الي الرئتين فتحدث بهم الضرر او تذوب في الدم الموجود بالشعيرات الدموية في جدر الحويصلات الهوائية وتدور مع الدم وتستهدف اعضاء معينة بالجسم وتحدث بهم الضرر بها .
وتشكل القناة الهضمية الطريق التالي لدخول الملوثات الي الجسم حيث يمكن ان تبتلع مباشرة او تمتص في الاغذية وكذلك في اللعاب ويعتبر هذا من الاسباب الهامة و الضروريةو لمنع عادة التدخين او تناول الاطعمة او المشروبات في اماكن العمل .
الطرق الثالث لدخول الملوثات الجسم هو الجلد اما بطريق مباشر او طريق غير مباشر عن طريق الملابس الملوثة التي تلامس الجلد ومن هنا تتضح اهمية نظافة الملابس .
والتخلص من الملوثات يكون عن طريق الامعاء الغليظة والقنوات المرارية بالاضافة الي الكليتين عن طريق البول .
بعض العوامل التي يتوقف عليها الملوثات في الجسم :
1- درجة تركيزها في الجو 2- مدة التعرض 3- معدل التنفس في الدقيقة 4- مكان وطريقة دخولها الي الجسم
5- حجم الحبيبات او طول الشعيرات بالنسبر للاتربة 6- الذوبان او انشاط الكيميائي بالنسبة للغازات والابخرة
7- الاستعداد الشخصي والعضوي 8- كفاءة جهاز المقاومة .
يتضح مما سبق الاثار الفسيولوجية الخطيرة للملوثات لذلك يجب وقاية العمال المعرضين للتعامل مع هذه الملوثات وذلك بمنع وصولها للجسم عن طريق الاستنشاق او التلامس او عن طريق الفم عند تناول الطعام او التدخين في اماكن العمل وهو كثير الحدوث في مصانعنا لذلك يجب اتخاذ اجرءات الوقاية الهندسية والطبية والشخصية وذلك كالاتي :
الوقاية الهندسية :
1- بالقضاء الكامل علي عامل الخطر باستبدال المواد الخطرة بمواد اقل منها خطورة .
2- اقفال العمليات الصناعية مع توافر الاحتياطات الكفيلة بعدم التسرب من الاجهزة .
3- اذا تعذر اجراءات العمليات في اجهزة محكمة الغلق فيجي التخلص من عوامل الضرر من مصدر انبعاثها وذلك علي قدر المستطاع مع سحب الهواء ميكانيكيا الي اماكن خاصة مامونة خارج اماكن العمل .
4- بحث ظروف العمل وذلك بقياس تركيز وانتشار الملوثات في جو العمل .
5- يجب ان تبدا خطوات الوقاية قبل تشغيل المنشاة اذ يجب ات يؤخذ في الاعتبار عند اقامة المباني ان لا تتعارض مع مقتضيات السلامة لذا يجب ان تدرس خطوات الصناعة تفصيليا مع بيان الخطوات التي تتضمن خطورة من انتشار الملوثات وان توضع هذه العملية في اقصي اطراف المنساة فيما يتعلق باتجاه الريح حتي لا تحمل الملوثات وتنشرها في باقي اقسان المصنع .
الوقاية الطبية والشخصية :
1- الفحص الطبي الابتدائي ويجري قبل التحاق العامل بالعمل ويتهدف اكتشاف اي حالة مرضية كامنة قد تزيد شدة الاصابة عند التعرض للملوثات وتتخذ نتائج الفحص الطبي الابتدائي كبيان للحالة التي كان عليها العامل عند بدء اشتغاله بالعمل لمقارنتها بالفحوص التي تجري له مستقبلا .
2- الفحص الطبي الدوري : ويجري كل ستة اشهر او كل سنة تبعا لخطورة التعرض لاكتشاف الاصابات المرضية وهي في حالتها الاولي قبل استفحالها .
3- التوعية الصحية : تستلزم كافة الوسائل لتوعية العاملين بالاخطار التي يتضمنها العمل وبيان خير الطرق للوقاية واهمية الفحوص الطبية وعدم الانتظار حتي ظهور اعراض خطيرة .
4- استخدام مهمات الوقاية الشخصية : وتعتبر خط الدفاع الاخير للوقاية من الملوثات وهي كثيرة ومتنوعة ويجب ان تناسب طبيعة العمل ولا تعوق العامل من اداء عمله بسهولة ويسر.
التوعية والتدريب : وهي تستهدف تفهيم العامل باخطار المهنة التي يعمل بها واحسن الطرق لتفادي هذه الاخطار واهميو اتباع تعليمات الوقاية وتدريب العاملين علي اتباع اساليب العمل السليمة والابلاغ عن اي توقف لاجهزة الشفط او غيرها من وسائل الوقاية المستخدمة .
ويجب تعليق تعليمات واضحة تبين طرق العمل السليمة الامنة علي كل العمليات .
كما يجب الا نغفل اهمية التنظيف المستمر والدوري لاماكن العمل وبالاخص الحوائط والنوافذ واجهزة العمل لازالة الاتربة التي تترسب عليها او الغازات والابخرة والادخنة التي تتكاثف عليها حتي لا تكون مصدرا اضافيا تنتشر منه هذه المواد مرة اخري في الجو اذا تعرضت لاي تيارات هوائية كما يجب ازالة السوائل من الارضيات حتي لاتكون مصدرا لاصابة العمال عند السير عليها او تتبخر فتلوث الهواء وتزيد من نسبة الملوثات في جو العمل .
وهناك طرق عديدة لقياس الملوثلت في جو العمل كما توجد المعهد البحثية المتخصصة في هذا المجال مثل المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية وتامين بيئة العمل – المركز القومي للبحوث – معهد التبين – وبعض الجامعا