دعاء الوالدين يعين على الهداية لأن دعاءهما مستجاب ويعين على الثبات والتوفيق والسداد كما أن بر الوالدين امتحان لصدق الالتزام والعبودية لله لأن برهما يخلو غالبا من مصلحة النفس وغرضها غير كثير من لأعمال التى تهواها النفس وتوافق الطبع والهوى  .
ـ جاء شاب فى الأربعين من عمره باكياالى شيخ وقال : لقد اسودت الدنيا فى عيني فقد كنت من قبل من أهل المساجد والدعوة الى الله والان انقلب بى الحال وتركت الدعوة والمساجد وأهلها وانا اليوم لم استطع النوم من ضيق صدرى واشتداد الوساوس على وانسداد ابواب الدنيا أمامى حتى ابواب الرزق مغلقة ولم أتزوج واليوم لقد تشاجرت مع أمى ودفعتها بعد ان شتمتنى امام الناس ...و...
قال الشيخ : وكيف كان حالك مع أمك قبل اليوم
ـ الحال سىء والعلاقة بيننا سيئة فهى التى فعلت وفعلت وتسببت فى كذا وكذا وإخوتى فعلوا وفعلوا واخذ يشرح ويشكو ظلمهم له
قال الشيخ ـ إذا تعال معى نفتح الباب من فوق ؟
ـ وكيف سنفتح من فوق ؟
 سنذهب الى أمك نعتذر لها فالباب هناك
نظر الشيخ وراءه فإذا بالشاب قد تركه ووقف
ـ مالك؟؟
ـ أشكو لك منها وتطلب منى أن أذهب إليها ؟
إذا لم نذهب إليها فلن ينصلح أى شىء فقد أغلقت بابك مع الله بعقوقك لها ومن نعمة الله عليك أن أغلق أمامك أبواب الدنيا حتى تعود إليه وتصلح مابينك وبينه وأول طريق العودة إليه أن تصلح مابينك وبين أمك
غضب الشاب وقال لقد سددتها أكثر فمازال الشيخ يرقق قلبه على أمه وأخوته
وهو يعتذر بأنه إذا ذهب إلى أمه ستشتمه وسيحدث ويحدث لكنه أقنعه بأنها أم وستلقاه لقاء الأم
حتى وافق على زيارتها وكانت المفاجأة أن استقبلته الأم باكية مسرورة بزيارته وكانت هذه الزيارة مفتاحا لكل الأبواب
أخى العزيز .. هل أنت بار بوالديك ؟ لو سألت نفسك هذا السؤال ربما تكتشف انك غير بار بهما كما يجب أو أنك بالكاد لاتعقهما . ولو حققت ودققت مع نفسك ربما تصل إلى أنك غير بار بالمرة
إسأل نفسك مثلا:
ـ إذا ناداك أحد والديك فهل تترك مافى يدك وتسرع إليه أم تنتظر وهو يكرر النداء ؟ إنك تعلم أن جريجا العابد عوقب لأنه لم يخرج من صلاته وأمه تناديه . لذا قال العلماء يترك الاتسان ما في يده ويجيب والديه حتى ولو كان فى صلاة نافلة
ـ هل تُقبِّل يد والديك؟
ـ هل تشكر والديك وأنت تشعر فعلا بفضلهما عليك ؟
ـ هل يسمع والداك منك كلاما طيبا وثناء عليهما واقرارا بفضلهما؟
ـ هل تهدى الى والديك هدايا ام انك تجرى على بدعة الاكتفاء بهدية عيد الأم ؟
ـ هل تتفقد حال والديك وحاجتهما وتقوم من الليل لتنظر اذا كان لهما حاجة؟
ـ هل تسمع والديك كلمة تعبر عن التضجر؟ إنها إذاً "أُف" التى نهى عنها القرآن
ومنها فى زماننا هذا ياه .. أنا زهقت .. أنا اتخنقت .. أنا مش عارف أعيش فى البيت ده .. وبعدين يعنى .. إيه العيشة دى؟.. الواحد قرف !! كل هذه الكلمات تساوي أُف أومائة أو ألف أف    
لكنك ستقول هذه تعبيرات عفوية دارجة بيننا حتى نحن الاخوة والأصدقاء أقول لك لكن الكلام مع الوالدين يختلف عن الكلام مع كل الناس إنهما سبب وجودك
ما يهمنا فى موضوعنا هنا أن بر الوالدين سبب فى فتح الباب بينك وبين الله والعكس صحيح