الأهداف التربوية

من كتاب : تربية الشباب الأهداف والوسائل

د.محمد عبد الله الدويش

معنى الأهداف التربويَّة:

الهدف التربوي هو: التغيُّر المرغوب الذي تَسعَى العملية التربوية إلى تحقيقِه لدَى الفرد أو المجتمع.

وثَمَّة أمور مهمَّة قبل الحديث عن الأهداف التربويَّة:

• التوازُن بين إهمال الأهداف والإغراق فيها، فلا تَفرِيط في الأهداف يُؤدِّي إلى التخبُّط والاضطراب، ولا إفراط يؤدِّي إلى المَلَل وضَياع الأصلَح، فالإنسان بَشَرٌ يَعتَرِيه ما يَعتَرِي البشر مهما بلغ من رتبة، والاعتِدال والوسَطِيَّة سنَّة الله في خلقه وشرعه.

• المُنادَاة والمُطالَبة بتَجدِيد الأهداف؛ إذ الانطِلاق في العمل منها جزءٌ من التفاعُل مع تطوُّر الحياة المُعاصِرة وتعقُّدها.

• السعي للتأصِيل الشرعي في تحديد الأهداف، مع مُراعَاة أنَّ من الأهداف ما يندَرِج في قواعد عامَّة، كما أنَّ منها ما يُستَفاد من الواقع.

وظيفة الأهداف التربويَّة:

يُعَدُّ تحديد الأهداف التربويَّة نقطة الارتِكاز والمنطلق، وتَكمُن أهميَّة الأهداف ووظيفتها في أنها تُساعِد في اختِيار المربِّين؛ إذ المربِّي الناجِح وحدَه في هذه الأهداف هو القادِر على تحقيقها، كما أنها تُساعِد في تَحقِيق البرامج والوسائل التربوية، وتتحكَّم في مضمونها.

وهي كذلك تُساعِد على معرِفة قِيمة العمَل التربوي، من جِهَةِ تحقيق أهدافِه، كما أنها تُوَفِّر على العامِلين في الحقل التربوي وقتَهم.

 

خصائص المرحلة:

المرحلة التي نتحدَّث عنها هي مرحلة الشباب، ويقع جزءٌ كبيرٌ منها في مرحلة المُراهَقَة التي لها خصائص ثابتة، وأخرى مُتغايِرة من فرد لآخر، فدِراسة سِمات المُراهِق وحاجاته جزءٌ من العمليَّة التربويَّة للشباب.

الأهداف التربويَّة:

1- الجانب الإيماني:

والمقصود به جوانب الصلة بالله - تعالى - وتحصِيل التقوى والإيمان، ويعنى به تَعاهُد الإيمان في النفوس، والسعي لتَنمِيته وزيادته، ويُطلَق عليه كذلك (تزكية النفوس).

فبالإيمان يَثبُت المرء على دِين الله في وجه الفِتَن والبَلاءات، وينجو يوم القِيامة من العَذاب والمُهلِكات، وبالإيمان يُواجِه الإنسان مُلِمَّات الحياة والصُّعوبات، وبه يُفارِق المعاصي والشبهات.

ومن الأهداف الفرعيَّة لعمليَّة التربِيَة الإيمانيَّة:

• تعظيم الله في النفوس، وتحقيق التقوى والمراقَبة.

• تحرير القلب من التعلُّق بغير الله.

• العناية بأعمال القلوب.

• تحقيق الوَرَع وتجنُّب الشبهات.

وسائل عامَّة في البناء الإيماني:

• الاعتِناء بالقرآن.

• التفكُّر في المخلوقات.

• جلسات الذكر والوعظ.

• التعاوُن والتَّنافُس المشروع على أداء العبادات.

• الاعتِناء بمعرفة أسماء الله - تعالى - وصفاته.

• تذكُّر الموت والدار الآخرة.

• القدوة الحسنة ومُطالَعة سِيَر السلف.

2- الجانب العلمي والعقلي:

والمقصود به: البناء العلمي المؤهِّل لإقامة الواجبات الشرعيَّة، والمؤهِّل لواجِب الإصلاح والدعوة في الناس، وممَّا ينبَغِي مُراعاتُه في هذا الجانب:

• إعطاء الجانب العلمي مَرتَبته اللائقة به، بعيدًا عن الإفراط أو التفريط.

• الاعتِناء بتَعلِيم جميع الشباب الحدَّ الأدنى من العلوم الشرعية.

• مُراعَاة تَفاوُت القدرات والإمكانيَّات في عمليَّة التعليم.

• الاهتِمام بعمليَّة التربِيَة العقليَّة، ويعنى بها: الرقي بعقل المتعلِّم.

من الأهداف الفرعيَّة لعمليَّة التربِيَة العلميَّة والعقليَّة:

• غرس الشعور بالحاجة للتعلُّم.

• تعليم العلوم الضرورية.

• تحقيق الفقه في الدين.

• تعليم مَراتِب العلم الشرعي.

• تعظيم النصوص الشرعية.

• تحقيق التكامُل العلمي.

• تنمِيَة المهارات العقلية.

• تعليم أسس التفكير العلمي والتدريب عليها.

• التخلُّص من مُعَوِّقات التفكير السليم.

• تنمِيَة الإبداع والابتِكار.

وسائل تقوية البِناء العلمي والعقلي:

• تطوير طرق التعليم والبرامج الثقافية.

• تطوير أساليب الخِطاب العلمي ومضمونه.

• زيادة دَوْرِ الطالب في العمليَّة التعليميَّة.

• تَعوِيد الطالب على القراءة الواسِعة في شتَّى المجالات.

• المحافظة على الطاقة العقلية، ويعنى بهذا عدم شغْلها بما لا طائل من ورائه.

• ربط الطالِب بالمصادر العلميَّة والفكريَّة المُناسِبة له.

• الاعتِناء بطرق التعلُّم الفردي.

3- الجانب الدعوي:

والمقصود به تربية الشاب المسلم على تحمُّل المسؤوليَّة الدعويَّة، وفهْم عمله المَنُوط به حسب قدراته وإمكانيَّاته.

من الأهداف الفرعيَّة لعمليَّة التربِيَة الدعوية:

• تنمِيَة الشعور بالمسؤولية.

• تنمِيَة المُبادَرة الفرديَّة.

• تنمِيَة دَوافِع النصيحة والأمر بالمعروف والغَيْرَة على حرمات الله.

• تنمِيَة المهارات والصفات الدعويَّة.

• الارتِقاء بالثقافة الدعويَّة.

• تنمِيَة الخبرات الإدارية والمؤسَّسية.

 

وسائل عامَّة في البناء الدعوي:

• التذكير بفضل الدعوة وآثارها.

• التدريب العملي لعمليَّة الدعوة.

• دراسة السيرة النبويَّة وسِيَر الأنبياء.

• دراسة التجارِب الدعوية القديمة والمُعاصِرة.

• عرض جهود أهل الباطل.

• دراسة الواقع.

• تحرير مفهوم الدعوة إلى الله.

• التعريف بوسائل الدعوة وطرقها.

• التدرُّج في الجانب الدعوي.

4- الجانب الخلقي والسلوكي:

ويُقصَد به الاعتِناء بالأخلاق العالِيَة والسلوكيات الطيِّبة، وللاعتِناء بالجانب السلوكي أهميَّتُه؛ وذلك أن لِحُسن الخُلُق منزِلةً عالِيَة في الدين، ولأن مرحلة الطفولة والشباب هي الأكثر تأثُّرًا بهذا الجانب، كما أنَّ الحالة العامَّة للمُجتَمعات اليوم تَشهَد خللاً غيرَ هيِّنٍ في جانب الأخلاق.

من الأهداف الفرعيَّة لعمليَّة التربيَة الخلقيَّة:

• تنقِيَة النفس من الأخلاق السيِّئة.

• تحقيق العفَّة والبعد عن الفحش.

• التربِيَة على الجديَّة.

• التربِيَة على العِزَّة والشجاعة.

• التربِيَة على السَّمْتِ الحسن والوَقار.

• التربِيَة على العزيمة والإرادة.

• التربِيَة على النظام وحفْظ الأوقات.

وسائل التربِيَة الخلقية والسلوكية:

• القدوة الحسنة.

• الاعتِناء بشمائل النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم.

• مُجالَسة العُلَماء الربانيِّين.

• دراسة أبواب الأدب والسلوك.

• الثناء على المواقف الإيجابية.

5- الجانب الاجتماعي:

التربِيَة الاجتِماعية هي: الاعتِناء بالجانب الاجتماعي لدى الشاب المربَّى؛ إذ العلاقة بين كلِّ فرد ومجتمعه علاقة تأثُّر ولا شكَّ.

من الأهداف الفرعية في البناء الاجتماعي:

• ربط الشباب بالرفقة الصالحة.

• اعتِياد تحمُّل المسؤولية.

• الإعداد للحياة الماديَّة.

• تنمِيَة مشاعر البر والصلة.

• تنمِيَة القدرة على بِناء علاقات اجتماعية ناجحة.

• التمكين لقِيَم المجتمع وعاداته الإيجابية.

• تنمِيَة رُوح التعاون والعمل الجماعي.

 

وسائل عامَّة في الجانب الاجتماعي:

• تعليم الآداب والأحكام الشرعيَّة في الحياة الاجتماعيَّة.

• إنشاء النشاطات والبرامج الترويحيَّة.

• إنشاء الجمعيَّات الاجتماعيَّة.

• التعاوُن مع الجمعيَّات الخيريَّة.

6- الجانب النفسي:

والمقصود بذلك: الاعتِناء بالجانب النفسي لَدَى الشابِّ، فيكون ممتعًا سالمًا من المشكلات والأمراض النفسيَّة، وممَّا يؤكِّد أهميَّة الاعتِناء بالجانب النفسي للشابِّ:

• أنها تَزِيد من قدرة الشاب على فَهْمِ نفسه وإمكانيَّاته.

• أنها تُساعِد الشابَّ على حُسْنِ الصِّلات والعلاقات الطيِّبة بالآخَرين.

• أنها تَزِيد من القدرة على الثَّبات والجَلَد حيال الأزمات.

وممَّا يُعِين على تحقيق الاستِقرار النفسي عند الشباب:

• فَهْم الهدف الذي خُلِق له.

• تعليق الشاب بالدار الآخرة.

• إعطاء الدنيا منزلتها اللائقة بها.

• تلمُّس المربِّي لحاجات ومَشاكِل مَن يربِّيهم.

أهداف فرعية في البناء النفسي:

• إشباع الحاجات النفسيَّة.

• توجيه الانفِعالات والعواطف وضبطها.

• الوقاية من الانحرافات والاضطرابات النفسيَّة.

• تقوِيَة الإرادة.

• تحقيق الحبِّ والبغض في الله.

وسائل عامَّة في البناء النفسي:

• العدل في التعامُل.

• الاهتِمام بالشاب ومراعاة مشاعره.

• الاعتِدال في رعاية الشباب.

• تحقيق الاستِقرار الأسري.

• ملء الفراغ وتفريغ الطاقات لَدَى الشاب.

• غرس الثقة بالنفس عند الشاب.

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2016 بواسطة alamalalshababy

ساحة النقاش

denary

جزاكم اله خيرا جهد مشكور

العمل الشبابي

alamalalshababy
موقع يساعد العاملين في أوساط الشباب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

59,042