عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. نوال الفاعوري

 

 

هل الأردنيون " حثالة " و " حمير " , “ و " وباردين وجه " حقا ..!! 

 

 

 

     إن الابتلاء الأكبر الذي نعيشه اليوم في الأردن هو تدهور منظومة القيم التي كانت تحكم المجتمع في يوم ما ووصول النخبة التي تدير شؤون البلاد والعباد من موظفين كبار ووزراء ومسئولين إلى درجة موغلة في حالة الاستعلاء و التكبر على الشعب ، حتى لكأن بعض الوزراء و المسئولين يستحون بكونهم أردنيين أو أنهم أعلى وأرقى من أن يكونوا وزراء ومسئولين على مثل هذا الشعب.
    معالي السيد وزير التربية السابق والمسئول الأكبر عن الطاقة الذرية وصف الشعب الأردني بأنه ' حمير أولاد حمير ' و ' شعب زبالة ' ، موظف كبير في الدولة قال أن ' الشعب الأردني حثالة ' ، و معالي وزير السياحة تصف بعض الشعب الأردني بأنهم ' (حثالة) يحتفلون بكام (حمار) نجحوا في التوجيهي ويستعدون للانضمام إلى همل الجامعات ، واليوم  وزير التنمية الإجتماعية 'ريم أبو حسان'، شتمت الشعب الأردني ووصفته بـ'بارد الوجه ليش يطلع على طريق المطار' بشهادة وزير الإعلام والاتصال محمد المومني تحت قبة البرلمان بحديث جانبي دار بينها وبين الزعبي حول العاصفة الثلجية و محاصرة المواطنين على الطرقات.
    هذا الإستقواء على الشعب الأردني وهذا الشعور بالفوقية من قبل من باتوا يدعون بالنخبة ليس إلا نتيجة لانحدار الذوق العام لدى النخب السياسية التي باتت تفكر بطريقة أباطرة المال ونبلاء الاقتصاد ، أو طبقة التايكونز الأردنية التي تجمع ثرواتها بالحرام من جيوب الأردنيين ثم تشتمهم وتستهزئ بهم ، وما يزيد من تفاقم الأمر أن القوانين لا تعاقب هذه الشخصيات التي تشتم الشعب الأردني الذي أوصلها إلى ماوصلت إليه ، بل إن الأمر دائما ينتهي بتوضيح في صحيفة على استحياء ودون إبداء أي أسف أو تقديم أي اعتذار للشعب الأردني العظيم الذي تحمل ويتحمل الكثير. إن المنحنى التاريخي الخطير الذي يمر به الوطن والأوضاع المأساوية للمواطنين ليست من صنع الطبيعة ولا من تقصير المواطنين الأردنيين ، بل من ' البلاوي ' العظيمة التي أغرقتنا فيها النخب السياسية التي سرقت ونهبت و قننت مالا يقنن وشرعنت مالا يشرع وملأت الدنيا ضجيجا عن أعمالها البطولية في عوالم الخصخصة والمناطق الاقتصادية كالعقبة والمفرق والسوق المفتوحة ،  وباعت ثروات الوطن بأبخس الأثمان وكممت الصحافة والإعلام ، وما تزال تقوم بدورها في شتم الشعب الأردني بصورة منتظمة وممنهجة ولا يبدو لي أن الشتائم عفوية وزلات لسان ، بل إن محفل الشر الأعظم الذي ربما يشكل حكومة خفية تستعصي على الشعب و باتت تتحكم بمفاصل صنع القرار وتقود البلد إلى هلاك محتم لا سمح الله ، بينما نحن ما نزال نعاني مع هذه النخب السياسية ما كان يعانيه ديجون الإغريقي مع لإسكندر الأعظم وقصته معروفة ، وهي تمثل استعلاء بعض الخاصة على كل العامة ، إن الذين شتموا الأردنيين والذين استقووا عليهم سيدفعون ثمن تلك الشتائم وذلك الإستقواء إن عاجلا أم آجلا فالأردني جمل في الصبر وجمل في الذاكرة ، والقانون لن يخطئ الذين يسبون الأردنيين معتمدين على تسامحهم وعفوهم وطيبة قلوبهم التي تصل إلى حد ' الهبل ' أحيانا ، الأردنيون ليسوا حميرا ولا حثالة ، بل هم الذين حملوكم على ظهورهم اكراما للوطن ، ولكن ' إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ' ... إن فعالية الدولة تقاس من بين ما تقاس به بالتوازن والتناغم الذي ينشأ بينها وبين عامة الناس حتى يحس كل مواطن أن الدولة بكل مؤسساتها تعمل من أجله وأجله فقط ، بينما ما أوصلنا إليه حيتان الفساد اليوم هو أن المواطن بات يشعر بخيبة الأمل من وطنه ومن دولته ، وصار يشك في أنه أردني أو أن هذا هو الأردن.

 

نوال الفاعوري


المصدر: عالم السياسة والثقافة الإخباري .. نوال الفاعوري
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 190 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

256,012

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .