عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم

قوى الفساد تسعى لإشعال الفتنة فاحذروها

    تابعت في الأيام الماضية أخبار وتداعيات الحادث الجلل الذي تمثّل باستشهاد ابنة الوطن , طالبة الشريعة العفيفة الشريفة " الشهيدة نور العوضات " بأبشع جريمة عرفها هذا المجتمع من قبل شخص مسخت إنسانيته من أولئك الذين يطلق عليهم لقب " الزعران " الذين اعتادوا ترويع الناس , والاعتداء عليهم , وابتزازهم تحت سمع وبصر الجهات الرسمية المختصّة التي ثبت بالدليل القاطع أنّهم يحظون برعايتها , وأنّه لولا هذه الرعاية لما أصبحوا يشكّلون ظاهرة في جميع ربوع الوطن , فالنظام بأجهزته المختصّة قادر على وضع حدّ لهذه الظاهرة في أقل من أربع وعشرين ساعة لو أراد ذلك , فهؤلاء هم الأولى بالملاحقة والمطاردة والسجن من أحرار الوطن وشرفائه من الذين ينادون بالصلاح والإصلاح ويدعون إلى دين الله , ولكنّها المؤامرة القذرة على هذا الوطن وأهله من قبل قوى الفساد والاستبداد التي يقول لسان حالها بأفصح وأوضح عبارة بأنّه لا مكان في هذا الوطن إلاّ لهم ولأمثالهم من عتاة الإجرام , وما على الشعب إلاّ أن يستسلم ويخضع , ويصبر على النارين : نار إجرامهم وفسادهم وإفسادهم , ونهبهم لمقدرات الوطن وتدميرها ...............ونار إجرام العالم السفلي من طبقة الزعران وعصابات المخدرات واللصوص .

    الناس كلّ الناس يعرفون هذه الحقيقة بما في ذلك طبقة المنافقين والمتزلفين الذين يمارسون تزييف الحقائق , ويتهمون كلّ صوت يرتفع مطالبا بوضع حدّ لهذا الإجرام الممنهج بأنّه مفتر أو مثير للفتن , وهم يشاهدون بأم أعينهم سرقة السيارات , وقتل رجال الأمن , وترويع المواطنين , والتحرش بالنساء من قبل تلك الكلاب الضالّة التي تسرح وتمرح بدون حسيب أو رقيب .

    والحديث عن هذه الظاهرة وآثارها يطول شرحه , ولكن الذي يثير الرعب وينذر بكارثة محققة هو تداعيات مقتل شهيدة الفجر فهي كما يعلم الجميع من بنات كبريات قبائل الضفتين , وذلك المجرم ينتسب أيضا إلى إحدى كبريات قبائل الضفتين , وعلى الرغم من براءة قبيلته منه واستنكارها لجريمته البشعة , ومطالبتها بإنزال أشدّ العقوبات به إلاّ أنّ الإجراءات الرسمية التي أتبعت في هذه القضية تدفع الناس للاتجاه الخطأ , وتستفزهم للوقوع في مستنقع الفتنة , فقد كان المأمول من كبار المسؤولين أن يتوافدوا إلى بيت العزاء لتطييب الخواطر , وتهدئة النفوس , ولكن ذلك لم يحصل , إن لم يحصل عكسه من تصرفات استفزازية , ثمّ ماذا نفسّر إبلاغ الناس بموعد جاهة لأخذ " عطوى " عشائرية كما هي العادة والعرف , وبعد أن يقوم أهل الضحية ببناء خيامهم , ودعوة الناس للحضور يتفاجئون بأنّ المسؤول عن ترتيب الجاهة وهو الذي استجار به ذوي الجاني يعتذر عن قبول الدخل وعن إرسال الجاهة , ويكون هذا الاعتذار قبل موعد الجاهة بثلاث ساعات ؟؟؟ وهل عجز صاحب العطوفة أن يجمع من أعيان الأردن ووجهائها بضعة رجال للقيام بهذا الإجراء ؟؟ ومعلوم أنّ الذين سيستقبلون الجاهة يعلمون أنّه ليس من ذوى الجاني ولا من عشيرته ولا قبيلته , وسيستقبل هو ومن معه باحترام وإكرام كما جرت العادة في مثل هذه الأمور , ويأخذ منهم العطوى حسب الأعراف المتّبعة ؟؟ وعلى فرض أنّه عجز عن ذلك فهل عجز المسؤولون عن الاتصال بآخرين للقيام بهذه المهمّة؟؟ فكلّ ما في الأمر هو أن تقوم الجهات المختصّة بالاتصال مع عشرة من شيوخ العشائر الذين تنفق عليهم الدولة للقيام بمثل هذه المهام , وكلّ واحد يحضر معه عشرة أشخاص فتكتمل الجاهة , ويتمّ القيام بالإجراء الذي يهدئ النفوس , فهل كان ذلك يحتاج إلى استيراد خبراء لأخذ رأيهم لمعالجة هذا الخلل ؟؟؟؟؟؟؟ .

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم

    إنّ لعبة تأخير الجاهة التي استفزّت الناس , وأشعلت نار الغضب يتحمّل مسؤوليتها الجهات الرسمية والهيئات الشعبية المكلّفة بترتيبها , وأمّا قبيلة بني حسن فلا لوم عليها في ذلك ؛ لأنّه لا يجوز في الأعراف المتبعة أن يأتي أحد منها في الجاهة , ولأنّها كانت مطمئنة على أنّ هذه الجهات ستقوم بما يجب عليها في الجانب ؟؟ 
    وأنوّه بأن الذاكرة تزخر بقصص مشابهة كان للتدخل الرسمي دور في زيادة الاحتقان في كثير من القضايا , ولو كان المقام يسمح بذلك لأوردت كثيرا من القصص المؤلمة التي حدثت مع كثير من العشائر بمثل ذلك التصرّف الاستفزازي العابث .
    إنّ هذه المعطيات والمؤشرات تدلّ على أنّ وراء الأكمة ما وراؤها , وأنّ ثمّة جهات رسمية تحاول إشعال الفتنة , وأذكر بأنّه بين هاتين القبيلتين ( العزازمة وبني حسن ) من الألفة والمحبة ما يعدّ من مفاخر هذا الشعب ؛ لذلك فإنني أناشد جميع الأحرار الأخيار من أبناء الوطن عامّة , وقبيلة العزازمة خاصّة أن يدركوا هذه المؤامرة , ويفوتوا الفرصة على قوى الفساد والإفساد الذين يريدون إشعال نيران الفتن في الوطن ليشغلوا الشعب عن فسادهم وإفسادهم , وأنوّه هنا بأنّ ما ينشر في هذا الفضاء الإلكتروني من أمور بأسماء وهمية لإشعال مزيد من الحرائق إنما هو من صنع أولئك الفاسدين , كما أناشدهم بأن يوجهوا رسالة إلى جلالة الملك لوضعه بصورة الأحداث ليضع حدّا لمثل هذه التصرفات التي تعبث بأمن الوطن , وأن تتم المسارعة بمحاكمة المجرم , وتنفيذ القصاص العادل به تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ))

فلاح أديهم المسلم