عالم السياسة والثقافة الإخباري .. سليمان أبو الخيل
بين طرفي نقيض
يعيش المواطن الأردني العادي بين نقيضين ففي أقصى اليسار تجد من يتشدق بعبارات الولاء والانتماء للقيادة والوطن في حين انه ينهش في جسد الوطن وينهب بكل ما أوتي من قوه مقدرات الوطن لمصالحه الخاصة ، ولصالح أنصاره متسترا وراء تلك العبارات الفضفاضة من ولاء وانتماء لم تتعدى حنجرته ،غير آبه بما يخلفه ذلك السلوك الأناني من ويلات على الوطن وأبناء الوطن ، وهذا الصنف يوهم العامة انه وصي على الوطن وأهله ، وانه لولاه لذهب الوطن في مدارج الهلاك والخطورة في مسلك هذا الصنف انه يستطيع أن يوهم الكثير من العامة بهذه الأفكار وهذا الصنف اخطر على الوطن من الصنف الآخر الذي سنذكره تاليا.
أما الصنف الذي في أقصى اليمين فهم على نوعين أحدهم قلبه على الوطن ويتألم لمصائبه وينقد ويعارض من أجل الوطن يتفهم نوايا الصنف الأول ويحذر منها وهذا منهجه النقد البناء والحرقة على الوطن , والآخر يعارض من أجل المعارضة وينقد من أجل النقد ويدعي انه يملك العصا السحرية لحل مشاكل الوطن ، وانه المنقذ دونما أن يقدم برامج واضحة ومنطقية ، ويرفض أي حلول أو إصلاحات تأتي من غيره فإما انأ وإلا فلا فهم يتجاهلون الآخر ولا يقبلونه مهما أتى بأفكار إن لم يعتقد بأفكارهم وينزل تحت إرادتهم ، وخطورة هؤلاء تكمن في عدم وضوحهم وعدم تقديم برامج واقعيه ومنطقيه لديهم فهم لا يؤمنون بالمرحلية في الإصلاح ، ولا يقبلون التجريب الجزئي لهم فإما تسلموا لنا كل شيء وإلا فلا ، يجيدون الصراخ هنا وهناك والكثير منهم ربما له أجنده هنا وهناك مما يخيف من الركون إليهم وهم أول من يحارب أصحاب النقد البناء إذا ما شاركوا بأفكارهم في الإصلاح على مراحل لأنهم يرفضون أي شيء لا يأتي من جهتهم .
في ظل هذا الوضع لابد لأصحاب القرار من البحث عن أصحاب النقد البناء والتقرب منهم والاستفادة من أفكارهم وعدم تهميشهم لان قلوبهم على الوطن حقيقة...............................!
سليمان أبو الخيل
