عالم السياسة والثقافة الإخباري .. سليمان أبو الخيل
ما قبل الأمن السياسي
حتى يتحقق الأمن السياسي الذي ينشده كل كبير وصغير في هذا الوطن الذي نحب ، لا بد من الإدراك الحقيقي من الجميع أن الأمن السياسي له متطلبات سابقة لا بد من العمل عليها ، من مثل تحقيق الأمن الغذائي للمواطن من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة ، للحد من ارتفاع الأسعار وإيجاد استراتيجيات عملية لمحاربة تغول التجار ، وهذا يتم من خلال إيجاد مناخ تنافسي ، وذلك بالتوسع في الأسواق الحكومية مثل المؤسسات المدنية والعسكرية ، وطرح جميع احتياجات المواطن بأسعار منخفضة ، وهوامش ربحية قليلة ، مما يؤدي الى إيجاد روح التنافسية لدى التجار ، وإجبارهم على تخفيض الأسعار بدافع ذاتي ، خاصة بعد أن ثبت عدم جدوى الرقابة المباشرة على الأسعار، وهنا تقوى القوة الشرائية لدى المواطن ، ونحد من تآكل الدخول ، ولا تحتاج الحكومة لزيادة الرواتب ، مما يخفف العبىء على الخزينة ، وأيضا الأمن الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمار وجلب رأس المال لإنشاء الصناعات ، وكذا دعم الزراعة من خلال اتخاذ القرارات من نبض الشارع ، وتلمس أحوال المزارعين ، وعدم اتخاذ القرارات من وراء الكواليس وبأفق ضيق ، وأيضا لا بد من دراسة أي قرار تتخذه الحكومة من جميع أبعاده من مثل رفع المحروقات وغيره .
وبعد أن نعمل على كل ما سبق لا بد من توفير الأمن الاجتماعي ، من خلال تامين حق المواطن في الدواء والعدالة الاجتماعية ، في تطبيق القوانين ومحاربة الترهل الإداري ، والعدالة في توزيع الخدمات ، مما يبعث روح الرضا لدى المواطن وعدم الشعور بالظلم الذي يدفع الى السخط لدى المواطن وبالتالي التصرف دون حساب . وهذا لا يتحقق بالكلام بل لا بد من برامج حقيقية من واقع المواطنين ، وهنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة في هذا السياق ، وهي الاهتمام الحقيقي في كافة مكونات المجتمع الأردني ، وتوزيع الوظائف العليا على الكفاءات من أبناء هذه المكونات ، وعدم حصرها في فئة معينة ، وبما أن العشائرية اكبر مكونات المجتمع الأردني ، وبها كفاءات عالية ، فلا يعقل أن نتعامل معها بطريقة رجعية تعود للستينات والسبعينات من القرن الماضي .
بهذا كله يتحقق الأمن الاجتماعي وبعد ذلك يمكن الحديث عن الأمن السياسي فالحق سبحانه وتعالى يقول (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) وهنا نقطع الطريق على المتربصين الذين يدخلون الى المواطن من خلال معدته وقوت يومه.
المواطن الأردني
سليمان أبو الخيل